اكد المشاركون في ندوة نظمتها مؤخرا بأبوجا الحركة النايجيرية من أجل تحرير الصحراء الغربية، على التضامن المبدئي مع كفاح الشعب الصحراوي، منددين بممارسات الاحتلال المغربي وبعدم تحمل الدولة الإسبانية مسؤوليتها في تصفية الاستعمار من مستعمرتها القديمة. وأكدت الندوة اساسا، حسب وكالة الانباء الصحراوية (واص)، على التضامن المبدئي مع كفاح الشعب الصحراوي والرفض القاطع للممارسة الاستعمارية التي يشكلها الاحتلال المغربي للصحراء الغربية والتنديد بالدور المخزي للدولة الإسبانية التي لم تتحمل بعد مسؤوليتها في تصفية الاستعمار من مستعمرتها. وأجمع المتدخلون، بحسب نفس المصدر، على ضرورة تحرك شعوب إفريقيا والعالم لإنهاء هذا الظلم الذي يعاني منه الشعب الإفريقي الصحراوي، والانتهاكات الجسمية لحقوق الإنسان التي ترتكبها دولة الاحتلال المغربي ونهبها للثروات الطبيعية الصحراوية بتواطؤ مخجل من أطراف معروفة في الاتحاد الأوروبي. وشدد المتدخلون على الالتزام بمواصلة العمل التضامني بكل قوة وبكل السبل المتاحة، مؤكدين على عدالة القضية الصحراوية التي تبقى قضية تصفية استعمار، تحل باحترام إرادة الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، وهي طبيعة لن تنجح دولة الاحتلال المغربي في تغييرها مهما فعلت. وطالب المشاركون في الندوة التي ترأس أشغالها وزير الخارجية النايجيري الأسبق، إبراهيم كامباري، بتدخل الاتحاد الإفريقي عامة ونيجيريا بصفة خاصة من أجل إلزام المغرب باحترام وتطبيق القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، وممارسة كل الضغوط اللازمة عليه حتى ينسحب من الأجزاء التي يحتلها من الجمهورية الصحراوية. وفي كلمته بالمناسبة، توجه رئيس الجمهورية الصحراوي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، السيد إبراهيم غالي، باسم شعب وحكومة الجمهورية الصحراوية، بعميق الشكر والتقدير لشعب نيجيريا وحكومتها، معبرا عن الفخر والاعتزاز إزاء هذا الزخم التضامني الشعبي النايجيري مع كفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال. وذكر الرئيس غالي بأن هذا الموقف ليس غريبا على نيجيريا وشعبها وهي التي ساهمت بشكل حاسم في مسار تحرير القارة الإفريقية من نير الاستعمار ومن الطبيعي أن تواصل اليوم ذلك المسار عبر دعمها للجمهورية الصحراوية لبسط سيادتها على كامل ترابها الوطني. كما ثمن غالي عمل الحركة النايجيرية من أجل تحرير الصحراء الغربية منوها بتعداد وتنوع المنتسبين إليها من تنظيمات نقابية وطلابية ونسائية ومن مختلف مكونات المجتمع المدني، مشيدا على الخصوص بروح التواصل والاستمرارية عبر الانخراط الواسع والواعي للشباب والطلبة في صفوف الحركة التضامنية الأكبر من نوعها في إفريقيا. ويذكر ان الرئيس غالي كان قد اختتم مساء الخميس الماضي الزيارة التي قادته إلى نيجيريا والتي دامت ثلاثة أيام، شارك خلالها في احتفالات البلاد بيوم الديمقراطية، وتميزت باللقاء الهام الذي جمعه بنظيره النايجيري محمدو بوهاري، الذي اكد على ثبات الموقف النيجيري والعلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين، مجددا دعمه لتنفيذ قرارات الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي حتى تنعم الجمهورية الصحراوية بالسلام. وقد اعترفت جمهورية نيجيريا بالجمهورية العربية الصحراوية عام 1984 ويقيم البلدان الإفريقيان علاقات دبلوماسية على مستوى السفراء.