أكد المشاركون في ندوة نظمتها مؤخرا بأبوجا الحركة النايجيرية من أجل تحرير الصحراء الغربية على «التضامن المبدئي» مع كفاح الشعب الصحراوي، منددين بممارسات الاحتلال المغربي وبعدم تحمل الدولة الإسبانية مسؤوليتها في تصفية الاستعمار من مستعمرتها القديمة. وأكدت الندوة التي جرت الخميس الماضي أساسا، على «التضامن المبدئي مع كفاح الشعب الصحراوي والرفض القاطع للممارسة الاستعمارية التي يشكلها الاحتلال المغربي للصحراء الغربية والتنديد بالدور المخزي للدولة الإسبانية التي لم تتحمل بعد مسؤوليتها في تصفية الاستعمار من مستعمرتها. وأجمع المتدخلون، على ضرورة تحرك شعوب إفريقيا والعالم لإنهاء هذا الظلم الذي يعاني منه الشعب الإفريقي الصحراوي، والانتهاكات الجسمية لحقوق الإنسان التي ترتكبها دولة الاحتلال المغربي ونهبها للثروات الطبيعية الصحراوية بتواطؤ مخجل من أطراف معروفة في الاتحاد الأوروبي. شدد المتدخلون على الالتزام بمواصلة العمل التضامني بكل قوة وبكل السبل المتاحة»، مؤكدين على عدالة القضية الصحراوية التي تبقى قضية تصفية استعمار، تحل باحترام إرادة الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، وهي طبيعة لن تنجح دولة الاحتلال المغربي في تغييرها مهما فعلت. الاتحاد الافريقي مطالب بوضع حد للاحتلال المغربي وطالب المشاركون في الندوة التي ترأس أشغالها وزير الخارجية النايجيري الأسبق، إبراهيم كامباري، بتدخل الاتحاد الإفريقي عامة ونيجيريا بصفة خاصة «من أجل إلزام المغرب باحترام وتطبيق القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، وممارسة كل الضغوط اللازمة عليه حتى ينسحب من الأجزاء التي يحتلها من الجمهورية الصحراوية». وفي كلمته بالمناسبة، توجه رئيس الجمهورية الصحراوي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، السيد إبراهيم غالي، باسم شعب وحكومة الجمهورية الصحراوية، بعميق الشكر والتقدير لشعب نيجيريا وحكومتها، معبرا عن «الفخر والاعتزاز» إزاء هذا الزخم التضامني الشعبي النايجيري مع كفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال. يذكر أن الرئيس غالي كان قد اختتم مساء الخميس الماضي الزيارة التي قادته إلى نيجيريا والتي دامت ثلاثة أيام، شارك خلالها في احتفالات البلاد بيوم الديمقراطية. وقد اعترفت جمهورية نيجيريا بالجمهورية العربية الصحراوية عام 1984 ويقيم البلدان الإفريقيان علاقات دبلوماسية على مستوى السفراء. على الصحراويين التمسك باستعادة حقهم أكد المشاركون، أمس الاول، في أشغال يوم دراسي حول القضية الصحراوية بالعاصمة الاوغندية، كمبالا، على أن هذه القضية لا تزال وصمة عار في جبين أفريقيا وأن أفريقيا لن تنعم بالحرية مادامت هناك دولة من القارة تعاني آفة الإستعمار. ونظم نادي عموم أفريقيا الجمعة بمقر المتحف الأوغندي، يوما دراسيا بعنوان «الإستعار في أفريقيا، حالة الصحراء الغربية». تم خلال مداولات اليوم الدراسي استعراض العديد من الجوانب المتعلقة بالقضية الصحراوية من بينها ما تعلق بانهاء الاحتلال المغربي والجهود الأفريقية الأممية لإنهاء حالة الإستعمار من القارة الأفريقية. اليوم الدراسي تطرق إلى تأسيس ونشأة منظمة الوحدة الأفريقية وانضمام الدولة الصحراوية إليها وانسحاب المملكة المغربية. وأشار إلى أن عودة المغرب للإتحاد الأفريقي «ينبغي أن تكون وسيلة للضغط عليه لاحترام المبادئ والأسس التي بنيت عليها المنظمة»، مضيفا أنه على «الشعب الصحراوي أن لا يستسلم ولا ينهزم مهما كانت الظروف، وأنه على الشباب الأفريقي والصحراوي أن يمسك بزمام الأمور ليرسم معالم المستقبل الذي يريده». وقد أكد المشاركون في اللقاء على ضرورة تنظيم المزيد من الملتقيات والتجمعات والندوات وحملات التعبئة بخصوص القضية الصحراوية والكفاح والدفاع عن مصير القارة بوضع حد لمعضلة الإستعمار كما أبدوا إستعدادهم للإنخراط في هذه الأنشطة والإلتزام بالدفاع عن القضية الصحراوية والمرافعة عنها ونشرها في كل الاوساط والمنابر داخل أوغندا وفي عموم القارة الأفريقية وأيضا في المحافل الدولية.