يشتغل آلاف العمال الصائمين، داخل ورشات البناء بالعاصمة تحت درجة حرارة تفوق ال45 في أحسن الحالات، بأجور زهيدة تتراوح ما بين 700 و1000 دينار يوميا، يتكبدون فيها عناء ومشقة الصيام في فصل الصيف، إضافة إلى الظروف المزرية أمام تقاعس أرباب العمل في ضمان تأمينهم أو حتى التكفل بإيوائهم في أماكن لائقة بعد وجبة الإفطار التي يدخلون على إثرها في طوابير لساعات أخرى من التعب من أجل الحصول عليها بين مطاعم الرحمة وشركات لا تحترم أدنى شروط التكفل الغذائي لهؤلاء العمال، هي أوضاع دفعت ببعضهم إلى الإفطار حتى يتمكن من إتمام عمله وإرسال راتبه إلى عائلته التي تنتظره بشغف يصفون أوضاعهم بغربة في رمضان كانت الساعة الحادية عشرة صباحا قاربت الشمس كبد السماء، والحرارة تلفح وجوه بعض عمال الورشة المنهمكين في مختلف الأعمال والإعياء بادي على وجوههم التي تتصبب تعبا، عندما بدأت السياسي التسلل إلى العديد من ورشات البناء في درارية وسعيد حمدين وبئر خادم لنقل الأوضاع المهنية التي يعيشونها في رمضان، كانت البداية من ورشة بناء خاصة بمدينة الدرارية، اقتربنا من احدهم، فؤاد صاحب 32 ربيعا مساعد بناء من ولاية تبسة، أوضح المتحدث انه مقبل على الزواج بعد شهر رمضان دفعه الأمر إلى تحمل مكابد العمل، والاشتغال تحت حرارة تفوق 45 درجة تحت الظل، ووصف المتحدث حالتهم التي يعيشونها بعيدا عن البيت بأنها غربة حقيقية تبرز معالمها بشدة في شهر رمضان بعد الانتهاء من العمل، عمي مراد قادم من ولاية تيارت لازال يصارع متاعب العمل ويكابده رغم تقدم سنه، الذي بلغ فيه العقد السادس يروي لنا تفاصيل معاناتهم اليومية متنهدا وهو يحمل رفش يقدم به البيطون لزميله محيي الدين الذي يقاسمه نفس الولاية، اعتدنا على هذه الظروف القاسية من أجل توفير دخول اجتماعي مريح للأبناء، وأضاف عمي مراد قائلا والحسرة والألم المختزل في نظراته اجتياز رمضان بعيدا عن البيت غربة ما بعدها غربة بعضهم يفطر من شدة العطش؟ أعباء العمل الشاق في شهر رمضان، والحرارة المرتفعة جعلت البعض يقدم على الإفطار رمضان اضطرارا، وقد أوضح بعض العمال في ورشة بناء خاصة بئر خادم إقدام 3 عمال بشرب الماء في اليوم العاشر من رمضان بسبب الإرهاق وعدم القدرة على الصبر والتحمل من شدة العطش، مؤكدين أن هذه الحالات دليل كافي للمعانات التي يقضيها هؤلاء العمال طيلة اليوم، وفي نفس السياق أوضح ساعد ن من ولاية جيجل، أن أصحاب ورشات البناء يحملون العامل البسيط ما لا يطيق مستغلين حاجتهم ووضعيتهم المادية، في شهر رمضان، مما يدفع البعض منهم إلى الإفطار جراء التعب، وأضاف السبتي ع أن ورشات البناء لديها مدة زمنية محددة لانتهاء من الأشغال، وهذه المدة تشكل ضغطا على المؤسسة تدفع بدورها العامل البسيط إلى ما لا يطيق القيام به، فضلا عن عدم مراعاة ظروف العمل في شهر رمضان مؤسسة باتيجاك تهمل عمالها في شهر الرحمة؟ اشتكى عمال ورشة بناء تابعة لمؤسسة باتيجاك التي تزاول مهامها في سعيد حمدين، لالسياسي من الأجور الزهيدة بتأمين غير مضمون العواقب، في ظل ظروف عمل متدنية وعدم وجود مكان لائق للإيواء ليلا، ليوضح الوناس م صاحب 52 سنة، أن هذه المؤسسات الخاصة لا تعير أي اهتمام لعمالها حيث أن أغلبيتهم لا يملكون ثياب عمل لائقة، وتتخلى عنهم بمجرد استنفاذ طاقتهم في العمل وخروجهم من الورشة ويروي محمد ك من عين الدفلى، الذي يعمل في ورشة تابعة لشركة البناءباتيجاك أن الظروف المهنية التي يكابدونها ازدادت مع دخول شهر رمضان، حيث ورغم وجبة الإفطار والسحور التي توفرها الشركة إلى أنها تبقى غير كافية أين باتت هذه الوجبات لا تشبعهم في كثير من الأحيان، ويضيف المتحدث أن هذه المؤسسة لم تخصص لهم أماكن مريحة للنوم، مما زاد من صعوبة معيشتهم في هذه الورشات في الأيام الأولى من شهر الصيام، يقابله الإهمال التي فرضته هذه المؤسسة عليهم، وتطرقبوعمرة س بناء في الورشة من ولاية المدية إلى الأماكن التي ينامون فيها حيث قال أنها لا تصلح لإقامة عمال يعودون منهمكون من نهار مضني في العمل، باعتبارها غير آمنة أمام اللصوص تجدهم في طوابير طويلة أمام مطاعم الرحمة الشيء البارز الذي لاحظناه خلال قيامنا بهذا العمل ويؤكد المعانات الحقيقة التي يعيشها هؤلاء العمال، أن العديد منهم بعد إكمال مهامهم في هذه الورشات يتوجهون في أوقات مبكرة إلى مطاعم الرحمة من أجل الظفر بمكان للإفطار، اقتربت السياسي من بعضهم في طابور لأحد مطاعم الرحمة في مدينة بئر خادم، أين عبر سفيان من تيزي وزو عن استيائه للحالة التي يعيشونها يوميا في شهر رمضان، سواء في العمل أو في الحصول وجبة الإفطار، وكذلك مشكل الإيواء الذي لا تتوفر أدنى شروط الحياة البسيطة، على غرار الماء حتى أماكن لقضاء حاجاتنا غير متوفرة، وأضاف فضيل من بوسعادة، أنهم ومنذ دخول رمضان وهم معتادون على التجمع في طوابير لساعات تصل إلى 4 ساعات أمام مطاعم الرحمة من أجل تناول وجبة الإفطار أغلبهم غير مؤمّنين وأجورهم اليومية زهيدة لا تتعدى 1000 دينار تتراوح أجورهم الزهيدة حسبما أوضحه بعض العمال لالسياسي بين 700 و1000 دينار يوميا، لا يعكس العناء والتعب الذي يتكبدونه في هذه الورشات سواء التابعة لشركات خاصة أو المواطنين العاديين، ليؤكد العديد منهم أن أصحاب معامل البناء لا يؤمنون عمالها في غالب الأحيان، وإن تم خصم من أجرهم اليومي ويدفعون للتأمين، جعل هذا الأمر العديد منهم على غرار البنائين والمساعدين يطلبون مستحقاتهم المالية من أصحاب هذه الورشات، دون أن ينقص من أجرتهم اليومية شيئا خوفا من تأمين غير مضمون العواقب باعتبار أن العديد من أصحاب الورشات يتحايلون عليهم في هذا الإطار ولا يؤدون حق التأمين للعديد من العمال