يعيش العديد من الجزائريين معاناة أشبه بكابوس مع مرض العمود الفقري والذي حوّل حياتهم الى جحيم، خاصة ذوي الدخل المحدود، وعلى إثر هذا، قررت العديد من الجمعيات العمل لتخفيف الالم الذي تعانيه الفئة المعوزة، بعد أن تعدى الجانب الصحي، ومن بين هذه الجمعيات التي فكرت في المصاب بمشاكل العمود الفقري، جمعية «الشفاء» لولاية المدية والوحيدة على المستوى الوطني، «السياسي» إرتأت إجراء حوار مع رئيس الجمعية، موساوي خليل، للتعريف اكثر بهذه الجمعية ونشاطاتها الخيرية. * بداية، هلاّ حدثنا عن فكرة تأسيس الجمعية؟ - فكرة تأسيس جمعية «الشفاء» لمساعدة مرضى العمود الفقري جاءت من خلال حاجتنا نحن كمرضى خاصة مع التكاليف الباهضة التي اثقلت كاهل المرضى ذوو الدخل المحدود الذين يعانون من فتق العمود الفقري، ونظرا للمصاريف المتطلبة لاجل العلاج عن طريق إعادة التأهيل الحركي، فما كان بوسعنا الا التفكير بهذه الشريحة وتأسيسها لمعالجتهم وحمل عبء مصاريفهم، وعلى إثر هذا، اسسنا جمعية «الشفاء» في سنة 2003 التي بدأ اعتمادها يوم 19جانفي 2004، ثم تحولت كمدرسة تهتم بالمحافظة على صحة الظهر، وكذا الوقاية من معاودة المرض بعد الشفاء منه، الانتكاسات وغيرها من الامراض التي لها علاقة بالعمود الفقري. * ما هي نشاطات جمعية «الشفاء»؟ - تقوم جمعية «الشفاء» بعدة نشاطات على مستوى الجمعية وخارجها، ومن بين هذه الأعمال التي تنشط فيها الجمعية، قيامها بعدة حملات تحسيسية في الوسط المدرسي مثلا حول اعوجاج الظهر من خلال حمل المحفظة الثقيلة والذي يصيب التلاميذ في سن النمو الذي يعرف بالكوليوز وهو الجنف أي اعوجاج العمود الفقري نحو اليمين او اليسار، كما نقوم بخرجات نحو المدارس لتوعية المعلمين والاساتذة حتى يتجنبوا هذه الإصابات، فنشاطات الجمعية مختصرة على العلاج داخل المركز، اذ نقدم مساعدات للمرضى من خلال المعدات الطبية مثل الكراسي المتحركة والافرشة المائية، الهوائية. * كون الجمعية تنشط في إطار طبي، كيف يتم الإشراف على تسيير المركز؟ - فيما يخص الإشراف على تسيير المركز، يوجد أربع لجان تقوم بذلك والمتمثلة في لجنة طبية يرأسها طبيب، لجنة إعلامية أقوم بتسييرها، ولجنة رياضية واخرى اجتماعية. * فيما تتمثل الأهداف المسطرة لجمعيتكم؟ - لدينا عدة أهداف نصبوا إلى تحقيقها من خلال نشاطاتنا اليومية ومن بين هذه الاهداف، مساعدة مرضى العمود الفقري وإنشاء وتسيير مركز إعادة التأهيل الحركي، بالإضافة الى إنشاء وتسيير مسبح لإعادة التأهيل الحركي والذي يستفيد منه جميع المرضى المعوقين من جراء حوادث المرور والذين يعانون من الشلل والكسور المختلفة، كما نسعى الى تأهيل المرضى بعد العمليات الجراحية. * هل من مشاريع مستقبلية تذكر؟ - هناك مشاريع ونحن نعمل من اجل تحقيقها، ومن بين هذه المشاريع كما سبق وان ذكرنا، هو إنجاز مسبح لإعادة التأهيل الحركي، كما نحن بصدد توسيع المركز، ونحضّر للايام المقبلة ليوم دراسي طبي جراحي السادس من نوعه مخصص للتكوين المستمر للاطباء العامين وهذا فيما يخص ولاية المدية وما جاورها. * في إطار نشاط الجمعية، هل من عراقيل تعترض سبيلكم؟ - لا يوجد أي عمل يخلو من العراقيل وهناك البعض منها والتي نواجهها مثل نقص إعلام المسؤولين عن نشاط الجمعية، نقص الجهود التطوعية لهذا العمل الخيري، فبالنسبة لأعضاء المكتب فهم متطوعون، اما الباقي، فهم عاملون براتب شهري، فهناك العديد ممن اتهمنا بالتحايل وذلك جراء دفع البعض لثمن رمزي من اجل تكاليف المركز، واما المعوزين الذين يحملون شهادة، فلا يدفعون أي ثمن ولكن، الحمد لله، أثبتت براءتنا وجمعية «الشفاء» لمساعدة مرضى العمود الفقري التي تعد جمعية خيرية ذات طابع اجتماعي لا غير. * كلمة ختامية نختم بها الحوار؟ - نتمنى من المسؤولين تقدير أعمالنا وإنجازاتنا وأهداف الجمعية ونأمل المزيد من المتطوعين للتظافر وتحقيق أعلى الاهداف وارقى المشاريع، ان شاء الله، ونشكركم جزيل الشكر على العمل على إبراز العمل الجمعوي في بلادنا.