منذ انطلاق الحراك الشعبي في 22 فيفري الماضي والمجتمع الجزائري يعيش على وقع التضخيم والتهويل والمبالغة بسبب الأخبار الكاذبة والإشاعات التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وحتى وسائل الإعلام انتشارا رهيبا مؤخرا و خصوصا بعد استقالة الرئيس بوتفليقة ،هذا السيل الجارف من الإشاعات تسبب بحسب مراقبين في حالة عدم يقين غير مسبوقة لدى الجزائريين. وجدت الإشاعات والأكاذيب ضالتها في الجزائر منذ استقالة الرئيس بوتفليقة في 2 افريل المنصرم، حيث لا يكاد يخلو اليوم الواحد من عشرات الأخبار الكاذبة التي يتم تداولها بقوة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وحتى إعلاميا أحيانا ويتم بموجبها توجيه الرأي العام صوب مواقف واتهامات لشخصيات ومؤسسات على أساس باطل. و بدأت حلقة الإشاعات مع أحزاب الموالاة التي تم اتهامها بحضور اجتماع مع المخابرات الفرنسية وهو الأمر الذي نفته كل من أحزاب الافلان والارندي و الامبيا و تاج جملة و تفصيلا، في حين أُشِيع خبر فرار الوزير العدل السابق الطيب لوح إلى الحدود المغربية ليكسر هذا الأخير كل الأفواه عندما ثبت بالفيديو تواجده بالعاصمة الجزائرية. بدورها حضيت وزيرة الثقافة مريم مرداسي بحصة الأسد من الانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي و التي وصلت حد التشهير باسمها و اسم عائلتها، حيث تفاجأ الجميع بمنشور استقالتها من منصبها بعد ساعات فقط من توليها حقيبة الوزارة، حيث نشرت صفحة تحمل إسم "مريم مرداسي" خبر استقالتها يوم الأربعاء 4 أفريل، و جاء في نص المنشور الذي تم تداوله على أوسع نطاق" اليوم تنتهي مهمتي على رأس وزارة الثقافة بتقديم استقالتي لرئيس الحكومة الجديدة نور الدين بدوي.."، خبر سارعت وزارة الثقافة إلى نفيه جملة و تفصيلا عن طريق بيان جاء فيه " تعلم وزارة الثقافة ان السيدة مريم مرداسي تباشر نشاطها عاديا كوزيرة للثقافة . كما ان وزارة الثقافة تفند كل خبر حول استقالتها تم نشره عبر وسائل التواصل". من جانبه لم يسلم خليفة الطاهر حجار في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الطيب بوزيد من التصريحات الكاذبة والصفحات المزوّرة التي تحمل اسمه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تحمل وعودا كاذبة للطلبة بما فيها رفع قيمة المنحة الدراسية. تصريحات تبرأ منها الوزير الجديد مؤكدا وجود صفحة تستعمل اسمه عبر الفايسبوك. و نفس الأمر بالنسبة لوزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، الذي أكد أنه لا يملك أي صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي، لا باسمه الشخصي ولا بصفته وزيرا للتربية. وتبرأ الوزير في بيان له من "كل ما يتداول وينسب إليه في هذا الصدد. كما تم أمس تداول خبر عن إقالة المدير العام للجمارك الجزائرية بعد رفض هذا الأخير الانضمام إلى حكومة نور الدين بدوي لتصريف الأعمال،قبل أن ينفي المعني بالأمر خبر إقالته في تصريحات إعلامية، مؤكدا على أنه مستمر إلى حد الساعة في المهام الموكلة إليه. هذا دون أن ننسى عشرات الإشاعات يوميا، بعضها عن إعتقال رجال أعمال متهمين بقضايا فساد، وأخرى عن منع شخصيات من مغادرة التراب الوطني، وكذا إشاعات عن حل البرلمان وإستقالة وزراء في حكومة بدوي الجديدة، وتعيين وزراء آخرين. و بحسب مختصين فإن غموض السلطة في التعامل مع الحراك إضافة إلى الفراغ الدستوري زاد في رواج الأخبار الزائفة كما زاد من صعوبة التمييز بينها وبين الأخبار الصحيحة.