تبذل جهود حثيثة من أجل تطوير شعبة زراعة الزيتون التي حققت نتائج مشجعة خلال السنوات الأخيرة بولاية تندوف، حسبما استفيد لدى مديرية المصالح الفلاحية. وقد مكنت مختلف البرامج لقطاعي الفلاحة والغابات من زراعة مساحة قوامها 150 هكتار بأشجار الزيتون، وذلك عبر كافة المحيطات الفلاحية المنتشرة بتراب الولاية خاصة منها صنف السيغواز، وعدد محدود من صنف الشملال، بتعداد إجمالي بنحو 27.000 شجرة، منها حوالي 3.500 شجرة منتجة لكن بمردود ضئيل لا يتعدى 5ر3 قنطار في الهكتار الواحد، كما أوضح مدير القطاع، العيد بوعزة. وتعود أسباب هذا المردود الضعيف إلى عدة عوامل تقنية وفي مقدمتها عدم استعمال مصدات الرياح التي تظل جد ضرورية، بالنظر إلى تزامن مرحلة إزهار الأشجار مع فترة الرياح الموسمية التي تتميز بها المنطقة التي تتسبب في قلع الأزهار، وفق ذات المصدر. كما يعد النقص الكبير في منسوب المياه الجوفية واحد من العوامل الأساسية التي تعترض تطوير زراعة هذا الصنف من الأشجار، والتي تتطلب كميات سقي كبيرة بالرغم من تبني القطاع لنظام السقي بالتقطير الذي يرافق دائما عملية توزيع شتلات الزيتون عبر المحيطات الفلاحية وهي العملية التي استفاد منها لحد الآن ما يربو عن 65 شابا فلاحا، وفق ما أشير إليه. ويجري تجسيد عديد البرامج التنموية في إطار تشجيع شعبة زراعة الزيتون بالولاية خاصة الموجهة للتنمية الريفية، والتي تشرف عليها محافظة الغابات، والتي يراهن عليها في إعطاء دفع قوي لقدرات إنتاج هذا الصنف النباتي، خاصة إذا ما تم رفع التجميد عن عدة عمليات متعلقة بوضع مصدات الرياح، والتي من شأنها حماية أشجار الزيتون خاصة في مرحلة الإزهار، كما جرى شرحه. ولا تزال عملية جني ثمار الزيتون بولاية تندوف تتم وفق الطرق التقليدية لجمع الإنتاج وتحويله إلى ولايات أخرى من الوطن بغرض الإستفادة من زيوتها بالمعاصر ي مما دفع بالمصالح التقنية لقطاع الفلاحة من خلال البرامج الإرشادية التي تشرف عليها مختلف المعاهد الفلاحية إلى تنظيم دورات تكوينية ميدانية لفائدة الفلاحين حول مختلف التقنيات الخاصة بتطوير هذه الزراعة. وتم في هذا الإطار ولحد الآن تنظيم خمس دورات تكوينية التي استفاد منها حوالي 300 فلاح والتي تضاف إلى دورات يستفيد منها الفلاحون بالمعهد التكنولوجي المتوسط الفلاحي المتخصص بتميمون (أدرار)، إستنادا إلى مديرية المصالح الفلاحية. وتوجد مؤشرات إيجابية لتطوير شعبة زراعة الزيتون بتندوف، سيما بعدما تم الإنتهاء من الدراسة الهيدروجيولوجية لمعرفة منسوب المياه بالولاية، والتي أشرفت عليها مصالح الولاية ومن شأنها تشجيع مثل هذه الشعب الفلاحية التي توفر مناصب الشغل وتشجع الثروة الفلاحية المحلية وتدعم الإقتصاد الوطني، يضيف مدير القطاع. كما أصبحت عدة عوامل أخرى متوفرة بهذه الولاية من شأنها إعطاء دعم لفرص ترقية شعبة الزيتون، ومنها حصول أربع (4) تعاونيات فلاحية على الإعتماد وتواجد ست (6) مجالس مهنية و18 جمعية ذات طابع فلاحي، حسبما أشير إليه.