دعا المدير العام لوكالة الأنباء الجزائرية، فخر الدين بلدي، أمس بالجزائر العاصمة، الى تغيير الأسلوب الإخباري لوكالات الأنباء قصد التكيف مع الطريقة الجديدة لاستهلاك المعلومة. وقال بلدي، خلال افتتاحه أشغال الدورة ال28 لجمعية رابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط، أن التغيرات المتجددة والمتسارعة على صعيدي التقنية والرسالة الإعلامية أحدثت تدفق المعلومات بمختلف أشكالها عبر الوسائل الحديثة للاتصالات، ما قد يفقد وكالات الأنباء مكانتها، معتبرا أن هذه التحديات تفرض البحث عن آخر مستحدثات التقنية وتطويعها قصد تلبية طلبات المشتركين المتنوعة والجمهور العريض، كما يستوجب علينا كمسؤولين تغيير الأسلوب الإخباري لهذه الوسيلة الإعلامية واستحداث خدمات جديدة للتوافق مع المرحلة. وأضاف أن الأمر يتعلق بالتكيف مع الطريقة الجديدة لاستهلاك المعلومة التي يفرزها انتشار حلول الاستقبال من هواتف نقالة وألواح إلكترونية، وما يترتب عن ذلك من تعدد المصادر وسرعة الانتشار والتأثير على المتلقي. وفي هذا الإطار، أوضح بلدي أن الحديث عن أهمية تكيف وكالات الأنباء مع واقع الإعلام والاتصال في العالم تحت عنوان وكالات الأنباء أمام تحديات العصر: فرصة للتحول إلى وسيلة إعلامية شاملة ، فرضته البيئة الجيوسياسية والإعلامية المتسمة بالمنافسة الشرسة بدخول مهنيين جدد في ظل الفضاءات المفتوحة التي انتشرت بفضل الانترنت. وأشار في هذا الصدد الى معطيات سلطة ضبط البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية لسنة 2018، والتي تشير إلى أنّ الاشتراكات الفردية للانترنت انتقلت من صفر في بداية سنة 2000 إلى أزيد من 50 مليون مستعمل . وأكد ذات المسؤول، أن هذه التطورات جعلت وكالة الأنباء في بحث دائم عن أفضل الطرق لاستخدام التكنولوجيا من أجل الحصول على معلومات تتمتع بالدقة والوثوقية ومدعمة بالفيديو والنص والصورة والوسائط المتعددة والرسوم البيانية للأحداث، مشددا على أن هذا هو الرهان الذي رفعته الوكالة في السنوات الأخيرة سعيا للحفاظ على مكانتها كأول مزود للمعلومة في الجزائر، في ظل احترام مفهوم الخدمة العمومية واعتماد معايير السرعة والموضوعية والدقة والمصداقية. وفي ذات السياق، كشف بلدي أن وكالة الأنباء الجزائرية تزودت بمركز بيانات حقيقي يتولى مهمة نشر كامل تكنولوجيا أرضيتها الجديدة للاستقبال والمعالجة والبث والأرشيف على مستوى المقر الرئيسي، وكذا على مستوى الجهات ومكاتبها بالخارج. وأضاف أن الوكالة تسعى من خلال هذه الأرضية المخصصة للإعلام متعدد الوسائط إلى جلب مشتركين جدد، بالإضافة إلى الجمهور العريض والزبائن التقليديين، لتصبح الوكالة وسيلة إعلامية شاملة، مشيرا الى أن الوكالة عكفت على إنتاج جميع المضامين بشتى الأشكال المكتوبة والسمعية البصرية والرسومات الحاسوبية والتفاعل مع شبكات التواصل الاجتماعي من خلال المشاركات المتواصلة. وأبرز بلدي، ان التحولات الناجمة عن مكانة الوسيلة الإعلامية الشاملة حملت وكالة الأنباء الجزائرية على تبني سياسة تكوين مواردها البشرية، وحظي هذا المجال باهتمام خاص من خلال توفير دورات تكوينية خاصة وذات نوعية لمستخدمي السمعي البصري وكذا لجميع المحررين وذلك بفضل شراكة دائمة مع أهم المؤسسات الإعلامية الدولية. وتطرق المدير العام بنفس المناسبة إلى دينامكية تحول الوكالة إلى وسيلة إعلامية شاملة، والذي ترك آثاره على مجمل إنتاجها، حتى وإن كان، كما قال، لا يزال أمامها تحد آخر تسعى الى رفعه. وأشار بلدي في هذا الصدد، الى تزايد استعمال مصطلح الذكاء الاصطناعي في بعض أقسام التحرير، مما جعله مكسبا وتهديدا في آن واحد، مقترحا إدراج هذه الإشكالية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في النقاشات المقبلة لرابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط.