العدالة تحقق في رسائل مجهولة للتبليغ عن الفساد سيشرع في محاكمة المسؤولين المتورطين في قضايا الفساد التي عالجتها العدالة منذ شهر مارس الفارط، ابتداء من الاثنين المقبل، في جلسات علنية، حسب ما كشف عنه أمس بالجزائر العاصمة، وزير العدل، حافظ الأختام، بلقاسم زغماتي. وأعلن زغماتي، خلال عرض ومناقشة مشروع قانون الإجراءات الجزائية بمجلس الامة، أن أولى ملفات الفساد التي عالجتها العدالة منذ مارس المنصرم وإلى غاية اليوم ستعرض للمحاكمة العلنية يوم الاثنين 2 ديسمبر بمحكمة سيدي محمد. وتتعلق هذه القضايا خصوصا بتقديم امتيازات بغير وجه حق إلى مركبي السيارات. وقال زغماتي، خلال كلمته أمام مجلس الأمة، أن اليوم صارت هناك إرادة سياسة عكس السنوات الماضية، أين تم سن قوانين للإبقاء على الفساد. واكد زغماتي، في كلمته، أن ملفات الفساد التي فتحت وتم التحقيق فيها منذ مارس المنصرم تتجاوز بكثير عدد القضايا التي فتحت منذ سنة 2006. وبحسب مصادر متطابقة، أحال قاضي التحقيق بالغرفة الخامسة بمحكمة سيدي امحمد، الأسبوع الماضي، ملف مالك مجمع غلوبال موتورز ومن معه في القضية، على المحاكمة. وحسب ذات المصادر، فإن محاكمة المتهمين في قضية مالك مجمع غلوبال موتورز ، رجل الأعمال حسان العرباوي، ستكون يوم الإثنين القادم، بعدما صدر قرار الإحالة الأربعاء الماضي. ويوجد من بين المتهمين في هذه القضية الوزيران الأولان أحمد أويحيى وعبد المالك سلال، إلى جانب وزيري الصناعة الأسبقين، محجوب بدة وعبد السلام وبوشوارب. من جهة اخرى، أكد زغماتي، أن أغلب المواطنين الذين يحوزون معلومات حول جرائم يفضلون التبليغ عنها برسائل مجهولة دون الكشف عن هويتهم. وقال زغماتي، إن وكلاء الجمهورية غالبا ما يأخذون تلك الرسائل على محمل الجد، ويفتحون تحقيقات في حالة ما كانت تتضمن تفاصيل دقيقة تساعد على كشف ملابسات القضية. وأوضح المتحدث، أن سبب لجوء المواطنين للتبليغ عن الجرائم دون الكشف عن هويتهم يعود لخوفهم عن أنفسهم لذلك يتجنبون تقديم شهادتهم بشكل شخصي. وأكد وزير العدل حافظ الأختام، إنّ قانون الإجراءات الجزائية يعتبر قانونا خطيرا وحساسا وكل ما تم تعديله في هذه النسخة له قراءة شاملة. وأشار زغماتي، أن جميع من منحت له صفة الضبطية القضائية يتمتعون بمستوى عالي ويستفيدون من تكوينات داخل وخارج الوطن. واوضح زغماتي، بأن قانون الإجراءات الجزائية في نسخته الحالية لا يلائمنا خلال العمل في الميدان وهو قانون مستورد من الخارج ولا يمكن العمل به في الجزائر. وشدد ذات المتحدث على ضرورة سن قوانين تتماشى مع الواقع الجزائري، مشيدا بالكفاءات الجزائرية التي يمكنها صياغة هذه القوانين سواء في الجامعات أو قطاع العدالة، واصفا القانون الحالي بأنه قانون خاطئ.