تعتبر قضية غياب الأمن أمام المؤسسات التربوية، بسبب انعدام سياسة أمنية لحماية التلاميذ والأساتذة، من القضايا الشائكة التي يواجهها قطاع التربية، حيث شهدت العديد من الثانويات والمدارس إعتداءات بالجملة على التلاميذ وكل عمال المدرسة، في حين أنها وصلت إلى شجارات بالسيوف والخناجر. فلهذا أكد المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني «الكنابست» إلى ضرورة وضع مخطط أمني يحمي التلاميذ والأساتذة وكل من له دور في القطاع، ومن جهة أخرى تشهد الثانويات نقصا في فئة المساعدين التربويين، مقابل ارتفاع عدد تلاميذ الثانوي. كشف مسعود بوديبة المكلف بالإعلام في المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني «الكنابست» الوضع الخطير الذي تواجهه المدارس بسبب انعدام سياسة أمنية لحماية التلاميذ والأساتذة، ويضيف المتحدث بأن هذا المرض من الأمراض الموجودة بالشارع وانتقلت إلى محيط المؤسسات التربوية، حيث أصبحت الاعتداءات تطال الأساتذة والتلاميذ داخل المؤسسات وأمامها، ما يجعل هؤلاء الأشخاص دائما يعيشون في خوف ورهبة شديدة. وأشار بوديبة بأنه لا يوجد تنسيق بين الدائرة ومديرية التربية في هذا الشأن، ويضيف المتحدث بأن العديد من الولايات عبر القطر الوطني إشتكوا من حالة اللاأمن الموجودة أمام المدارس وبالقرب من محيطها. وأوضح المكلف بالإعلام في الكناباست بالرغم من الشكاوي المقدمة، وكثرة النقاش في هذه الأمور الأمنية مع السلطات المعنية، يضيف بوديبة بأنه كانت قضية الأمن من أبرز القضايا التي تم طرحها خلال الندوات لكن لم تعالج إلى يومنا هذا. وأضاف بوديبة بأن هناك عائقا آخر يتعلق بمشكل نقص المساعدين التربويين، وليس جديدو بل هو من الملفات القديمة جدا وإنما ظل مطروحا لعدة سنوات، لكن هذه السنة ظهر بكيفية مفضوحة، بسبب ارتفاع نسبة الانتقال إلى الطور الثانوي التي فاقت ال90 بالمئة على المستوى الوطني، مما أدى إلى ارتفاع عدد تلاميذ السنة أولى ثانوي مرتين مما كان عليه في السابق، ويضيف المتحدث بأن المساعدين التربويين وجدوا صعوبة كبيرة في التعامل مع التلاميذ وتأطيرهم ومراقبتهم، مما خلق نوعا من الفوضى بمؤسساتنا التربوية. وقال نفس المتحدث في سياق ذي صلة بأن هنالك نقصا فادحا على مستوى المساعدين التربويين، إذ من غير المعقول أن يكون 5 مساعدين تربويين يؤطرون 1600 تلميذ أي هناك نقص ب7 مساعدين، بالإضافة إلى غياب مستشارين للتربية وغياب الناظر والمقتصد في الكثير من المؤسسات التربوية الذين لم يعينوا في الثانويات، ويضيف بأن هذا الوضع الكارثي الذي آل إليه القطاع سيؤثر سلبا على المنظومة التربوية إذ لم توجد الوزارة الوصية حلولا. وللإشارة فإن العديد من الثانويات كانت مع موعد مع الإحتجاجات أمام مقر مديريات التربية مثل ما حصل منذ أسابيع في ثانوية درقانة التي كانت تعاني من قلة الأمن وكثرة الاعتداءات على التلاميذ والأساتذة، حيث وصلت إلى تواجد شجارات بالخناجر داخل الثانوية.