يعيش سكان حي 20 مسكن بواضية، الواقعة جنوب عاصمة الولاية تيزي وزو على بعد 35 كلم، حالة من التخلف والتهميش بسبب انعدام الإنارة العمومية وكذا التهيئة على مستوى طرقاته، مما عكّر صفو حياة سكّانه الذين فقدوا الأمل في التغيير نحو الأحسن، وذلك بعدما استعصى عليهم فهم صمت السلطات المعنية، التي فضّلت البقاء بعيدا والإكتفاء بموضعها كمتفرّج لا حول ولا قوّة له، كما أن مشاكل الحي لا تنتهي عند هذا الحدّ من المعاناة، بل تتجاوز الأمر لتسجل انعدام الغاز الطبيعي الذي بات عبئًا يرهق كاهلهم. يناشد سكان الحي الآنف ذكره، من المسؤولين المحليين للتحرّك العاجل بغرض التخفيف من معاناتهم اليومية، في رحلة البحث واقتناء قارورات غاز البوتان وسط افتقار حيّهم إلى خدمات الغاز الطبيعي، سيما وأن قنوات وأنابيب نقل الغاز مرت عبر محيطهم العمراني لتظلّ سكناتهم محرومة من هذه الطاقة الحيوية، وذلك بعد أن استفاد من خدماتها سكان الأحياء المجاورة، حيث أبدى هؤلاء استياءهم وتذمرهم من الوضع الذي لا يزال على حاله، رغم المراسلات العديدة وصرخات الاستغاثة التي تقدموا بها لدى السلطات المحلية في أكثر من مناسبة، مؤكدين في ذات الإطار، تفاقم الأمر عليهم في ظل الندرة والارتفاع الحاد الذي باتت تعرفه هذه المادة في السوق المحلية بسبب عامل المصلحة والمضاربة، وكذا نقص الرقابة، إذ يغتنم التجار الفرصة للربح السريع على حساب محدودي الدخل من السكان، حيث يطالب سكان الحي، بتحرك المعنيين لإمداد سكناتهم بالغاز الطبيعي في أقرب الآجال للإستفادة من خدماته قبل حلول فصل الشتاء المعروف بتقلّباته المناخية، ومن أجل الحدّ من عمليات استنزاف الثروة الغابية عن طريق اللّجوء إلى «الإحتطاب». + غياب الإنارة العمومية يثير مخاوف المواطنين وما يزيد من معاناة السكان، غياب الإنارة العمومية بالحي وصمت المسؤولين عن الوضع، إذ - حسبهم-كلما بدأ يحل الظلام تجدهم يدخلون منازلهم قبل الأوان وذلك خوفا من اللصوص الذين يختارون مثل هذه الأحياء لارتكاب أعمالهم الإجرامية، وقد أشار بعض المواطنين، إلى أن الخطر يزداد عند التوجه إلى العمل في الساعات الأولى من الصباح الباكر أو إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، ويتساءل هؤلاء، عن عدم تزويد حيهم بهذه الطاقة، وكيف لهم أن يظلوا فيه وسط الخطر الذي يلازمهم في كل لحظة مع استفحال عصابات الإجرام التي تغتنم مثل هذه الظروف لتجريد المواطنين من ممتلكاتهم، وتشديد الخناق على حريتهم في الدخول والخروج للقيام بأشغالهم اليومية. + تدهور الطرقات يعيق تحركاتهم وفي سياق متصل، تشهد طرقات حي 20 مسكن منذ نشأته حالة من الفوضى، إذ تفتقر إلى التهيئة والتزفيت ما يسفر عن تجمع الأتربة والأوحال بسبب كثرة الحفر والمطبات على مستواها، وأكد السكان أن ظروفهم تزداد تأزما مع تتساقط أولى قطرات الأمطار الموسمية، إذ تتحول إلى برك ومستنقعات مائية كبيرة يصعب تجاوزها بالنسبة للراجلين أو السيارات على حد سواء، حتى أن البعض منهم تحدثوا عن الأعطاب المستمرة التي تصيب سياراتهم رغم حداثة فترة شرائهم لها، مما ينهك جيوبهم، كما تتسبب المياه المتجمعة الممزوجة بالأتربة في منع السكان من الخروج أو الدخول إلى الحي لأيام عديدة، خاصة في فصل الشتاء المعروف بأمطاره الغزيرة، وهو ما أثار حفيظتهم في أكثر من مرة، حيث أعابوا على مصالح البلدية تجاهلها لتزفيت الطرقات التي طالبوها بإدراج مشروع لتهيئتها، والتي من شأنها إعادة الوجه العمراني اللائق للحي، حيث يخيل للزائر منذ الوهلة الأولى، أنه يتواجد في أحد أحياء البلديات القديمة وحتى النائية، نتيجة للوضعية الكارثية لطرقاتها، فمثل هذا المشكل وغيره دفع بالسكان إلى مناشدة السلطات المحلية والولائية، من أجل التدخل الفوري واستدراك النقائص التي يعاني منها حيّهم على غرار بعض مناطق البلدية قبل حلول فصل الشتاء الذي هو على الأبواب.