حالة من الحزن تعم ربوع الوطن يواصل الجزائريون كتابة التاريخ و صناعة صور التضامن، التي تعبر عن تماسك وتلاحم أبناء الوطن الواحد في الشدائد قبل الأفراح، ولعل مظاهر الحزن والمأساة التي خيمت على الشعب اثر المصاب الجلل في فقدان قائد الأمة و رفيق الحراك في مرحلة السابقة قبل انتخاب رئيس الجمهورية. واختلفت عبارات المواساة والحزن لدى الجزائريين فور تلقيهم واستقبالهم نبأ رحيل قائد الأركان، الفريق أحمد ڤايد صالح، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد مسيرة حافلة وتاريخية من المواقف، كسب بها قلوب الشعب الأبي، حيث وصفوا الخبر بالصاعقة والصدمة التي حلت فجأة، على الرغم من إيمانهم القوي بقضاء الله وقدره. سارع رواد مواقع التواصل الاجتماعي، من المحبين لشخص فقيد الجزائر، للتعبير عن تضامنهم وإبداء حزنهم على رحيله، وهذا بتغيير صورهم الشخصية على الفيسبوك ووضع صور للفقيد على يومياتهم، في حين فضل البعض الأخر وضع صور سوداء تعبر عن مدى تأثرهم بالخبر. كما غصت مواقع التواصل بفيديوهات يبكي فيها الجزائريون فقيدهم، ومن مختلف شرائح المجتمع كبارا وشبابا وأطفالا، الذين كانوا يرون فيه ذلك الرجل الحكيم الغيور على الوطن، الرشيد في القيادة، مستذكرين، في فيديوهات مركبة تم عرضها عبر صفحاتهم، بخطابات الراحل والتي كان من خلالها يبعث الطمأنينة في نفوس الشعب، بعد موقف تاريخي يشهد له بوقوفه إلى جانب انتفاضة الشعب ضد العصابة . وتعددت وتنوعت الصور المعبرة عن مدى الحزن و الأسى التي خيمت على الجزائريين، حيث اختار احد رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أن يقوم برسم جدارية تحمل صورة الراحل الفقيد الفريق ڤايد صالح، رفقة الراحل هواري بومدين باحدى ولايات الوطن، لتبقى صورته ملازمة لصورة أعظم رجلين في تاريخ الجزائر المستقلة كما يراهما. واختار أخر أن يكتب على رحيل المجاهد الفريق ڤايد صالح عبر جدار صفحته الرسمية التالي: ڤايد صالح ارقد بسلام ، في رسالة تؤكد أن الجزائريون سيقون على عهد مبادئ الثورة التحريرية المجيدة وأن صلة الشعب والجيش قوية ولا يمكن تفريقها أو المساس بها من أي كان. ونشر أخر في رثائه للڤايد صالح ما يلي: يموت الرجال ويبقى الأثر.. نم قرير العين يا قائدنا إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإن لفراقك يا صالح لمحزونون جدا، صان الامانة وادى الوديعة لاخر نفس وجدة فيه.. شاهدون عليك في الدنيا والآخرة، بكينا عليك بكاء المفارق لأبيه . كما اختار احد التجار وصالح محل للمواد الغذائية أن يمنح الخبر للمشترين، كصدقة عن الروح الطاهرة لرفيق الحراك الفريق ڤايد صالح، رحمة الله عليه، في حين كتب أخر في منشور مرفوق بصورة الراحل المجاهد ڤايد صالح: سأحكي يوما لابنائي انني لم اذرف الدموع حتى على اعز ما املك حين غادروني، وذرفتها على زعيم وبطل وقائد ابكى كل الجزائر على رحيله.. رحمك الله وتغمدك بواسع رحمته وثبتك عند السؤال . هي عينات قليلة من مجموع الردود الأفعال التي غصت بها مواقع التواصل الاجتماعي على اثر هذا المصاب الجلل الذي فقدنا فيه أسد من أسود الجزائر، حيث عبروا بمنشوراتهم عن مدى حزنهم على رحيل الفقيد، لتنتقل بذلك أجواء العزاء والحزن إلى منصات مواقع التواصل الاجتماعي لتتزين بصور المجاهد الراحل أحمد ڤايد صالح وصور الحداد.