اشتعلت صراعات سياسية، عبر مختلف الوسائط المتاحة من بينها منصات التواصل الاجتماعي في الجزائر، حول قضية تمثيل الحراك الشعبي بين مؤيد ومعارض لهذا الطرح، فيما ارتفع منسوب الخلاف بعد انتشار قوائم لممثلين مفترضين عن الشعب، بين مدافع عن الشخصيات المقترحة، ومتهجم عليها لدواع مختلفة. وترتفع الأصوات بشأن اختيار ممثلين للحراك الشعبي، الذي ينادي بإصلاحات جذرية، فبعد قرابة أربعة أسابيع من انطلاق الحراك، طرح ناشطون فكرة ضرورة اختيار شخص أو مجموعة تتحدّث باسم الجماهير المحتجّة، وفي الاتجاه المعاكس يرفض آخرون هذه الفكرة ويفضلون أن يقود الشارع نفسه بنفسه. من أبرز الشخصيات التي اختارها بعض أنصار الحراك المحامي والحقوقي والنائب السابق في البرلمان، مصطفى بوشاشي، ونشر البعض صورة بوشاشي على صفحاتهم الخاصة في فيسبوك، وكتبوا بأنهم يفوّضونه ناطقا رسميا باسم الحراك، فيما تحفّظ عليه آخرون يرون أن شخصيات أخرى أجدر بتمثيل الشارع. ونشر مدونون قائمة لشخصيات من مختلف المجالات والتيارات وزكّوها لتمثيل الحراك الشعبي ، وتبادل الجميع النقاش حول أحقية هذه الشخصيات في تقدّم المشهد حاليا في البلاد. ومن بين الشخصيات المقترحة الإعلامي والأستاذ الجامعي فضيل بومالة، والمحامية والناشطة السياسية زبيدة عسول، ورئيس الوزراء السابق أحمد بن بيتور، والمجاهد لخضر بورقعة، والوزير الاسبق عبد العزيز رحابي، ورئيس جمعية العلماء المسلمين الشيخ قسوم. لكن سرعان ما تعرضت الشخصيات المطروحة لحملة من التشويه والاتهامات من طرف بعض الناشطين وحتى السياسيين أمثال النائب الطاهر ميسوم، الذي فتح النار على القانوني بوشاشي. في الاتجاه المقابل، رفض آخرون فكرة التمثيل من أساسها، ونشروا على صفحاتهم مبرراتهم لرفض اختيار أية شخصية، في الوقت الحالي، وفضّلوا ترك المبادرة للشارع. ورفض النشاط السياسي والأكاديمي فضيل بومالة، فكرة اختيار شخصيات تمثل الحراك، وقال في تصريحات: اختيار أشخاص يؤطرون الحراك يعني اختراقه، ثم بأي حق يأتي اليوم جزائريون ويقولون نحن نؤطّر الحراك.. فلا نتسرّع والشرعية يعطيها الشعب وحده للحراك ولمن يمثله . وفي نفس السياق تقريبا، يقترح محللون آخرون ان يتم ترشيح وسيط توافقي، قد تعينه السلطة بالتشاور مع المعارضة والحركة الشعبية، وفتح حوار واسع عبر كامل التراب الوطني. أما الاتجاه الثالث، فيرى أن ما يجري من نقاش حول تمثيل الحراك يهدّد الحراك نفسه ويمنح السلطة فرصة لتفتيت الصفوف، على حد وصفهم، ودعا هؤلاء إلى التوحّد ولم الشّمل.