بيان المحكمة العليا أخرس ألسن المشككين في مسار محاربة الفساد رئيس نقابة القضاة: لا إملاءات بشأن فتح ملفات الفساد نزل خبر تحويل ملفات وزراء ومسؤولين سابقين للمحكمة العليا، كالصاعقة على المشككين في الحرب التي تقودها العدالة الجزائرية على الفساد والمفسدين، حيث أخرس بيان النيابة العامة لمجلس قضاء الجزائر ألسن الخلاطين ، وأكد بما لا يدع مجالا للشك بأن تتحاسبو ڤاع ليس مجرد شعار يرفعه المتظاهرون في الحراك الشعبي المتواصل منذ 22 فيفري، وإنما أصبح حقيقة بدليل تواجد العديد من رموز النظام السابق بين ظلمات السجن وأروقة المحاكم. وتحت راية مكافحة الفساد، قرّر القضاء مواصلة حملة التحقيقات بإحالة ملفات 12 مسؤولاً بارزاً في عهد الرئيس المستقيل، عبد العزيز بوتفليقة، بينهم رئيسا الحكومة السابقين، عبد المالك سلال وأحمد أويحيى، على المحكمة العليا، في خطوة قرأها مراقبون على أنها خطوة هامة لمحاسبة الشخصيات المرتبطة بنظام الحكم السابق، الذي يُطالب الجزائريون بتغييره جذرياً. وفي السياق، رحبت العديد من الأحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية بتحرك جهاز العدالة لمحاسبة المفسدين، وتمت الاشارة إلى تحرر الجهاز نهائيا من القيود والاملاءات، نتيجة تلقيه ضمانات كافية في ظل تعهد المؤسسة العسكرية بمرافقة العدالة في أداء مهامها في متابعة ملفات الفساد ومحاسبة ناهبي المال العام. كما اكد العديد من نشطاء الحراك الشعبي، إن متابعة هؤلاء المسؤولين يعد دليلا قاطعا على أن العدالة فوق الجميع، فيما تم تصنيف منتقدي مسار القضاء على الفساد في خانة المستفيدين من إطالة الوضع الحالي، والراغبين في تغيير عصابة بعصابة أخرى، مشددين على مواصلة دعم الحراك الشعبي لجهود العدالة الجزائرية لمحاسبة المفسدين واسترجاع أموال الجزائريين المنهوبة. على الضفة الأخرى، بدا واضحا بأن خبر تحويل ملفات وزراء ومسؤولين سابقين للمحكمة العليا نزل كالصاعقة على المشككين في الحرب التي تقودها العدالة الجزائرية على الفساد والمفسدين، حيث أخرس بيان النيابة العامة لمجلس قضاء الجزائر ألسن الخلاطين ، الذين داوموا على مدار الأسابيع الماضية على إصدار بيانات مبيتة لانتقاد العدالة الجزائرية وتسويق مزاعم لا اساس لها من الصحة بخصوص تحركاتها الأخيرة، لكنهم هذه المرة وقفوا عاجزين أمام إصرار القضاء على محاسبة مسؤولين كبار، الأمر الذي أفسد أسطوانة العدالة الانتقائية التي رددوها هؤلاء مطولا. وفي السياق، أفحم رئيس نقابة القضاة، يسعد مبروك، كل المشككين و الخلاطين ، وخرج بتصريحات جديدة نفى من خلالها قطعيا وجود ضغوطات من طرف جهة معينة، بخصوص فتح ملفات الفساد التي طاولت مسؤولين بارزين في عهد بوتفليقة، قائلًا: لا إملاءات بشأنها رغم وجود شائعات بذك . وأوضح يسعد مبروك في حوار صحفي نشر أمس: النقابة اتصلت بالزملاء القضاة المكلفين بهذه الملفات للتأكد من وجود تدخل أو ضغط من أي جهة كانت، وكان الجواب بأن الأمور تسير دون أية تدخلات أو املاءات. ونحن بصدد متابعة هذا الأمر عن قرب، وفي حالة ثبوت شيء من هذا القبيل سنقوم بفضحه مهما كلفنا الثمن . وبدأ مسلسل الملاحقات القضائية، بتاريخ 31 مارس الماضي، عندما أوقفت السلطات رجل الأعمال الذي يقبع في سجن الحراش بالعاصمة، علي حداد، على المعبر الحدودي مع تونس أم الطبول، لينضم إليه رئيس مجمع سيفيتال ، يسعد ربراب والإخوة كونيناف. ويُواجه هؤلاء تهماً تخص الاستفادة من امتيازات وقروض كبيرة من دون ضمانات، إلى جانب إجراء تحويلات مالية مشبوهة وتهريب أموال معتبرة من العملة الصعبة نحو الخارج بطرق غير قانونية، من بينها تضخيم الفواتير. كما تحرك القضاء العسكري لإصدار أمر بالسجن المؤقت بحق السعيد بوتفليقة، وكل من قائد الاستخبارات السابق، عثمان طرطاق، وسلفه في المنصب محمد مدين، والأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، على خلفية تهم بالمساس بسلطة الجيش والمؤامرة ضد سلطة الدولة. لتواصل المحكمة العليا، أمس الأول، سلسلة التحقيقات باستدعاء 12 مسؤولا سابقا، فيما يتوقع مراقبون متابعة أسماء جديدة في قادم الأيام، انسجاما مع حديث قيادة المؤسسة العسكرية عن اطلاعها على ملفات فساد ثقيلة، وضعت تحت تصرف مصالح العدالة لدراستها والتحقيق بشأنها ومتابعة كل المتورطين فيها.