ترشيد النفقات.. إصلاح الضريبة والإستدانة ذات الطابع الإنتاجي يرى خبراء اقتصاديون، أن قرار الحكومة القاضي بالتخلي عن التمويل غير التقليدي حفاظا على المالية العامة للدولة وحقوق الأجيال المقبلة، من شأنه أن يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني، لكن شريطة وضع حلول آنية بديلة لتغطية العجز في تمويل المشاريع. وفي السياق، اعتبر الخبير الاقتصادي، رزيق كمال، في تصريح ل السياسي ، أن قرار الحكومة التخلي عن التمويل غير التقليدي بما فيها بعض القرارات الأخرى أمر مقبول في حال تحسنت الأوضاع، فغير ذلك يعد أمرا غير مجدي، مضيفا أن القرارات التي أصدرتها حكومة تصريف الأموال، حسبه، ليست من صلاحيتها، لأنه يمكن للحكومة القادمة بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة إلغائها، وهذا حسب مشروع الرئيس القادم. ويرى رزيق، أن هاته القرارات من الناحية الاقتصادية مقبولة، خاصة إذا لجأت الحكومة إلى الاستدانة الخارجية كمخرج للحفاظ على الاقتصاد، مشترطا على أن تكون الاستدانة ذات طابع إنتاجي اقتصادي، مؤكدا من جهة اخرى أن لها عواقب وخيمة إذا امتدت إلى النشاط الاستهلاكي، مبرزا أننا سندخل في وضع اقتصادي أسوء مما عشناه في السنوات الماضية. كما دعا ذات المتحدث، أنه يتعين على الحكومة أن تعتمد على الاستعمال العقلاني والرشيد للنفقات وهذا حسب حجم المشاريع، مشيرا أن الحل الأمثل يلزم الحكومة القيام بإصلاح المنظومة الضريبية التي من شأنها أن تكسب الخزينة أموال إضافية، خاصة بعد قرار التخلي عن طبع النقود. بدوره، قال الخبير الاقتصادي، عبد الرحمان عية، ل السياسي ، أن قرار الحكومة بالتخلي النهائي عن طبع النقود يعد قرارا غير واضحا، وهذا بسبب عدم تقديمها لبديل مقابل للقرار المتخذ، مضيفا أن الحكومة لا تستطيع أن تتوجه إلى الاستدانة الخارجية نظرا لعواقبها الوخيمة خاصة إذا كان إجراء الاستدانة يمس المشاريع الاستهلاكية، وهذا من شأنه أن يغرق الخزينة العمومية في ديون وفي مشاكل اقتصادية أخرى. وأضاف عية، أنه من شروط الاستدانة الخارجية أن تكون الدولة المستدينة تتمتع باقتصاد قوي، مشيرا في السياق أن الاستدانة لابد لها أن تكون من خلال المشاريع الإنتاجية فقط، لتكون هنالك قدرة إرجاع المبلغ الكامل، مبرزا أن مجموعة التكتل الاقتصادي في باريس لا تدين الدول ذات الاقتصاد الهش. واقترح ذات المتحدث، كإجراء مقابل التخلي عن طبع النقود على الحكومة، أن تقوم بإجراءات إصلاح النظام الضريبي الذي يقدر ب20 بالمائة كنسبة تحصيل فقط، داعيا في السياق إلى رقمنه الضريبة وفرضها على الجميع، مشيرا أن الحل واضح، مبديا تذمره من الحكومة التي لا تريد أتحاذ إجراءات جديدة وفعالة لإصلاح الضريبة التي من خلالها تدعم الخزينة العمومية، أفضل من الذهاب إلى الاستدانة الخارجية. هذا وكان رئيس الحكومة، نور الدين بدوي، مؤخرا، قد أعلن أن حكومته قررت التخلي النهائي عن التمويل غير التقليدي، مشددا على أن القرار جاء للمحافظة على المالية العامة للدولة ومؤسساتها وحقوق الأجيال القادمة.