تبذل مصالح مديريتي الفلاحة والموارد المائية، بالإضافة إلى الديوان الوطني للسقي وصرف المياه لولاية سوق أهراس، جهود مكثفة لتوسيع المساحات الفلاحية المسقية التي لا تتجاوز حاليا 7500 هكتار لكي تصل عما قريب إلى 16 ألف هكتار، حسب ما علم لدى مديرية الموارد المائية. وأوضح ذات المصدر، أن بلوغ هذا الهدف قبل نهاية السداسي الأول من السنة الجارية سيتجسد بفضل برنامج خاص لحفر آبار متوسطة وأخرى عميقة للسقي الفلاحي، لافتا الى أنه تم الشروع في منح تراخيص لفائدة الفلاحين الراغبين في حفر هذه الآبار. وأفاد مسؤولون بمديرية الموارد المائية، في هذا السياق، بأن الزيادة المتوقعة في المساحات الفلاحية المسقية ستتحقق أيضا بفضل تشجيع الفلاحين على توسيع رقعة الأشجار المثمرة لاسيما بالمناطق الجنوبية للولاية التي تعرف مردودا ضعيفا في مجال إنتاج الحبوب، داعين الفلاحين إلى الالتزام عند استفادتهم من رخص حفر الآبار بتحديد مساحات العقارات الموجهة لغراسة الأشجار المثمرة على غرار أشجار الكرز والزيتون والفستق الحلبي واللوز. وتعتبر المساحة المسقية بهذه الولاية الحدودية جد ضعيفة مقارن بالمساحة الإجمالية الصالحة للزراعة التي تقدر ب253 ألف هكتار، وفقا لذات المصالح، التي أشارت إلى أنه وضمن عديد الحملات التحسيسية تم دعوة الفلاحين إلى ضرورة اعتماد نظام سقي عصري لمضاعفة وتوسيع المساحات المسقية واقتصاد المياه وضمان نوعية أفضل للمنتجات الفلاحية من بقوليات وخضر وخاصة البطاطس. وقد شجع توسيع مساحات السقي بالولاية العديد من فلاحي بلدية أولاد إدريس على غرس أشجار الكرز، فيما عرفت المناطق الحدودية على غرار بلدية الحدادة انتشار غرس أشجار الزيتون والتين الشوكي على نطاق واسع ببلدية سيدي فرج. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم توجيه حجم من مياه سد وادي ملاق (156 مليون متر مكعب) لسقي 1000 هكتار من الأراضي الفلاحية وذلك ببلديتي سيدي فرج والذريعة، إلى جانب تخصيص 2 مليون متر مكعب من المياه لسقي 400 هكتار انطلاقا من سد وادي جدرة (35 مليون متر مكعب). من جهته، أكد رئيس غرفة الفلاحة، محمد يزيد حمبلي، على أهمية استغلال طرق سقي حديثة مقتصدة للمياه، مشيرا إلى أنه على الرغم من إدخال وسائل السقي الحديثة مثل السقي بتقنية قطرة-قطرة والرش المحوري، إلا أن فعاليتها تبقى مرتبطة، حسبه، بمدى تأهيل الفلاحين ومستعملي تقنيات السقي هذه باعتبارهما المستخدمين الرئيسيين لمياه السقي، لاسيما من حيث تصميم شبكات الري وصيانتها.