لا تزال حكومة الوزير الأول، نور الدين بدوي، تصطدم بالرفض الشعبي وتتعرض لمختلف أشكال الحصار خلال خرجات الوزراء الميدانية، ما حال دون تمكينهم من أداء نشاطاتهم كل في قطاعه، حيث باتوا يقابلون بالاحتجاجات والمسيرات للمطالبة برحيلهم، ويتجلى ذلك فيما تعرض له وزير الطاقة الجديد، محمد عرقاب، أمس وللمرة الثانية على التوالي، من طرد خلال خرجة ميدانية لم يكن مصرحا بها على مستوى بلدية جسر قسنطينة، قصد تدشين المبنى الجديد لشركتي GRTG وGRTE. وفي هذا السياق، تجمّع العشرات من المحتجين من عمال سونلغاز بجسر قسنطينة 600 مكتب أمام المبنى الذي يعتزم وزير الطاقة، محمد عرقاب، تدشينه، مرددين هتافات تطالب الوزير بالرحيل، وشعارات يتم ترديدها في مسيرات الجمعة، كما شهد المكان تطويقا أمنيا كبيرا لرجال الدرك والشرطة لمنع أي انزلاق أو فوضى. ولم تكن زيارة الوزير الجديد للطاقة المُنصب مؤخرا ضمن حكومة الوزير الأول، نور الدين بدوي، معلنا عنها إلا أنه تم كشفها، حيث تمت محاصرة المكان الذي كان بصدد زيارته لتدشين محلق إداري جديد في مديرية الإنتاج، أين تم استقباله من طرف عمال الشركة بعبارات ديڤاج . ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي يعاني فيها وزير الطاقة عرقاب من صعوبات في أداء مهامه خلال خرجاته الميدانية، إذ سبق وتم منعه الأسبوع الماضي من القيام بالعديد من الأنشطة في ولاية تبسة، اين حاصره جمع غفير من المواطنين على مستوى المطار لمنعه من الخروج، كما تمت مطاردته في كل مكان منذ نزوله من المطار إلى غاية خروجه من المدينة. ولم يلقى وزير الطاقة وحده نفس المصير، حيث لقي بدورهم خمسة وزراء نفس مصيره، على غرار ما حدث لوزير الداخلية والجماعات المحلية، صلاح الدين دحمون، الذي كان مرفوقا بثلاثة وزراء، والذي كان بصدد أول زيارة عمل له إلى ولاية بشار منذ تعيينه في منصبه، وقد استقبله سكان الولاية باحتجاجات وهتافات ديڤاج.. ديڤاج ، مطالبين إياه بالرحيل ومعبرين عن رفضهم له ولهذه الزيارة ولحكومة تصريف الأعمال الجديدة التي شكلها الوزير الأول نور الدين بدوي، ما اضطره رفقة الوزراء الثلاث لقطع الزيارة وعودة أدراجهم نحو العاصمة. كما عرف وزير التربية المصير نفسه بعد مقاطعة نقابات التربية لاجتماع كان مقررا عقده رفقة النقابات لبحث مشاكل القطاع، إلا أن هذا الاجتماع لم يحضره سوى أربع نقابات فقط، بدورها تعرضت وزيرة الثقافة مريم مدلسي إلى الطرد من طرف سكان ولاية تيبازة خلال أول زيارة عمل لها منذ تنصبها على رأسها وزارة الثقافة. وأكدت الاحتجاجات الرافضة لأعضاء الحكومة، في مختلف ولايات الجمهورية، بحسب مراقبين، على انتقال الحراك الشعبي إلى آلية جديدة للتضييق على الحكومة وإحراجها أمام الرأي العام، بكونها الحكومة الأكثر فشلا ورفضا من طرف الشارع في تاريخ الحكومات المتعاقبة على البلاد وبات العمل الميداني أكبر تحد أمام حكومة نور الدين بدوي، بسبب الرفض الشعبي المتنامي ضدها وهو ما يضعها في موقف حرج قد يعصف بها قريبا تحت ضغط الحراك الشعبي.