- تصريحات وهمية تلهب الشارع الجزائري وجدت الإشاعات والأكاذيب وأحاديث راديو طروطوار ضالتها في الجزائر منذ بداية الحراك الشعبي في 22 فيفري المنصرم، حيث لا يكاد يخلو الأسبوع الواحد من عشرات الأخبار الكاذبة التي يتم تداولها بقوة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وحتى إعلاميا أحيانا ويتم بموجبها توجيه الرأي العام صوب مواقف واتهامات لشخصيات ومؤسسات على أساس باطل. وفي هذا المقال، رصدت السياسي خمس إشاعات انتشرت كالنار في الهشيم خلال المدة الأخيرة قبل أن يتم تكذيبها ودحضها جملة وتفصيلا من قبل المصالح المعنية. البداية كانت قبل حوالي شهر من اليوم، أين أخذت إشاعة وفاة صحفية أثناء تجمع للصحافيين بالجزائر العاصمة حيزا هاما من النقاش عبر مواقع التواصل، قبل أن تكذبها المديرية العامة للأمن الوطني، حيث قالت حينها على إثر تداول بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لخبر وفاة إحدى الصحفيات يوم الخميس 28 فيفري 2019، بعد توقيفها من قبل قوات الشرطة، تفند المديرية العامة للأمن الوطني تفنيدا قاطعا هذه الإشاعة المغرضة والكاذبة . وقبل أيام، تم الترويج لإشاعة مفادها استفادة فرنسا من الغاز الجزائري مجانا، وجاءت نقلا عن تقارير إيطالية مزعومة لا وجود لها في الواقع، وانتظرت السلطات الجزائرية وقتا معتبرا قبل أن تدحضها جملة وتفصيلا، حيث أكد نائب الرئيس المكلف بالنشاطات التجارية لمجمع سوناطراك ، أحمد الهاشمي مزيغي، أن الجزائر لم تصدر أبدا الغاز أو المنتجات السائلة الأخرى مجانا إلى عملائها. وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الجزائرية، أمس الأول، ردا على سؤال حول المعلومات المداولة بشأن تصدير الغاز الجزائري إلى فرنسا مجانا، قال مزيغي: من المستحيل تصدير الغاز مجانا. أو أي منتج سائل من المحروقات إلى فرنسا أو أي بلد آخر ، وأضاف المتحدث أن الإجراءات المتخذة في عمليات التصدير، يجب أن يكون هناك إعلان جمركي، يتضمن حجم والسعر، وبدون الإعلان عن السعر والحجم، لا يمكنك تصدير أي شيء . وأمس الأول، راجت إشاعتان بشكل واسع وشكلت نقاشا وجدلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنه إلى الواقع، قبل أن يتم تكذيبها، الأولى تتمثل في تصريح مفتعل لوزير السياحة السابق، حسان مرموري، حيث يزعم الخبر أن أويحيى قام بتنحية مرموري من الوزارة بسبب عدم موافقته التنازل على فندق الرياض العمومي لأحد رجال الأعمال بالدينار الرمزي، وهي التصريحات التي صنعت جدلا كبيرا قبل أن يكذبها الوزير السابق عبر صفحته على الفايس بوك مؤكدا أن الجريدة المعنية قامت بنشر حوار افتراضي. والإشاعة الأخرى تتعلق بمعاقبة وعزل 86 قاضيا لمشاركتهم في الحراك الشعبي، قبل أن يسارع المجلس الأعلى للقضاء بتكذيب الخبر رسميا قائلا إن المجلس الأعلى للقضاء بصفته المخول قانونا لرقابة انضباط القضاة طبقا للقوانين: يكذب تكذيبا قطعيا ما تداولته بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بخصوص معاقبة وعزل 86 قاضيا من المشاركين في الحراك الشعبي . من جهة أخرى، نفى البنك المركزي، أمس، الأخبار المروجة مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع إخبارية، بخصوص تهريب أموال بالعملة الصعبة من قبل رجال أعمال عقب انطلاق الحراك الشعبي. وقال بنك الجزائر المركزي في بيان مقتضب له، أمس، إن تلك الأخبار مجرد إشاعات هدفها إثارة البلبلة، وإن تحويل العملة الصعبة من الجزائر إلى الخارج يحتاج إلى شروط صارمة. وأضاف البيان أن إخراج العملة الصعبة يخضع لإجراءات قانونية صارمة، وبتفويض من البنك المركزي، ويمنع القانون الجزائري، كما هو معلوم، تحويل الأموال من العملة الصعبة إلى الخارج، إلا في حالة واحدة وهي الاستيراد، أو في حالة استثنائية، يحددها البنك المركزي. هذا دون تناسي عشرات الإشاعات يوميا، بعضها عن حل البرلمان، وأخرى عن منع شخصيات من مغادرة التراب الوطني، وسحب جوازات السفر لعشرات المسؤولين ورجال الأعمال، ونشر إشاعات لمخططات تقوم بها السلطة بشكل يومي، أو تعيين وعزل المسؤولين، وغيرها.