يتحدد عشية اليوم مصير الخضر من أجل معرفة إن كان سيتأهل إلى كأس إفريقيا المقرر أجراؤها في بلاد «البفانا بفانا»،وذلك عندما يلاقي على أرضية ميدان ملعب مصطفى تشاكر المنتخب الليبي الذي يسعى من جهته لتحقيق المفاجأة والعودة بتأهل بالرغم من صعوبة المهمة خصوصا بعد الخسارة التي تعرض لها بنتيجة (1-0) في لقاء الذهاب، يوم 9 سبتمبر بالدار البيضاء، وسيكون أشبال أربيش مجبرين على الفوز أمام منافس قوي سيستفيد من عامل الأرض و الجمهور. ومن جهة أخرى يعد التأهل إلى «كان 2013» أكثر من ضروري بالنسبة للمنتخب الوطني خصوصا بعدما تما تضيع فرصة التواجد في كأس إفريقيا السابقة التي أجريت فعاليتها في غينيا الإستوائية والغابون، وذلك بعد سنتين من مشاركته في كأس العالم 2010 التي كان فيها الممثل الوحيد للعرب. وسيدخل أشبال الناخب الوطني وحيد حاليلوزيش عشية اليوم بنية الفوز لا غير وذلك من أجل تفادي كل الاحتمالات التي قد تدفعهم للندم وتضيع فرصة غالية من أجل التأهل إلى كأس إفريقيا. ومن المنتظر أننا سنرى خطة هجومية من طرف المنتخب الوطني خاصة في بداية المباراة، وذلك لمحاولة تسجيل أهداف من أجل قتل اللقاء في بدايته. وقد تكلم التقني البوسني على هذه النقطة في الكثير من المرات خلال التربص التحضيري الذي أجري في سيدي موسى، لأن الخطة الدفاعية لا تخدم بتاتا رفقاء سفيان فغولي، كون المنافس يملك نزعة هجومية قوية وهجومات معاكسة خطيرة قد تخلق بعض المشاكل لدفاع الخضر الذي سيكون ناقصا من خدمات صخرته مجيد بوقرة. وتبدو مهمة بلكالام وكارل مجاني في هذه الحالة شاقة نوعا ما من أجلى إيقاف الزحف الهجومي المنتظر عشية اليوم. وستشهد تشكيلة المنتخب بعض التغيرات على مستوى خط الوسط وذلك بإشراك العائد خالد لموشية مكان الغائب مهدي لحسن الذي سيغيب عن لقاء اليوم بداعي العقوبة. ولحسن حظ حاليلوزيش أنه وجد لاعب بإمكانه تعويض قائد الخضر الذي يعد من أحد ركائز الفريق، وسيكون لموشية أمام مهمة لا تبدو غريبة عنه كون اللاعب يملك خبرة إفريقية كبيرة، حيث أنه شارك في العديد من المباريات على هذا المستوى. فيما سيتكفل سفيان فيغولي وقادير بمهمة التنشيط الهجومي. أما في خط الهجوم بنسبة كبيرة ستوضع الثقة في سليماني وسوداني من أجل هز شباك مرمى الحارس الليبي. وقد أجرى المنتخب الوطني أمس بقيادة النّاخب وحيد حليلوزيتش الحصة التّدريبية الأخيرة له، قبل موعد الحسم أمام المنتخب اللّيبي مساء اليوم بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة لحساب الدّور الأخير لتصفيات كأس إفريقيا، حيث عرفت هذه الحصّة التّدريبية حضور جميع اللاعبين الذين وجهت لهم الدّعوة للمشاركة في هذه المباراة، وأجريت هذه الحصة في ملعب التّدريبات لمركز تحضيرات المنتخبات الوطنية بسيدي موسى. وكان التقني البوسني قد برمج مباراة تطبيقية من قبل، جرّب من خلالها الخطة التي سينتهجها مساء اليوم أمام المنتخب الّليبي، وقبل ذلك برمج البوسني عدة تمارين خاصة بالشّقين البدني والتكتيكي بالدّرجة الأولى، إذ حاول وضع لاعبيه أمام كل الوضعيات الممكنة لإيجاد الحلول المناسبة يوم المباراة. كما حاول حليلوزيتش أن يرفع من وتيرة العمل البدني في آخر عمل بدني قبل المواجهة، خاصة أن الحصة الأخيرة ستكون خفيفة 24 ساعة فقط قبل موعد المباراة. ومن بين اللاعبين المدعوين لهذه المباراة، شارك الجميع في حصة مساء أول أمس ما عدا لاعب النّادي الإفريقي عبد المومن جابو الذي يعاني من إصابة على مستوى أعلى الكاحل، ورغم تطمينات جابو بإمكانية اللّحاق بهذه المباراة، إلا أن الحصة ما قبل الأخيرة أكدت أنه لن يكون بإمكانه ذلك، وبالتّالي تأكد غيابه عن مباراة ليبيا ولن يكون من بين المدعوين لهذا اللّقاء بسبب الإصابة، وقد ركض حول الملعب مع المحضر البدني بيسكوتي دون الاندماج مع زملائه. ورغم الفوز الثمين المحقق في مباراة الذهاب من توقيع المتالق العربي هلال سوداني الا أن الناخب الوطني حاليلوزيتش يبدي حذره برفضه الحديث عن تأهل قبل الأوان. «الفوز في الذهاب يخدمنا كثيرا لكن يجب الآن نسيانه والتفكير والتركيز فقط على مقابلة العودة. الوقت لم يحن للحديث عن تأهلنا لكان 2013 لم نحققه بعد». صرح البوسني في آخر ندوة صحفية. «على تحضير عناصري بشكل جيد وعلى كل المستويات خصوصا من الجانب البسيكولوجي الذي لا يجب إغفاله. الليبيون سيلجأون بالتأكيد للعب الاستفزازي وعلينا عدم الوقوع في الفخ الذي يؤدي بنا للخروج من المباراة»، حذر حاليلوزيش. ومن الجانب الليبي، هناك إجماع على عدم الاستسلام ودخول المباراة في ثوب الضحية لأن هناك «شوطا ثانيا» في البليدة يجب لعبه بقوة. «نحن لم نرم بالمنشفة بعد وسننتقل للجزائر لتقديم مقابلة تشرف كرة القدم الليبية. أؤكد أن فريقنا قادر على خلق المفاجأة بالجزائر»، قال مدرب «فرسان المتوسط» عبد الحفيظ أربيش. فيما يخص التعداد, سيضطر الناخب الوطني الليبي للاستغناء عن خدمات لاعبين هما الشيباني والعلوني اللذين رفضا «بمحض إرادتهما» الالتحاق بزملائهما بمكان تربص الفريق بتونس تحسبا لمواجهة الجزائر، إضافة لأحمد سلامة المعاقب من طرف الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف). وللتذكير سيدير مباراة الجزائر - ليبيا الحكم الغاني أبو بكار بنغورة ويساعده مواطناه أبو بكر ديومبا والحسان ديان. التشكيلة الأساسية المحتملة لمباراة اليوم علمت «السياسي» من مصدر قريب أن الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش سيشرك مبولحي في حراسة المرمى وذلك بعد أن أقدم مردود طيب في المباريات التطبيقية خلال التربص الأخير، كما أنه من المحتمل أن يدخل مهدي مصطفى على الجهة اليمنى، كادامورو على اليسار والثّنائي مجاني وبلكالام في محور الدّفاع، أما في وسط الميدان فسيعوض لموشية غياب القائد مهدي لحسن وسيرافقه في الاسترجاع عدلان ڤديورة، أما بالنّسبة للتّنشيط الهجومي نجد كل من فغولي وفؤاد قادير، فيما سيتكفل الثّنائي هلال العربي سوداني وإسلام سليماني بمهمة التسجيل على المنتخب الليبي. ڤديورة مرشّح لحمل شارة القائد رغم أن المدرب الوطني لم يكشف بشكل رسمي للاعبيه من هو اللاعب الذي سيحمل شارة القائد في مباراة الغد أمام ليبيا، إلا أن المعطيات ترشّح عدلان ڤديورة وسط ميدان نونتغام فوريست، بالنظر إلى كثرة تردّد المدرب الوطني لغرفته ومشاورته في كل صغيرة وكبيرة خارج التدريبات، كما يبقى ڤديورة من بين الركائز التي اعتمد عليها المدرب البوسني منذ إشرافه على «الخضر» مقارنة بزميله مجاني الذي أصبح قطعة أساسية في الدفاع منذ اعتزال القائد السابق عنتر يحيى. تحسبا للقاء اليوم حرب فيسبوكية بين الجزائريين والليبيين أبدى «فيسبوكيو» الجزائر من محبي المنتخب الوطني تفاؤلا مفرطا بشأن إمكانية بلوغ «الخضر» «كان 2013»، معتبرين أن المنتخب الليبي ليس بالخصم الذي بإمكانه إيقاف زحف المحاربين الجزائريين خاصة بعد الفوز المحقق في دار البيضاء بنتيجة 1-0، كما أبدوا ثقتهم التامة في رفقاء فغولي الذين تحسنوا كثيرا منذ قدوم القائد عسكري فرانكو بوسني وحيد حليلوزيتش. ومهما يكن فإن المباراة لابد لها أن لا تخرج عن إطارها الرياضي، ويجب استخلاص الدروس والعبر من مواجهة الشقيقتين مصر والجزائر التي شهدت أحداثا مؤسفة من الجانبين، وعلى اللاعبين أيضا التحلي بالروح الرياضية وعدم تكرار ما حدث في مباراة الذهاب، وبالتالي فان جميع الأطراف مطالبة بضبط النفس من أجل ضمان إنجاح هذه المباراة الأخوية التي تعتبر عرسا كرويا بإمتياز. «فيسبوكيو» ليبيا يردون بالثقيل وبالمقابل من ذلك، أبدى الليبيون عبر شبكة التواصل الاجتماعية «فيسبوك» تفاؤلا كبيرا بإمكانية تخطي فريقهم عقبة المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم. وأعرب الليبيون عن أملهم الكبير وثقتهم التامة في منتخب بلادهم، من أجل كسب تأشيرة التأهل إلى كاس أمم إفريقيا 2013 المزمع إجراؤها بجنوب إفريقيا، حيث أكدوا على أن أحفاد عمر المختار بإمكانهم كسب الرهان أمام المنتخب الوطني. ورجح مشتركو شبكة التواصل «فيسبوك» ممن يحملون انتماءات ليبية، كفة زملاء المتألق احمد سعد على حساب نظرائهم الجزائريين في المواجهة التي ستجمع الفريقين لحساب الدور الأخير من تصفيات كاس أمم إفريقيا 2013 في لقاء الإياب، مستدلين في ذلك بالصحوة الكبيرة التي شهدها منتخب بلادهم في السنوات الأخيرة، والتي كانت آخر نتائجها تنشيط نهائي كاس العرب الذي خسروه بضربات الجزاء أمام المنتخب المغربي، وهي البطولة التي اظهر فيها الليبيون روحا جماعية استثنائية مكنتهم من كسب احترام وتقدير الجميع. وأجمع مناصرو المنتخب الليبي عبر منبر «الفيسبوك»على أن أحفاد عمر المختار بإمكانهم الوقوف الند لند في وجه محاربي الصحراء، في مقابلة الإياب التي ستلعب يوم الغد على ملعب الموت «مصطفى تشاكر»، وقال الليبيون أن منتخب بلادهم يستمد قوته من عزيمة وإصرار لاعبيه فوق أرضية الميدان على تحقيق الفوز، وهو مؤشر أكدوا بأنه سيقف في صالح زملاء الحارس المتميز محمد نشنوش خلال المواجهة التي ستجمع المنتخبين الليبيين عشية اليوم. تاريخ المواجهات بين الفريقين يلتقي عشية اليوم منتخبا ليبيا والجزائر للمرة ال19 في قمة كروية مغاربية بمناسبة لقاء الإياب، بملعب تشاكر بالبليدة اليوم على الساعة (20:30)، لحساب الدور الأخير من التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا للأمم 2013 بجنوب إفريقيا. وتميل أفضيلة المواجهات 18 السابقة التي جمعت الفريقان إلى الجزائر، رسمية كانت أم ودية، حيث فاز «الخضر» في 12 مباراة، ثمانية منها رسمية كانت أخرها في المغرب بدار البيضاء، مقابل ثلاثة تعادلات وثلاث هزائم. وعجز المنتخب الليبي على هزم نظيره الجزائري خلال منافسات الألعاب المتوسطية 1975 والإفريقية 1978 التي نظمتهما الجزائر، حيث فاز «الخضر» في المناسبتين بنتيجة 2-1 . كما تغلبت الجزائر على ليبيا في النسخة الثالثة ل «كأس فلسطين» ببن غازي ليبيا سنة 1973، حيث سجل إيغيل وبلبحري، رغم أن الخصم كان مدعوما بأنصاره. ويعود الفوز الوحيد للمنتخب الليبي في لقاء رسمي على حساب «الخضر» إلى جويلية 1979 بالعاصمة طرابلس لحساب تصفيات كأس إفريقيا 1980 (1-0)، بقيادة المدرب محي الدين خالف. وكان من المفروض أن تجرى مباراتين رسميتين (تصفيات مونديال 1990) لكنهما لم تلعبان بسبب انسحاب ليبيا عشية مواجهة الذهاب، حيث سجل «الخضر» حضورهم إلى العاصمة طرابلس بإشراف المدرب حميد زوبا. وتعود المباراة الأخيرة بين الفريقين قبل 5 سنوات (تحديدا 7 فيفري 2007) في لقاء ودي والتي عرفت فوز الجزائر (2-1) بأهداف من صايفي ومنيري اللذان اعتزلا دوليا. وتجدر الإشارة إلى أن أغلبية المباريات التي جمعت المنتخبان لعبت سنوات السبعينات برصيد 10 لقاءات وكانت أغلبها بقيادة لاعب منتخب جبهة التحرير الوطني ونجم نادي سانت ايتيان رشيد مخلوفي الذي كان مهندس ذهبيتي الألعاب المتوسطية 1975 والألعاب الإفريقية 1978. وحيد حاليلوزيتش: «سندخل اللقاء بنية الفوز» أكد الناخب الوطني للخضر البوسني وحيد حليلوزيتش أن «الجزائر لم تضمن بعد تأهلها للمرحلة النهائية لكأس إفريقيا للأمم 2013 رغم الفوز المسجل ضد ليبيا (1-0) في مباراة الذهاب للدور التصفوي الثالث والأخير للمنافسة. وقال المدرب: «لقد استفدنا كثيرا من الفوز بمباراة الذهاب، لكن علينا أن ننسى هذه النتيجة ونركز على المباراة الثانية ولا شيء تحقق حتى الآن ولا ينبغي اعتبار أنفسنا فائزين تأهلنا لكأس أمم إفريقيا-2013 لم يتحقق بعد».