استغرب العديد من الملاحظين والإعلاميين، البرودة التي تتعامل بها قناة الجزيرة، مع قضية اختطاف مدير مكتب الجزيرة في أفغانستان سامر علاوي بعد أن احتجزته القوات الإسرائيلية في 10أوت الماضي، عند جسر النبي الذي تسيطر عليه إسرائيل بعد زيارته لعائلته في قرية سبطية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، أين كان متوجها إلى الأردن، في وقت أقامت الدنيا ولم تقعدها لدى احتجاز الصحفي صلاح الدين الجمالي في ليبيا. عبر الشيخ بن خليفة رئيس تحرير جريدة أخبار اليوم، عن أسفه للمستوى الذي بلغته الجزيرة، في الدفاع عن صحفييها، بعدما قامت بثورات ضخمة في مواقف مشابهة، صادفتها مع دول عربية، قامت باحتجاز صحفييها، كانت آخرها ليبيا، حتى وإن كانت لأسباب الإخلال بقوانين ممارسة العمل الإعلامي في تلك الدول، وأضاف أن أي إعلامي عاقل تتبع التعاطي الإعلامي لقناة الجزيرة مع قضية الصحفي علاوي، سيكتشف الفرق، خاصة بعد تمديد فترة اعتقال علاوي من طرف الكيان الصهيوني، مؤكدا أن الجزيرة وضعت في موقف حرج، خاصة بعد العلاقات التي أصبحت تربط قطر بإسرائيل، حيث أن الجزيرة كانت أول قناة عربية فتحت يديها لوزير خارجية إسرائيل الذي زار مقرها وتنقل بين أقسامها، وأضاف بن خليفة أن تحجج الجزيرة ببعدها عن مختلف الحركات وحيادها، باعتبار سامي منتمي لتيار حماس، لا يشفع لها في التخلي عن أبرز إعلامييها قدم الكثير من أفغانستان، مشيرا إلى التعتيم الإعلامي الذي مارسته على المتظاهرين أمام سفارة الكيان الصهيوني بالقاهرة، وأكد أنه بعد تحليل الوضع اتضح كيفية تعامل القناة مع الأحداث. وأوضح وائل دعدوش المدير مسؤول النشر بجريدة المشوار السياسي، أن موقف الجزيرة تجاه التعنت الإسرائيلي في احتجاز الصحفي علاوي، يثير الكثير من التساؤلات خصوصا بعد تمديد فترة اعتقاله أمس إلى 11 يوما آخر، بتهمة الانتماء إلى حركة حماس، وهو الحدث الذي قابلته الجزيرة بخرجة إعلامية محتشمة، اكتفت من خلالها ببث الخبر عبر شريط الأخبار، والمرور عليه مرور الكرام في حصاد اليوم. واستغرب دعدوش تعاطي الجزيرة مع الموقف في خضم تغطيتها الآنية لما يسمى بالثورات في الدول العربية، لتتحول الجزيرة -حسب رأيه- إلى نقابة محامين بلاحدود عندما يتعلق الأمر باحتجاز أحد صحفييها لدى دولة عربية ما، رغم كون الإجراء لا يتعدى العمل بما تمليه القوانين الداخلية للبلد. وأشار دعدوش إلى تجلي الستار عن القناة، بعد أن ارتكبت خطأ سياسيا خلال تقزيمها لمسيرة الجمعة الماضي في القاهرة، الذي أثبتت من خلاله أنها قناة ضد المقاومة، بما أن الإعلامي سامر لعلاوي من رواد حماس، ليبقى السؤال حسبه مطروحا حول الأطراف التي تخدمها الجزيرة. وقد غيبت الأحداث الدائر رحاها في الوطن العربي، من جهتها معاناة سامر علاوي عن التناول الإعلامي لقناة الجزيرة، حيث رأى عدد من الإعلاميين الذين حدثتهم "السياسي" أن سبب فتور الجزيرة إعلاميا، في معالجة مشكلة الإعلامي علاوي، على خلاف طرق معالجتها لوقائع احتجاز صحفيين لها من طرف حكومات عربية أخرى، إلى توالي الأحداث على الساحة الدولية، التي تشكل لحد الآن أولوية الجزيرة في عملها، بحيث تأخذ الأخبار والعرض المتواصل للصور وأفلام الفيديو التي قد تكون واردة من طرف أفراد من شعوب هذه البلدان، كامل وقت البث على مدار 24 ساعة، في وقت شككت العديد من الشخصيات الإعلامية في مصداقية الأفلام والمعلومات الموفدة من طرف شهود عيان. واكتفت شبكة "الجزيرة" القطرية بإدانة اعتقال سامر معتبرة إياه عملا تعسفيا، وتعديا فاضحا على حرية التعبير، وحملت السلطات الإسرائيلية المسؤولية عن سلامته، دون أي عمل إعلامي بارز قد يشكل ضغطا على إسرائيل لإطلاق سراحه، في وقت قد يتعرض فيه إلى عقوبة المؤبد في سجون الاحتلال.. وأوضح شقيقه مصعب في تصريحات سابقة، أن سامر الذي يحمل جواز سفر أردنيا لم يزر الضفة الغربية منذ مغادرته لها قبل أكثر من عشرين عاما، مشيرا إلى أنه لم يتعرض لأي مساءلة أثناء دخوله الأراضي الفلسطينية، وقد أدانت منظمات دولية وعربية اعتقال سامر، واعتبرته عملا تعسفيا وتعديا فاضحا على حرية التعبير، ودعت إسرائيل إلى الإفراج عنه فورا.