يواجه سكان مدينة بجاية خطر التلوث والمخاطر الصحية بسبب مشروع محرقة النفايات الطبية، التي تمت برمجتها بوسط المدينة الآهلة بالحركة والسكان، ما أثار قلقا واسعا في أوساط السكان الذين رفضوا الأمر وطالبوا الجهات الوصية بنقل المحرقة نحو مكان آخر غير آهل بالسكان، حفاظا على سلامتهم وسلامة المحيط. يطالب سكان وسط مدينة بجاية بتدخل السلطات المعنية المتمثلة في مديرية الصحة لولاية بجاية بالتدخل العاجل وإنقاذهم من كارثة إنسانية وبيئية تتربص بهم ، وذلك بسبب المحرقة الطبية التي يعتزم وضعها وسط المدينة تحديدا بالمنطقة المتواجدة خلف ميناء بجاية، والآهلة بالسكان والحركة والأنشطة التجارية ، إذ يرى السكان أنه من الضروري إعادة النظر في هذا المشروع وإلغائه لإبعاد الخطر على الأشخاص والمحيط وخصوصا الميناء الذي هو في حركة نشاط مستمرة ودائمة من طرف الصيادين والعمال والزوار على حد سواء. ومن جهته، فقد طالب مواطنو بجاية بتغيير وجهة ومكان المشروع واستبعاده من منطقتهم الآهلة بالسكان نحو منطقة أخرى خالية من السكان مع احترام شروط السلامة والمعايير اللازمة لإنشاء محرقة نفايات، وقد طالب السكان أيضا الجهات المعنية للتدخل وعلى رأسهم السلطات الولائية غير أن مطالبهم المتكررة والمستمرة لم تلقى آذانا صاغية باستمرار المشروع في الإنجاز على أن يجسد خلال الأيام القليلة المقبلة ما يفرض على السكان حالة من التلوث والفوضى بانتشار الروائح الكريهة الناتجة عن الحرق اليومي للنفايات الطبية الخطيرة، والتي تشكل تهديد صحي للأشخاص وتهديد بيئي للطبيعة والمحيط بما فيها الثروة السمكية باعتبار أن المشروح محاذي لميناء بجاية وهو ما رفضه السكان جملة وتفصيلا بتجديد مطلبهم وهو إلغاء المشروع وإبعاده عن وسط المدينة، وقد جدد السكان رفضهم لهذا المشروع المضر بالبيئة ورفعوا مطالبهم المتعلقة بضرورة إلغاء مشروع محرقة النفايات الطبية وإبعادها عن المكان الآهل بالسكان والميناء، وإبعاد الخطر على المنطقة. ومن جهة أخرى، فلم تتوقف مطالب استبعاد المحرقة على السكان فحسب لتنتقل إلى جمعيات خاصة بالبيئة والتي ضمت صوتها إلى المواطن على غرار جمعية أرض لحماية البيئة الناشطة ببلدية بجاية والتي نددت بهذا المشروع ودقت ناقوس الخطر حول مشروع المحرقة الطبية الذي اعتبرته انتهاك في حق البيئة والمحيط وتهديد صحي للمواطن وخصوصا أنه لم يراعي الشروط والمعايير اللازمة بوضعه بقلب المدينة، وقد قامت الجمعية في هذا الإطار بحملة جمع توقيعات المواطنين الرافضة لمشروع المحرقة الطبية والتي بلغت آلاف التوقيعات وعشرات الأختام الرسمية في انتظار وصولها للسلطات والمسئولين وأخذها بعين الاعتبار وإلغاء المشروع وتحويله نحو وجهة أخرى خارج وسط مدينة بجاية. وفي انتظار ذلك، يبقى مشروع المحرقة قائما وقيد الإنجاز فيما يبقى المواطن يرفض ويطالب بإلغائه حفاظا على البيئة والمحيط. تميم: المحرقات الطبية يجب أن تراعي المعايير والمقاييس وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه على سكان مدينة بجاية جراء مشروع محرقة النفايات الطبية التي ستجسد وسط المدينة، أوضح فادي تميم، المنسق الوطني للمنظمة الوطنية لحماية المستهلك، في تصريح ل السياسي ، أن النفايات الطبية تعتبر خطيرة وطريقة معالجتها تكون وفق آليات مضبوطة باستعمال المحارق، ومن المفروض أن تكون هذه الأخيرة مؤمنة ولا تلوث البيئة وتهدد صحة السكان المجاورين، لكن للأسف اغلب محرقات المؤسسات الاستشفائية قديمة وبها اختلالات وهنا تتحول إلى نقمة وخطر يهدد السكان والبيئة فهي تحتاج إلى صيانة وتجديد لذلك نناشد كمنظمة وزارة الصحة بتخصيص غلاف مالي لتجديد وتهيئة هذه المحرقات حتى لا تصبح نقمة، كما نناشد بان تراعى المقاييس والمعايير لإنشائها.