فقدت الجزائر، أمس، برحيل المجاهد البطل قائد الأركان ونائب وزير الدفاع الوطني الفريق أحمد ڤايد صالح، جزءا كبيرا من ذاكرتها التاريخية الأمنية التي كان فيها للراحل ڤايد صالح مكانة كبيرة خاصة ومميزة فهو كان دائما رجل توافق وإجماع ومحنك العسكريين الذي حقن دماء الجزائريين وجمع وحدتهم، في أحلك الظروف التي مرت بها بلادنا. يحق للجزائريين عامة ولساكنة الأوراس حقا أن يفخروا برجل فذ من طينة الكبار ومن الرعيل الأول لثورة نوفمبر المجيدة، وأن يبكوا لفقدانه، ونحن نتجول، أمس، بشوارع عاصمة الأوراس باتنة، وجدنا الحزن في كل مكان، كيف لا والأوراس الأشم كما الجزائر يفقد أحد رجالاته المخلصين جهادا في الثورة وبناء للجزائر المستقلة وتضحية بعدم إراقة قطرة دم منذ انطلاق الحراك الشعبي ذات فيفري من العام 2019 الموشك على الانقضاء. كما توشحت كل صفحات الفضاء الأزرق فايس بوك بالسواد حدادا وحزنا على «رجل المرحلة»، مجاهد وبطل، أجمع الجزائريون على احترامه وتقدير دوره الكبير وتضحياته رفقة المؤسسة العسكرية في إخراج الجزائر من عنق الزجاجة، في مرحلة بذل فيها الجميع من أعداء للوطن بالداخل والخارج جهودا مضنية لزعزعة استقرارها وتشتيت وحدة شعبها والمساس بقدسية وحدتها التربية. وعد ووفى، أدى الرسالة وبلغ الأمانة هكذا نعى سكان الأوراس الفقيد الرمز أحمد ڤايد صالح، ابن بلدية عين ياقوت مسقط رأسه، وحق لباتنة أن تبكي أكثر من غيرها في فقدان هذا الرجل لأنها من فجرت ثورة نوفمبر العظيمة ومنها انطلقت نيران التحرير، وتعي جيدا معنى ولوعة فقدان الكبار. لم يكن سهلا على كل من التقيناهم تقبل فكرة رحيل «حارس الحراك» كما وصفه البعض بوسط المدينة، خاصة في هذا التوقيت الحاسم من تاريخ الجزائر المعاصرة، وبعد أسبوع من تسلم الرئيس الجديد للجزائر عبد المجيد تبون لمقاليد الحكم عبر انتخابات ديمقراطية نزيهة وشفافة، أمنها الجيش وحرص على أن تتم في كنف الأمن والأمان والديمقراطية والاختيار الحر السيد للشعب الجزائري وحده كما أراد قائد الأركان الفريق أحمد ڤايد صالح رحمه الله. ولعل اللافت هو لوعة وحزن جيل الشباب وهو يرثي الراحل، حيث عدد الشاب شينار محمد صفات الرجل ونضاله الطويل من أجل الوطن ما جعل منه رمزا للتضحية والوفاء لذا كان رحيله خسارة كبيرة خاصة وأننا فقدناه ونحن في أمس الحاجة لحكمته وصرامته أما عمار محمدي فهو الآخر تحدث عن مناقب الرجل واصفا إياه برجل المهمات الصعبة ويحتاج إلى العشرات من النصب التذكارية لتخليده. كما تمنى بعض المجاهدين الذين تحدثنا إليهم جعل تاريخ وفاة ڤايد صالح يوما وطنيا لاستذكار مناقب الرجل وتلقين مبادئه للأجيال القادمة، لأنه عاصر وسير مرحلة تاريخية مهمة في تاريخ الجزائر، كما سارعت أغلب الجهات المنظمة لمختلف الفعاليات إلى تأجيل برنامج نشاطاتها على إثر المصاب الجلل الذي ألم بوطننا بعد الإعلان عن وفاة المغفور له بإذن الله الفريق أحمد ڤايد صالح قائد الأركان نائب وزير الدفاع الوطني. حقن دماء الجزائريين وأدى الأمانة كاملة كما عاش سكان مدينة عين ياقوت (تبعد 60 كلم عن عاصمة الولاية) التي ينحدر منها الراحل حالة من الحزن، حيث أكد ساكنة المدينة وبعض أقارب الفقيد أن ڤايد صالح وعد ووفى وحفظ دماء الجزائريين وقاد السفينة إلى بر الأمان وسط بحر مضطرب بالأمواج والمؤامرات من الداخل والخارج، مؤكدين أن الجزائر فقدت برحيله رجلا سينصفه التاريخ وإن كان قد خذله كثيرون. كما اتفق سكان باتنة عبر الفضاء الافتراضي على فقدانهم للرجل الذي حقن دماء الجزائريين في فترة عصيبة شهدتها البلاد، حيث عبر أحدهم على أن من علامات حسن خاتمة المرء الصالح والصادق أن لا يطول عمره بعد عمل صالح يقوم به وما أعظم ما قام به الفريق ڤايد صالح. كما أشار الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي إلى أقوال الراحل في خضم الحراك الشعبي، وقراراته الحازمة لمحاسبة الفاسدين من منظومة الحكم السابقة، معتبرين أن ڤايد صالح أدى الأمانة ولحق بالرفيق الأعلى وسط دعوات الملاين من الجزائريين برحمته.