حذّر الكرملين، مجددا، من العواقب السلبية لأي تدخل عسكري أجنبي في شؤون فنزويلا، وقال دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، أمس: أما بالنسبة للتدخل العسكري لبلدان ثالثة في الأزمة الفنزويلية، فقد حذرنا منذ البداية من النتائج السلبية للغاية حتما لأي إجراءات متهورة من هذا القبيل . وردا على سؤال حول المساعدات العسكرية المحتملة من قبل روسيا للسلطات في فنزويلا؟، أكد ممثل الكرملين، أن أي منطق في نهاية المطاف غير مقبول هنا . وأضاف: إنها مسألة حساسة جدا. مثل هذه التصريحات لا تساهم في تطبيع الوضع في فنزويلا ولا في حل المشاكل الداخلية لهذا البلد . وازدادت الشكوك حول احتمالات قيام أمريكا بتدخل عسكري في فنزويلا ليس فقط بعدما تكاثرت تلميحات المسؤولين حول ذلك، بل أيضا بعدما انكشفت مسألة إرسال وحدة عسكرية أمريكية إلى كولومبيا المجاورة لفنزويلا، وبرزت هذه المسألة إلى العلن بعد أن ظهرت صورة مستشار الأمن القومي جون بولتون في إحاطة بشأن الوضع في فنزويلا، وهو يقف على المنصة مع مفكرة، كتبت فيها عبارتان: أفغانستان، نرحب بالحوار و 5000 جندي في كولومبيا . وعندما سأله الصحفيون حول احتمالات التدخل العسكري الأمريكي في الشؤون الفنزويلية؟ رد بولتون قائلا: كل الخيارات مطروحة . البنتاغون يلوح باستخدام القوة ضد فنزويلا توقع محلل سابق في البنتاغون أن تعارض القيادة العسكرية الأمريكية استخدام القوة العسكرية في فنزويلا، حتى ولو كان الصقور في إدارة الرئيس دونالد ترامب يروجون لخيار التدخل العسكري. وقال المحلل السابق في وزارة الدفاع الأمريكية، الكولونيل كارين كفياتكوفسكي لوكالة نوفوستي الروسية أمس الثلاثاء: بالنسبة لأشخاص مثل مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جون بولتون، فإن غزو فنزويلا يمكن أن يكون له معنى، لأنه يتوافق مع الخطاب الذي يلتزم به. ولكن هذا لا يلبي المصالح الأمريكية، ولا مصالح الجيش الأمريكي . وغرّد مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، على تويتر قبل يومين معتبرا إن أي عنف وتهديدات في فنزويلا ضد الدبلوماسيين الأمريكيين وزعيم المعارضة، خوان غوايدو، أو الجمعية الوطنية سيشكل انتهاكا خطيرا لسيادة القانون وسيلقى ردا كبيرا. وأشار كفياتكوفسكي أيضا إلى أن استخدام القوة العسكرية سيسبب عدم رضا الناخبين في الولاياتالمتحدة. وقال: من غير المرجح أن يدعم الشعب الأمريكي أي مشاركة من قبل الولاياتالمتحدة في تغيير الحكومة الفنزويلية، على الرغم من حقيقة أن هناك فريقا محافظا من المحافظين الجدد في البيت الأبيض . وفقا لهذا المحلل المعروف، فإن الحجة المؤيدة للتدخل بالنسبة للمحافظين الجدد هي قدرة روسيا على نشر طيران عسكري في فنزويلا، وكذلك وصولها إلى Citgo، الابنة الأمريكية لشركة النفط الفنزويلية العملاقة PDVSA. وكما يلاحظ المحلل السابق في البنتاغون، فإن الميزة الوحيدة للحل العسكري للولايات المتحدة ستكون زيادة مؤقتة في أسعار النفط العالمية، الأمر الذي سيؤدي إلى عدم اليقين أو الصراع في المنطقة. ومع ذلك، وكما لاحظ، في ظل الظروف الحالية، عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالتدخل في شؤون الدول المنتجة للنفط، من الضروري الأخذ بعين الاعتبار مخاوف روسيا والصين، بالإضافة إلى مصالح الجيران الإقليميين مثل المكسيك أو البرازيل. وأعرب المحلل كفياتكوفسكي، عن اعتقاده بأن السياسة العسكرية والدبلوماسية الأمريكية تستمر في التمحور حول دولارات النفط ورغبة البلاد في التأثير على سعر النفط. ومع ذلك، لم تعد مثل هذه الإستراتيجية ناجحة، فهي لا تحظى بشعبية، لذا سيكون من الصعب على أي رئيس تسويقها، على حد قوله. النفط يصعد مع عقوبات واشنطن على فنزويلا ارتفعت أسعار النفط، أمس الثلاثاء، بعد أن فرضت واشنطن عقوبات على شركة النفط الحكومية الفنزويلية، في خطوة قد تكبح صادرات الخام من هذا البلد الغني بالنفط إلى الولاياتالمتحدة. ورغم هذه الخطوة، التي تهدف إلى تكثيف الضغط على الرئيس نيكولاس مادورو للتنحي، قال متعاملون إن وفرة إمدادات النفط العالمية والتباطؤ الاقتصادي، لاسيما في الصين، يحدان من ارتفاع أسعار الخام. وبحلول الساعة 07:47 بتوقيت غرينيتش، بلغت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 52.29 دولار للبرميل، مرتفعة بنسبة 0.4 %، مقارنة بسعر التسوية السابقة، فيما بلغت عقود برنت 60.11 دولار للبرميل، مرتفعة بنسبة 0.3 %. وتعتبر الولاياتالمتحدة مستوردا رئيسيا للنفط الفنزويلي رغم الخلافات السياسية. ولدى فنزويلا أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم، وهي أيضا عضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك . وعقب فرض العقوبات طمأن وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوتشين، الأسواق من مخاوف حدوث شح في المعروض قائلا إن أصدقاءنا بالشرق الأوسط سيعوضون أي نقص في النفط بسبب إجراءاتنا ضد فنزويلا .