أكد العديد من المختصين في طب العظام والمفاصل والروماتيزم، أن هناك مفهوما خاطئا متداولا في المجتمع الجزائري عن مرض الروماتيزم. مبينين عدم وجود مرض واحد اسمه الروماتيزم، إنما هناك عدة أمراض للروماتيزم، مشيرين إلى أن اختصاص العظام يشمل حوالي 200 مرض، ولكل واحد منه خصوصياته وطريقة علاجه واستعمال الأدوية بشأنه. اشار المختصون إلى أن الجزائر لم تخرج عن سائر دول العالم في مجال تسجيل عدد الإصابات بهذا الداء، مؤكدين تسجيل إصابة واحد من ثلاثة سكان بمرض الروماتيزم، أي إصابة ما يفوق ال13 مليون جزائري. وأكد محدثونا أن هذا المرض يصيب كل الشرائح العمرية، كما ينتشر بين الرجال والنساء على حد سواء، لكن يختلف في درجة الانتشار من نوع إلى آخر، مضيفين بأن هناك أمراض روماتيزم تصيب العظام والمفاصل، وأخرى تصيب العضلات، معتبرين أن أسباب هذا المرض تختلف من نوع لآخر، مضيفين أنه من أسباب مرض هشاشة العظام الذي يعد نوعا مشهورا من أمراض الروماتيزم وأكثر انتشارا؛ التغذية غير السليمة عند الصغر ونقص الكالسيوم والفيتامين (د)، يضاف إليها استعمال بعض الأدوية، على غرار الإفراط في استعمال مادة الكورتيزون أو التغيرات العضوية لجسم الإنسان، خاصة عند المرأة في سن اليأس المبكر. وعلى غرار النساء والرجال، اكد المختص محيي الدين ان الحمى الروماتيزمية تعتبر من أهم أنواع الروماتيزم الحاد، ومع أنها تصيب الأطفال في أي عمر، فإنها نادرا ما تحدث عند الرضع، ولكن تظهر أكثر ما تظهر ما بين سن الخامسة والخامسة عشرة، حيث يكون التهاب اللوزتين أكثر تواترا وشدة، ويعد من أهم الأسباب لتلك الحمى. يفرز الميكروب العقدي السموم الخاصة به، فيتفاعل معها جهاز المناعة، ونتيجة هذا التفاعل، يتركز في القلب والجهاز العصبي والمفاصل والجلد، وتبدأ الأعراض المختلفة حسب مكان الإصابة. إن هجمة الحمى الروماتيزمية الحادة تظهر بارتفاع درجة الحرارة، مع ألم المفصل المتنقل، أي أنها قد تبدأ في مفصل، ثم تنتقل إلى مفصل آخر بعد أن يكون المفصل الأول شفي تماما خلال فترة أيام أو أسابيع. ونادرا ما يثبت الألم في مفصل واحد وقد يصاحبه انتفاخ خفيف في المفصل المصاب، مع العلم أن المفاصل الكبيرة للأطراف هي الأكثر إصابة ونادرا ما تلتهب عدة مفاصل كبيرة في الوقت نفسه، فالتهاب المفصل قل ما يترك مضاعفات أو تشوهات وراءه في المفصل المصاب. ومن الأعراض أيضا ظهور طفح جلدي، وقد لا يكون هذا الطفح ظاهرا دائما، إلا عندما يستحم الطفل بماء دافئ، وقد يظهر الطفح في جميع أجزاء الجسم ولكنه يبدو واضحا إما على الظهر، الصدر، البطن، اليدين، القدمين. ويمكن أن يسبق هذه الأعراض التهاب في اللوزتين أو التهاب البلعوم المتكرر. وقد تظهر عقيدات غير مؤلمة صغيرة بحجم حبة البازلاء تحت الجلد من دون أن يلاحظها المريض. هذه هي الأعراض الخطيرة الناجمة عن الروماتيزم ولكن الخطر الأكبر يكمن في الأثر الذي تتركه هذه الحمى عند إصابة الطفل بالتهاب اللوزتين مرات عدة في السنة، حيث تؤثر جراثيم هذا المرض في الكليتين أو القلب، فتتأثر جميع أقسام القلب، ويتضخم القلب بسبب التهاب قد يترك آثارا وأضرارا دائمة في القلب أو في صماماته. ويجب الأخذ بعين الاعتبار بأنه كم من طفل في عمر الزهور أصيب في صمامات قلبه، وغالبا ما يكون السبب هو إهمال الوالدين في معالجة الالتهاب المتكرر للوزتين أو البلعوم في هذه السن المبكرة. ولا ننسى أن التخلص من البؤر الجرثومية في اللوزتين أو الأسنان التالفة له أثر كبير في الوقاية من بعض هذه الأمراض. الغذاء الصحي.. ضروري للوقاية ويلعب الغذاء، وخاصة في فترة النمو، دورا مهما لبلوغ كثافة العظام القصوى، بعد سن المراهقة، وستكون رصيدا واستثمارا جيدا للعظام في أيام الشيخوخة. ويقوم عنصر الكالسيوم بدور مهم في بناء العظام القوية، والتقليل من خطر الإصابة بهذا المرض. وقد تبين أن الأشخاص الذين يعتمدون في طعامهم على الوجبات السريعة ويتناولون كميات قليلة من الخضروات الطازجة، ومن منتجات الألبان الغنية بالكالسيوم، يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالمرض عندما يبلغون سن الشيخوخة.