بعث رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، برسالة تعزية ومواساة إلى عائلة المجاهد وعضو مجموعة 22 التاريخية عبد القادر العمودي الذي وافته المنية أمس الأول أكد فيها أن الجزائر تودع رجلا من طينة أولئك الذين سجلوا مآثرهم المجيدة في صفحات التاريخ المشرق لبلادنا. وكتب الرئيس تبون في رسالة التعزية: آلمني بالغ الألم أن تناهي إلى فقد المجاهد عبد القادر العمودي في هذا الشهر الفضيل، وإنا لنتقبل هذا المصاب الجلل بثبات وإيمان، ونسلم به باحتساب ورضى، مصداقا لقوله تعالى والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون صدق الله العظيم. وأضاف أن الأسى العميق أخواتي إخواني ينزل في مشاعرنا داميا، والجزائر تودع اليوم رجلا من طينة أولئك الذين سجلوا مآثرهم المجيدة في صفحات التاريخ المشرق لبلادنا، فلقد أكرم المولى عز وجل الجزائر بأن حباها بصفوة من أبنائها الأبطال البررة الذين خرجوا من صلب الشعب، حاملين لآلامه القاسية وعذاباته القاهرة تحت نير الاستعمار البغيض، ليشقوا دروب الأهوال، ويكابدوا المشاق، متطلعين إلى فجر الحرية والاستقلال. وأشار الرئيس تبون إلى أن هذه الصفوة من رجالات الجزائر والمجاهد عبد القادر العمودي أحدهم، كانت النواة المباركة لاندلاع ملحمة الثورة التحريرية العظيمة، فتوشح معهم بالمجد والكبرياء والإباء والشرف، وهو من بينهم في طليعة خط الانطلاق وعبر دروب حرب ضروس، نحو استقلال الجزائر واستعادة سيادتها. وأكد رئيس الجمهورية أن شعبنا الأبي سيظل يحفظ لفقيد الجزائر المجاهد عبد القادر العمودي نضالاته منذ أن انضم إلى حزب الشعب في أول خلية له بوادي سوف سنة 1943 ولقاءاته واتصالاته مع الشهيد البطل العربي بن مهيدي من خلال أحباب البيان والحركة الوطنية، ومنذ انضمامه للمنظمة السرية التي كان أحد مسؤوليها مع رفقائه الأشاوس محمد بوضياف والعربي بن مهيدي وديدوش مراد بقسنطينة. وختم تبون رسالة التعزية بالقول: وفي هذه اللحظات الحزينة، لا يسعنا ونحن نستحضر باعتزاز مكارم وأمجاد مجاهد ثوري أصيل، إلا أن نعرب عن عظيم تقديرنا وإكبارنا لمنطقة طيبة عامرة بالعطاء الوطني أنجبت هذا المعدن من رجالات الجزائر، وأن نترحم معهم ومع كل الشعب الجزائري على روحه الزكية الطاهرة، متوجها بخالص العزاء للعائلة الكريمة، فاللهم اشمله برحمتك مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأسكنه ما وعدت به عبادك المجاهدين الأصفياء الفردوس الأعلى، وألهم أهله وذويه ورفاقه جميل الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون. كما تقدم أمس رئيس المجلس الشعبي الوطني سليمان شنين بتعازيه الخالصة الى عائلة المجاهد وعضو مجموعة ال 22 التاريخية عبد القادر لعمودي الذي وافته المنية الاثنين عن عمر ناهز 95 سنة. وجاء في برقية التعزية تلقيت بحزن بالغ وأسى عميق نبا انتقال الفقيد عبد القادر لعمودي إلى جوار المولى عز وجل وبوفاته تفقد الجزائر رمزا من رموز النضال الوطني وأحد أعضاء مجموعة ال 22 التاريخية التي يحسب لها تفجير الثورة التحريرية وخط بيان أول نوفمبر والمساهمين بإتقان وإخلاص في الاعداد لثورة غرة نوفمبر المظفرة. وأوضح رئيس المجلس الشعبي الوطني أن الفقيد كان طوال مساره وفيا للمبادئ محبا لوطنه ملتزما بمنهج الوفاء لتضحيات الشهداء الابرار. وبهذه المناسبة الاليمة والمصاب الجلل تقدم السيد شنين الى كافة أفراد الاسرة الكريمة وأسرة المجاهدين الاشاوس باسمه وباسم نواب وإطارات وموظفي المجلس الشعبي الوطني بأصدق التعازي القلبية داعيا الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته وأن يمن عليكم بالصبر والسلوان. بدوره تقدم الوزير الأول، عبد العزيز جراد، بتعازيه لأسرة المجاهد وعضو مجموعة ال 22 التاريخية عبد القادر العمودي الذي وافته المنية الاثنين، أكد من خلالها أن الجزائر فقدت رجلا من الرعيل الأول الذي قضى حياته من أجل تحرير الوطن. وقال جراد في رسالة تعزية الى عائلة الفقيد: لقد تلقيت ببالغ التأثر وعميق الأسى نبأ الفاجعة الأليمة التي أصابتكم، بوفاة المغفور له بإذن الله، المجاهد البطل والمناضل الكبير عبد القادر لعمودي، رحمه الله بواسع رحمته وأفاض على روحه مغفرة وثوابا، الذي شاء القدر أن يبارح هذه الدنيا في هذا الشهر المبارك، وقد كان من بين آخر ما تبقى من أولئك الرجال الأفذاذ أعضاء مجموعة ال 22 الذين خططوا لتفجير ثورة أول نوفمبر المجيدة. وأكد الوزير الأول أن الجزائر، برحيل هذا المناضل الفذ والمجاهد البطل، تكون قد فقدت فيه رجلا من الرعيل الأول الذي قضى حياته مناضلا في صفوف الحركة الوطنية، ثم مجاهدا في سبيل الله وفي سبيل القضية الوطنية، من أجل تحرير هذا الوطن الغالي ولم يبرح ساحة النضال والجهاد إلى أن تحقق له الاستقلال فتخلصت بلادنا من عدو غاشم واستعادت سيادتها على أرضها. وخلص إلى القول: وبهذه المناسبة الأليمة، لا يسعني إلا أن أشاطركم الآلام والأحزان في رحيل هذا المجاهد الكبير، وأن أتقدم إليكم، ومن خلالكم، إلى ذوي الفقيد والأسرة الثورية قاطبة، بأخلص عبارات العزاء وأصدق المواساة، داعيا المولى العلي القدير أن يتغمد روحه الطاهرة بواسع رحمته وغفرانه ويسكنه فسيح جنانه مع الصديقين والشهداء، وأن يلهمكم وذويه جميعا جميل الصبر وعظيم السلوان، إنه السميع المجيب.