دعا مشاركون في لقاء نظم بورقلة حول أهمية السقي التكميلي واحترام عمليات التسميد والمسار التقني إلى ضرورة تدعيم الجانب التقني بما يسمح بتطوير زراعة الحبوب بولاية ورقلة التي تتوفر على قدرات هائلة في هذا المجال الفلاحي. وأوضح ممثل المجلس الوطني المهني المشترك لشعبة الحبوب خلال هذا اللقاء الذي نظم بمعهد تكوين المكونين صلاح الدين الأيوبي بعاصمة الولاية أن ولاية ورقلة تقع بمنطقة جغرافية تتوفر على عديد القدرات من ضمنها مخزون كبير من المياه الجوفية والأراضي الفلاحية الشاسعة، مبرزا في هذا الخصوص أهمية تدعيم الجانب التقني الذي يكتسي أهمية بالغة في مسار تحسين المردودية كما وكيفا. وسطر ذات المجلس برنامجا وطنيا يندرج ضمن الإستراتيجية الوطنية لسنة 2020 والتي تمتد إلى غاية 2024 والهادفة إلى تطوير زراعة الحبوب عبر مختلف مناطق الوطن، حسب ما ذكر عبد الغني بن علي. وتعد 2020 السنة الأولى للبدء في تطبيق هذه الإستراتجية التي ينص البند الأول منها على تحسين مردود إنتاج الحبوب للتقليص من حجم الواردات، كما أضاف ذات المسؤول، مشيرا الى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب تحسين عملية السقي، على اعتبار أن الكثير من الفلاحين يفتقرون - حسبه - إلى الخبرة اللازمة حول الطرق العلمية المستخدمة في الري الفلاحي بالنسبة لزراعة الحبوب. وأشار بن علي بالمناسبة أن معظم المزارعين لا زالوا يعتمدون طرقا تقليدية بخصوص استعمال الأسمدة المخصبة. ومن هذا المنظور - كما أضاف فإنه بات من الضروري تطوير ذهنيات الفلاحين وتحسيسهم بأهمية انخراطهم بشكل حقيقي في الإستراتيجية الوطنية الخاصة بزراعة الحبوب. ومن جهتها، أشارت ممثلة الديوان الوطني للحبوب، السيدة كريمة بن ساعد في تدخلها أن هذه الهيئة تواصل تقديم دعمها للفلاحين من أجل الحصول على عتاد السقي الفلاحي. وأوضحت أن هناك تسهيلات على مستوى تعاونيات الحبوب والبقول الجافة عبر الوطن لتمكين منتجي الحبوب من اقتناء عتاد السقي الذي يعتبر عاملا رئيسيا للرفع من حجم الإنتاج . وبدوره، ذكر مدير المصالح الفلاحية لولاية ورقلة، سعد الهواري أنه ورغم توفر الولاية على المياه والأراضي الخصبة والكهرباء الفلاحية إلا أن معدل الإنتاج فيما يتعلق بالحبوب يبقى دون المستوى المطلوب، موضحا أن المسار التقني كفيل لتمكين الفلاح من تحقيق محصول يصل إلى 60 قنطارا في الهكتار الواحد. وأضاف الهواري أن هذه الولاية تعد من بين الولايات المدرجة ضمن برنامج رئيس الجمهورية الخاص بتنمية المناطق الصحراوية، وأن الهدف المسطر هو ضمان إنتاج وفير بخصوص زراعة الحبوب بالجهة لأنها تعتمد بصفة كلية على السقي الكامل. ويندرج هذا اللقاء الذي حضره ممثلي المهنيين والمؤسسات التقنية في إطار تطبيق خارطة طريق قطاع الفلاحة والتنمية الريفية سيما ما تعلق منها بشعبة الحبوب، بهدف التحسيس بأهمية السقي التكميلي واحترام عمليات التسميد والمسار التقني من أجل رفع الإنتاج والإنتاجية وبلوغ الهدف المنشود المتمثل في تخفيض فاتورة الاستيراد، حسب المنظمين. يذكر أن ولاية ورقلة كانت قد حققت في إطار الموسم الفلاحي 2019-2020 ما مجموعه 100.000 قنطار من الحبوب منها 77 ألف قنطار قمح صلب و17 ألف قنطار قمح لين و 6.000 قنطار من الشعير، حسب معطيات مديرية المصالح الفلاحية. وكانت المساحة المخصصة لإنتاج الحبوب في إطار نفس الموسم الفلاحي قد بلغت 2.500 هكتار ومن المتوقع أن تصل برسم الموسم الفلاحي الجديد 2020-2021 إلى 3.500 هكتار.