اتفق طرفا النزاع الليبي، أمس على وقف فوري لإطلاق النار والعمليات القتالية في عموم البلاد وتنظيم انتخابات وهو القرار الذي رحبت به الأممالمتحدة، فيما شددت حكومة الوفاق الوطني على أن تجسيد الاتفاق يقتضي جعل منطقتي سرت والجفرة الاستراتيجيتين منزوعتي السلاح . وجاء إعلان القرار في بيانين منفصلين متزامنين للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، ومجلس نواب طبرق الموالي للمشير خليفة حفتر. وأفاد بيان لحكومة الوفاق الوطني ب إصدار تعليمات لجميع القوات العسكرية بالوقف الفوري لإطلاق النار وكافة العمليات القتالية في كل الأراضي الليبية ، مشددا على أن تحقيق وقف فعلي لإطلاق النار يقتضي أن تصبح منطقتي سرت (شرق العاصمة طرابلس) والجفرة (وسط) منزوعتي السلاح وتقوم الأجهزة الشرطية من الجانبين بالاتفاق على الترتيبات الأمنية داخلها . وأضاف البيان إلى الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال شهر مارس المقبل، وفق قاعدة دستورية مناسبة يتم التوافق عليها بين الليبيبن . كما طالب ب استئناف الإنتاج والتصدير في الحقول والموانئ النفطية، على أن يتم إيداع الإيرادات في حساب خاص بالمؤسسة الوطنية للنفط (رسمية) لدى المصرف الليبي الخارجي ، مشترطا ألا يتم التصرف في الإيرادات النفطية، إلا بعد التوصل إلى ترتيبات سياسية جامعة، وفق مخرجات برلين، بما يضمن الشفافية والحوكمة الجيدة بمساعدة البعثة الأممية والمجتمع الدولي . من جانبه، دعا رئيس مجلس نواب (طبرق)، عقيلة صالح، في بيان إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، واختيار مدينة سرت مقرا مؤقتا للمجلس الرئاسي الجديد، مطالبا جميع الأطراف بالوقف الفوري لإطلاق النار وكافة العمليات القتالية في جميع أنحاء البلاد . وذكر البيان أن وقف إطلاق النار يجعل من مدينة سرت مقرا مؤقتا للمجلس الرئاسي الجديد، ويجمع كل الليبيين ويقربهم، وتقوم قوة شرطية أمنية رسمية من مختلف المناطق بتأمينها تمهيدا لتوحيد مؤسسات الدولة ، مضيفا أنه تأكيدا على حفظ مقدرات الشعب الليبي يستأنف إنتاج وتصدير النفط، وتجميد إيراداته بالحساب الخاص للمصرف الليبي الخارجي، ولا يتم التصرف فيها إلا بعد التوصل إلى تسوية سياسية . ودعا رئيس مجلس النواب في نفس البيان جميع الأطراف إلى تجاوز الماضي وطي صفحات الصراع والاقتتال، والتطلع إلى المستقبل وبناء الدولة عبر عملية انتخابية طبقا للدستور، وإطلاق مصالحة وطنية شاملة كأساس لبناء الوطن وضمان استقراره . + الأممالمتحدة: قرار وقف إطلاق النار يبعث الأمل ورحبت الأممالمتحدة بقرار الأطراف الليبية على وقف إطلاق النار وتفعيل العملية السياسية، قائلة أن القرار يبعث الأمل مجددا في إيجاد حل سلمي للأزمة. وعبرت ستيفاني وليامز الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة عن ترحيبها الشديد بنقاط التوافق الواردة في البيانين الصادرين عن السراج وصالح ، معتبرة أن ما ورد في البيانين يمثل قرارات شجاعة ليبيا بأمس الحاجة إليها في هذا الوقت العصيب . وتشهد ليبيا منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، نزاعاً بين سلطتين هما حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأممالمتحدة، ومقرها طرابلس، وقوات المشير خليفة حفتر، الذي يسيطر على شرقي البلاد وعلى جزء من جنوبها.