يعتبر مصطلح غلاء الأسعار في المجتمع الجزائري من الهواجس التي تخيف وتؤرق الفرد، خاصة أنه لم يعد يقتصر على الخضر والفواكه بل مس مجالات أخرى كالملابس وثمن التحليقة، التي تعتبر من الكماليات إن لم نقل من الضروريات في وقت تتسابق فيه التسريحات الجديدة والغريبة التي يعتبرها بعض الشباب وفق ثمن معقول، بما أنها مسايرة للموضة والحداثة، فيما يعتبرها الآخرون ظلما في حقهم وكلهم يبحثون ويتساءلون عن سبب هذا الغلاء الفاحش في تسعيرة التحليقة التي وصلت إلى مبلغ 600 دج في عدة مناطق. تحليقه عادية ب150دج...وتحليقه رونا لدوا ب 600دج خلال الجولة الإستطلاعية التي قمنا بها في شوارع العاصمة لمعرفة أسباب الغلاء الكبير في ثمن التحليقة، في وقت أصبح فيه نوعها تفاخرا باسمها ومسايرة للتقدم والموضة. وهذا ما ذكره لنا إسلام " أقوم بالتحليق على طريقة رونا لدوا لاعب ريال مدريد وأدفع مقابل ذلك مبلغ 600 دج ولا أرى فيها أي غلاء بما أنها مواكبة للموضة وتميزني عن الغير، وكذلك الشاب زين الدين الذي يعتبر من عشاق أحد مغني الراب الأجانب، إذ يقول في هذا الشأن أن هذا النوع من التحليقات لايقوم به الكثير من الحلاقين، وهو ما يجبرني التوجه إلى أحد الحلاقين المتخصصين في المجال وأدفع له 500 دج ثمن التحليقة التي بفضلها أستطيع مواكبة الموضة والتقدم. ويختلف الأمر مع بعض الأشخاص الذين فرضت عليهم تسعيرة مرتفعة، ويشير "بلال" في هذا الصدد أنه أصبح في هذا الوقت كل شيء غالي الثمن حتى "الحلاقة"، التي هي في تصاعد فبعدما كنا نحلق رؤوسنا ب80دج، أصبحنا اليوم ندفع 150 دج، ولا ندري كم ستقدر أسعارها في الأيام القادمة، ويضيف نفس المتحدث نريد معرفة سبب الغلاء المفاجئ في تسعيرة التحليقة، فهي ظلم في حقنا ولاتستحق هذا المبلغ الكبير، فالكل مستاء من هذا الغلاء الذي لحق بتسريحة في الماضي القريب كنا نسمع بغلاءها لدى النساء، والآن أصبح الأمر لا يختلف عند بعض الشباب الذين يدخلون على شعرهم تلك المساحيق والكريمات لتعديل الشعر، فهم يدفعون ثمن الحلاقة وثمن تتبع الموضة. أسعار الحلاقة مرتبط بأسعار الفاتورات برر الكثير من الحلاقين هذا الإرتفاع المحسوس في ثمن الحلاقة بعدة أسباب تتعلق بظروف المعيشة، وهذا ما أكده لنا بعضهم حيث قال أحدهم بأنهم يقومون بنشاطهم بصفة قانونية لهذا يترتب عليهم دفع فاتورات الغاز، الكهرباء،الماء، ناهيك عن ثمن الضرائب ومستلزمات الحلاقة التي تعتبر باهظة الثمن. وأبرز المتحدث أنه يقوم بفرض مبلغ 150 دج للتحليقة على غرار الأشخاص الذين يعملون بصفة غير قانونية دون أن يدفعوا ما يترتب عنهم من فاتورات، ولم يخف "مراد" صاحب محل للحلاقة الذي يختص في تلك التحليقات الغريبة والجديدة التي غزت المجتمع مؤخرا، ما زاد إقبال الزبائن خصوصا فئة الشباب ومتتبعي الموضة، إذ يقول في هذا الشأن أن أسعار التحليقات هنا تتراوح مابين 500دج و600دج بحسب التسريحة والمواد المستعملة فيها، ولقد زادت هذه المهنة رواجا مع تقليد الشباب لنجوم الرياضة والغناء، وعن غلاء التسعيرة أرجعها نفس المتحدث إلى غلاء المواد المستعملة في ترطيب وتجميل الشعر، علاوة عن أسعار فاتورات الكهرباء والضرائب سيما وأنني أعمل بشكل قانوني فمهنة الحلاقة الرجالية لم تسلم من حمى غلاء الأسعار التي بلغت السقف بالنسبة لأشخاص لم يتعودو على هذا الثمن. أخدت الحلاقة في الجزائر منحى آخر من غلاء التسعيرة خصوصا ماتعلق بالتسريحات الجديدة والغريبة، مع استعمال تلك المواد المعدلة التي عرفت رواجا وتقليدا من الأفراد الذين ينفقون أموالا كثيرة لمواكبة الموضة والتشبه بشخصياتهم المفضلة، في حين لم يسعف الحظ شباب وبطالين التمتع بالتسعيرة التي هي في إرتفاع مستمر .