تتجه أنظار الطبقة السياسية في الجزائر، اليوم، إلى ما ستسفر عنه نتائج الجولة الثانية من انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة في ولاية تلمسان، في ظل الصراع الحاصل بين الحزبين التقليديين الأفلان والأرندي على خطف المقعد الأخير في مبنى السينا . وعشية يوم الاقتراع، كشر حزب جبهة التحرير الوطني عن انيابه ووجه رسالة للغريم الأرندي بأنه لن يفرط في مقعد السينا عن ولاية تلمسان، حيث أشرفت سعيدة بوناب، عضو الهيئة المسيّرة لحزب جبهة التحرير الوطني بولاية تلمسان، على لقاء ولائي، تحسيسي للمنتخبين المحليين تحضيرا لانتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة المزمع عقدها اليوم، اين شددت على ضرورة تجند كل ابناء الأفلان بالولاية رقم 13 للظفر بمقعد جديد يعزز حصيلة الحزب الباهرة في انتخابات السينا . على الضفة الاخرى ولغاية الساعة، لم يقرر بعد حزب التجمع الوطني الديمقراطي المشاركة من عدمها في انتخابات السينا المعادة في تلمسان، بعدما كان قد طالب قبل ايام بتوفير جملة من الشروط للمشاركة ومن بينها لجنة تحقيق برلمانية في التجاوزات التي وقعت وتغيير مقر إجراء الانتخابات من المجلس الشعبي الولائي إلى مكان آخر، ومن بين الشروط التي طالب منتخبو الأرندي بتوفرها، الإشراف المباشر للمجلس الدستوري على العملية الانتخابية، وكذا توفير طاقم لجنة انتخابية نزيهة ممثلا في قضاة محايدين من خارج مجلس قضاء تلمسان، ولتفادي ما أسموه ب البلطجة ، طالب المجلس الولائي للأرندي بتوفير الحماية والأمن للمنتخبين أثناء العملية الانتخابية. وجاء هذا في وقت وجهت القيادة العامة في الأفلان عبر صفحة الحزب الرسمية على الفايس بوك ، نداء إلى كل منتخبي الحزب تدعوهم إلى الوقوع إلى جانب منتخبي ولاية تلمسان، وقالت نوجه رسالة قوية إلى منتخبينا بولاية تلمسان بشعار أعطيناك عهد، نرجو الدعم من كل الولايات، الأفلان حزبنا، وبخشي مرشحنا والفوز حليفنا ، ما أثار ردود فعل قوية للمنتخبين الأفلانيين عبر تعليقات الفايس بوك وتوعدوا الأرندي بالرد الحازم خلال إجراء الاقتراع. وعزز المجلس الدستوري الجمعة، فوز حزب جبهة التحرير الوطني بأغلبية المقاعد في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، بمنحه مقعدين إضافيين عن ولايات ورڤلة وإيليزي بعد دراسته للطعون المقدمة من قبل الأحزاب والمترشحين. ووفق النتائج، ارتفع رصيد الأفلان من 29 إلى 31 مقعدا من بين 48 جرى التنافس عليها، في انتظار إعادة الانتخابات في تلمسان، ويليه في الترتيب حزب التجمع الوطني الديمقراطي ب10 مقاعد. وتتوزع بقية المقاعد بين جبهة القوى الاشتراكية بمقعدين، وجبهة المستقبل بمقعد واحد، وتجمع أمل الجزائر بمقعد واحد، ومستقلين بمقعدين. يشار إلى أن المجلس الدستوري ألغى، الاثنين الماضي، نتائج انتخابات ولاية تلمسان والتي فاز فيها حزب التجمع الوطني الديمقراطي بسبب غياب محاضر فرز الأصوات، وأمر بإعادتها في أجل أقصاه أسبوع.