فاز الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني، بعهدة ثانية، وفق النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية التي جرت قبل خمسة أشهر، والتي تأخر الإعلان عنها إلى غاية الثلاثاء، لأسباب فنية، غير أن بوادر أزمة جديدة تلوح في أفق المشهد السياسي الأفغاني، بعد رفض نتائج هذا الاقتراع من قبل عبد الله عبد الله، الرئيس التنفيذي للبلاد، والمنافس الرئيسي لغني في هذا الاستحقاق. فقد أعلنت لجنة الانتخابات الأفغانية، عن فوز الرئيس محمد أشرف غني، بفترة رئاسية جديدة بعد حصوله على نسبة 50.64 بالمائة من الأصوات، خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في 28 سبتمبر 2019. وكانت النتائج الأولية لهذا الاقتراع، التي أعلنتها مفوضية الانتخابات الأفغانية، في 22 ديسمبر الماضي، قد كشفت عن فوز الرئيس أشرف غني، لولاية ثانية بنسبة 50.6 بالمائة، متقدما بذلك على منافسه الرئيسي، عبد الله عبد الله الرئيس التنفيذي للبلاد، الذي وصف هذه النتائج ب غير شرعية بحجة أن الانتخابات شابتها عمليات تزوير. وخاض هذا السباق الانتخابي، 18 مرشحا انحصرت المنافسة خلاله بين أشرف غني (70 عاما) وحنيف أتمارا (50 عاما) مستشار الأمن القومي السابق وعبدالله عبدالله (60 عاما). وكان من المفترض الإعلان عن النتائج الأولية لهذا الاقتراع في 19 أكتوبر الماضي، غير أنه تم تأجيل ذلك بشكل متكرر، بسبب مشكلات تقنية في فرز الأصوات، وفقا للجهة المشرفة على الانتخابات، وسط اتهامات بحدوث مخالفات وتزوير. وتعد هذه الانتخابات الأولى التي تنظمها السلطات الأفغانية بمفرها منذ 2001، وسجلت أدنى نسبة مشاركة في استحقاق رئاسي منذ 2004، حيث ناهزت ال20 بالمائة، وفق السلطات الأفغانية. ويرى المتتبعون للمشهد السياسي الأفغاني، أن رفض الرئيس التنفيذي للبلاد، عبد الله عبد الله، المنافس الرئيسي لأشرف غني، لنتائج هذه الانتخابات، من شأنه أن يفتح الباب مجددا أمام سيناريو أزمة الحكم في البلاد، حيث يعيد إلى الأذهان تلك التي عاشت على وقعها أفغانستان عقب اقتراع 2014، والتي انتهت بتقاسم السلطة بينهما.