مسيرات الطلبة تتواصل بكل ولايات الوطن تواصلت، أمس، انتفاضات الطلبة بكامل أرجاء الوطن، حيث خرجوا في مسيرات سلمية، بالموازاة مع استمرار الإضراب الذي شل الجامعات وأرهق كاهل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بإحداثها خللا في رزنامة الامتحانات والعطل وتأخر في الدروس، ورغم ذلك إلا إن الطلبة لازالوا متمسكين بالمشاركة الفعالة في هذه الأزمة السياسية باعتبار الجامعة تحوي النخب الشبانية، فقد تم تخصيص يوم الثلاثاء كيوم للمسيرات الطلابية في كافة أرجاء الوطن. وشهدت العاصمة توافد عدد كبير من الطلبة على البريد المركزي الذي أصبح يعتبر مركز لتمجع مسيرة الطلبة، وكل تخصص جامعي يرتدي زيا خاصا به من مآزر الأطباء الى خوذة طلبة المدرسة العليا للأشغال العمومية، حاملين شعارات تندد برحيل النظام بكل أطيافه والدعوة لتحرير الجزائر من يد العصابة واسترجاع كرامة الشعب المسلوبة، ورغم عددهم الذي تجاوز المئات الا انه لم تسجل اي مخالفات لا في صفوف الطلبة ولا في صفوف الشرطة التي ظلت تعمل على ضمان سلمية المسيرة. والجدير بالذكر، فقد تم برمجة اجتماعات داخل الجامعة من اجل المشاركة في هذا الحراك الوطني، مع تعليق للافتات تدعو للحراك داخل أسوار الحرم الجامعي، حيث اثبت الطلبة من خلالها أنهم على وعي ودراية تامين بما يحدث في الساحة السياسية فالكل معني بهذا، والملفت في الأمر ان كل التخصصات والجامعات الوطنية شرقا وغربا وحتى جامعات الجنوب أصابتها عدوى الحراك، فمن مسيرة تيزي وزو الى خروج طلبة باتنة والطارف، وصولا الى اضراب جامعة قاصدي مرباح بورڤلة، ولم يعد الأمر مقتصرا على العاصمة فقط. اما من الجانب الأكاديمي، فبعض الجامعات دخلت في إضراب مفتوح للرفع من حدة الحراك والبعض الاخر لايزال يزاول دراسته، وهذا ما خلق فوضى سواء في نفوس الطلبة او على مستوى الوزارة المعنية، ففي جامعة قسنطينة مثلا قام الطلبة باجراء استفتاء حول مواصلة الاضراب من عدمه كاجراء للتفريق بين الاضراب الشامل والنضال في قضية الحراك، في حين جامعات اخرى لا تزال مواصلة للإضراب سواء كطلبة أو كأساتذة كجامعة يوسف بن خدة وجامعة باب الزوار، الامر الذي جعل فكرة السنة البيضاء مطروحة بقوة، الامر الذي سيكلف الجامعة الجزائرية الكثيرة في حالة ما اعلنت سنة بيضاء، وخاصة ان البلاد في غنى عن مشكلة جديدة تدخلها صراعات لا طائل منها. من جانبه، حذر البروفيسور رضوان بوجمعة، أستاذ العلوم والاتصال بجامعة الجزائر، السلطة من أي محاولة للالتفاف على الحراك بالحلول الترقيعية التي تعيد إنتاج المنظومة بتغيير الوجوه، داعيا الأسرة الجامعية إلى لعب دورها وتوسيع النقاش داخل المؤسسات الجامعية، وعدم السقوط في فخ السنة البيضاء، والاكتفاء بإضراب الثلاثاء رمزيا. وقال بوجمعة، أمس، خلال استضافته بالإذاعة الوطنية، إن أزمة الجامعة الجزائرية هي امتداد لأمراض السلطة، التي تحول دون مساهمة النخب الجامعية في إنتاج المعنى، واقصاء وتهميش الكفاءات، واستنساخ أمراض السلطة من عبادة الأشخاص وتحويل القوى الحية داخل الجامعة من نقابات وتنظيمات طلابية إلى لجان مساندة ومناصرة للمسؤولين، محذرا من دور التنظيمات الطلابية التي كانت مستغلة من قبل السلطة في الدفع إلى تعفين الأوضاع، داعيا الطلبة إلى إبداع أشكال تعبيرية جديدة، دون تعطيل الدراسة طيلة أيام الأسبوع، مؤكدا أن تعطيل الجامعة لا يخدم حاليا إلا السلطة الحالية.