يتجه الصراع الذي طبع العلاقات بين الولاياتالمتحدةوايران في الآونة الاخيرة نحو التهدئة، بعدما أعلن الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، أن بلاده لن تستخدم القوة العسكرية ضد ايران. وقال ترامب ان يلاده ستلجأ الى السياسة الاقتصادية بدلا من ذلك، تماشيا مع موقف ايراني مماثل أكدت فيه طهران بأنها ستكتفي بهذا الرد ، في اشارة الى قصفها فجر أمس الاول لقاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق. وبعد الضربة الايرانية لأهداف عسكرية أمريكية في العراق ردا على مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني قاسم سليماني الجمعة الماضية في قصف أمريكي استهدف موكبه في العاصمة العراقية بغداد، يبدو أن واشنطن قررت خفض التصعيد و التخفيف من حدة المواجهة العسكرية مع ايران التي اندلعت عقب اغتيال قاسمي. وفي هذا السياق أكد الرئيس الامريكي دونالد ترامب في خطاب للامة من البيت الابيض، عقب القصف الايراني للقاعدتين العسكريتين /عين الاسد/ غرب بغداد و /حرير/ في محافظة اربيل العراقية ب22 صاروخا، أن الولاياتالمتحدة لا تنوي الرد عسكريا على الضربة الصاروخية الايرانية، مرحبا ب مؤشرات إيجابية على أن إيران تخفف من حدّة موقفها بعد اعلان مسؤوليها أن طهران لا ترغب في التصعيد لكننا سندافع عن أنفسنا ضد أي عدوان . وفي تلميح إلى أن الولاياتالمتحدة تخلت عن الخيار العسكريً للرد على الضربة الصاروخية الإيرانية وعادت لسياسية العقوبات الاقتصادية , قال ترامب يبدو أن إيران تخفف من حدة موقفها وهو أمر جيد لجميع الأطراف المعنيين وللعالم. لم نخسر أي أرواح أمريكية أو عراقية و نحن مستعدون للسلام مع من يسعون له . وأوضح ترامب في الوقت ذاته الى أن إدارته ستفرض عقوبات جديدة فورية و قوية على طهران الى أن تغير سلوكها على حد قوله، داعيا اياها الى التخلي عن طموحاتها النووية ، داعيا الأوروبيين والصين وروسيا إلى مراجعة شاملة للاتفاق النووي الإيراني. وكانت ايران أعلنت بدورها أمس على لسان وزير خارجيتها محمد جواد طريف أنها استكملت إجراءات متكافئة في إطار الدفاع عن النفس ، في اشارة الى قصفها للقاعدتين العسكريتين الامريكيتين في العراق ردا على اغتيار سليماني مؤكدة أنها لا تسعى الى تصعيد الذي سيزيد الامور تأزما في المنطقة. من جهتها، اعتبرت وكالة بلومبرغ الأمريكية أن الضربات الصاروخية الإيرانية ضد قواعد أمريكية في العراق كانت مدروسة بعناية لتهدئة غضب الشارع الإيراني من جهة و لمنح الوقت للرئيس الأمريكي فرصة لتجنب نشوب حرب قد تدمر المنطقة ، مشيرة الى أن الرد الايراني على مقتل سليماني ترك الباب مفتوحا أمام كل من طهران و واشنطن لتخفيف حدة التوترات . ورأى نائب مدير مركز السياسة العالمية في واشنطن فيصل إيتاني، بدوره، أن الضربات الإيرانية تعد ردًا مدروسًا بشكل كبير ومحدودًا أيضًا لتجنب إثارة سلسلة من التصعيدات قد تؤدي إلى رد عسكري أمريكي ساحق . سعي لتقييد صلاحيات الرئيس الامريكي على الصعيد الداخلي الأمريكي، يسعى مجلس النواب الامريكي الذي يؤكد رفضه للخيار العسكري الى التصويت على مشروع قرار يقيد صلاحيات الرئيس و يمنعه من الزج بالبلاد في عمل عسكري دون موافقة المجلس. وكان الكونغرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون أكد على الموقف الرافض للخيار العسكري والذي تم التعبير عنه عقب مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني. وأعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي أمس الأربعاء أن المجلس سيصوت الخميس على مشروع القرار مشيرة الى أن مخاوفنا لم تتبدد على الرغم من المعلومات السرية التي اطلع عليها النواب من مسؤولين كبار في إدارة ترامب خلال جلسة مغلقة عقدت لاطلاعهم على الظروف التي أملت على ترامب إصدار الأمر باغتيال سليماني. وجددت بيلوسي انتقادها للرئيس الجمهوري على الأمر الذي أصدره الأسبوع الماضي باغتيال سليماني قائلة إنّ الغارة التي نفذتها طائرة أمريكية مسيرة قرب مطار بغداد فجر الجمعة كانت ضربة عسكرية غير متكافئة واستفزازية تقررت بدون استشارة الكونغرس و لقد أدى هذا العمل إلى تعريض جنودنا ودبلوماسيينا ومواطنينا للخطر لأنه أدى لخطر إحداث تصعيد خطير للتوتر مع إيران ، في وقت أظهر فيه ترامب أنه ليست لديه أي استراتيجية متسقة بهذا الصدد.