تتجه أنظار الطبقة السياسية نهاية الأسبوع الجاري إلى زرالدة، أين تعقد حركة مجتمع السلم اجتماعا هاما لمجلس الشورى الوطني، سيتم خلاله الفصل في هوية مرشح الحركة خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويأتي الاجتماع وسط انقسامات حادة في حمس حول الرئاسيات بعد إعلان رئيسها عبد الرزاق مقري، الجمعة الماضي، ترشحه للمنصب، تبعه إعلان غريمه ورئيس الحركة السابق، أبوجرة سلطاني، عن نيته الترشح أيضاً، لتبدأ معها فصول صراع داخلي بصفوف حركة الراحل محفوظ نحناح. ويتصدر ملف رئاسيات أفريل 2019 أجندة اجتماع مجلس الشورى الوطني لحمس يومي الجمعة والسبت بزرالدة، فضلا عن تقرير الخماسي الأخير لسنة 2018، البرنامج السنوي لسنة 2019، وقضايا تنظيمية أخرى، بحسب منشور للحركة امس عبر صفحتها الرسمية في الفايسبوك. وقد عقدت الحركة مؤخرا اجتماعا موسعا على غير العادة، جمع قيادات الحركة ووزرائها السابقين وكتلتها البرلمانية ومجموعة من الإطارات، إضافة إلى اجتماع خاص بالمكتب الوطني، تناول التحضير لدورة مجلس الشورى الوطني، وتطورات الملف السياسي. وتعيش حركة مجتمع السلم عشية الاجتماع انقسامات حادة حول الانتخابات الرئاسية تجلت بعد إعلان رئيسها عبدالرزاق مقري، الجمعة الماضي، ترشحه لمنصب رئيس البلاد، تبعها إعلان غريمه ورئيس الحركة السابق، أبوجرة سلطاني، عن نيته الترشح أيضاً، لتبدأ معها فصول صراع داخلي بصفوف الحركة. فسلطاني أبدى رفضاً مبطناً لترشيح الحركة عبد الرزاق مقري، عندما طالب مجلس الشورى بانتخاب مرشح عن الحركة، وقال أبوجرة سلطاني: سأعلن حينها الاستمرار في نية ترشحي أو أؤكدها أو ألغيها نهائياً ، بحسب تصريحات أدلى بها مؤخرا. ومن جانبه، توقع ناصر حمدادوش، قيام الحكومة باتخاذ قرارات جريئة وصارمة إذا قرر سلطاني الترشح خارج مؤسسات الحزب، حديث حمدادوش الذي أدلى به مؤخرا ترجم بحسب مراقبين انعدام الثقة داخل الحزب المحسوب على التيار الاسلامي، كما كشف عن ازدواجية خطاب سلطاني الذي أظهر نيته الترشح في وقت أعلن دعمه لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وسبق لسلطاني وذراعه الأيمن سعيدي اتهام رئيس حمس عبد الرزاق مقري خلال اشغال المؤتمر الماضي للحركة بممارسة ضغوطات على المؤتمرين من اجل كبح التيارات المعارضة لمعارضة حمس، وهو السيناريو الذي يلقي بضلاله على الاجتماع المقبل لمجلس الشورى، مثلما اسر به مناضلون محسوبون على تيار المشاركة، ل السياسي . وفي السياق، يعتبر محللون أن التخبط والتفكك داخل حركة حمس حدث نتيجة صدمة الإعلان عن موعد إجراء الانتخابات الرئاسية، حيث انتقلت الحركة من النقيض إلى النقيض في مواقفها السياسية، وانتقالها من طرح تأجيل الانتخابات إلى المشاركة فيها، تم تفسيره بأنه تمهيد منهم للوجود في الحكومة القادمة التي تعقب الرئاسيات، خصوصا وأن فرصهم في المنافسة على منصب رئاسة البلاد ضئيلة جدا.