بادرت المحافظة السامية لتطوير السهوب لولاية الجلفة بإنجاز آبار عميقة بمنطقة عين الرومية، التابعة لبلدية عين الإبل بالطريق الوطني رقم 01، وتم إطلاق هذا المشروع لكي يستغل من طرق سكان وموالي الجهة، خاصة البدو الرحل المتنقلين شمالا وجنوبا. ويهدف هذا المشروع إلى توفير أكبر قدر من نقاط المياه واستخراجها باستخدام الطاقات المتجددة كما هو الحال عليه بمنطقة عين الرومية حيث تم استخدام الطاقة الشمسية لذلك. وفي هذا الاطار، أفاد المهندس بالمحافظة السامية لتطوير السهوب لولاية الجلفة قمورة نور الدين، أن البئر المتواجدة بمنطقة عين الرومية تم حفرها على عمق يصل إلى أكثر من 120 مترا وتم وضع بها مضخة تعمل بالطاقة الشمسية على عمق 70 متر مضيفا أن قدرة الصفائح التي تعمل بها المضخة تبلغ 3 كيلواط وهناك 30 صفيحة بالطاقة الشمسية. وأوضح المتحدث أن سعة التدفق لهذه المضخة تتراوح ما بين 50 إلى 60 متر مكعب أي ما بين 50.000 إلى 60.000 لتر من المياه إضافة الى عدد معتبر من رؤوس الأغنام تقوم بالشرب من البئر. تجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع لاقى الكثير من الاستحسان من طرف سكان المنطقة خصوصا وانه قام بتغيير مظاهر ضياع المياه وتحول إلى ثروة حقيقية يستفيد منها الجميع. وفي ذات الشأن، أكد أحد القاطنين بالمنطقة، ان بئر منطقة عين الرومية ساهمت في إنعاش المنطقة حيث مكّنت جل الحيوانات بالشرب بعدما كانت في الماضي القريب تعاني من إيجاد مصدرا للمياه خاصة أن البئر التي كانت متواجدة كانت تحوي على مختلف الميكروبات والأمراض. وكشف المتحدث أن هذه المياه تستخدم أيضا لأغراض خاصة بالسكان كالطبخ نظرا لكونها صافية ولا تحمل على أي ميكروبات. وبالإضافة إلى الاستخدامات المتعدّدة للطاقة الشمسية في استخراج المياه، توجّه هذه الطاقة أيضا للاستعمال داخل البيوت لتشغل عددا من المصابيح وهو الأمر الذي يعمل على تحسين المستوى المعيشي لسكان الأرياف. وفي سياق متصل، أكد المهندس بالمحافظة السامية لتطوير السهوب لولاية الجلفة، قمورة نورالدين، أن النوع الثاني لاستعمال الطاقة الشمسية يتمثل في الاستعمال المنزلي والمتعلق بإنارة البيوت بالطاقة الشمسية، مضيفا أن سعة استعمال الطاقة الشمسية تقدر ب160 واط وتستعمل صفيحتين من نوع 80 واط إضافة إلى بطاريتين وكذا مصابيح للإنارة وخيوط الإيصال. وأشار المتحدث إلى أن هذا النوع يسمح بتغذية 3 إلى 5 مصابيح وكذا التلفاز والمذياع، تجدر الإشارة إلى أن هذه المصابيح مكّنت من إضاءة ليالي قاطني الأرياف وغيّرت كثيرا حياتهم، فصاروا يلمسون مذاق التجديد ورفاهية العيش. وفي ذات السياق، عبّر احد القاطنين بالأرياف، عن سعادته باستعماله للإنارة، بعدما كان في الماضي يستعمل الكانكي أو الشموع لينير بيته. وتبقى مثل هذه المشاريع ضرورية من اجل الرفع من المستوى المعيشي القاطنين بالدواوير. وتجدر الإشارة إلى أن مشاريع توفير الطاقة الشمسية وتجهيز الآبار العميقة ما هي إلا عينة من جملة من المشاريع الكبرى التي تضاف إلى سياسة التجديد الريفي وتجديد الاقتصاد الفلاحي بحثا عن ضمان الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي والدفع قدما بعجلة التنمية المحلية.