تعتبر جمعية مرضى السكري من بين الجمعيات الولائية الرائدة بورڤلة، تعمل على الدفاع وحماية حقوق المرضى، تأسّست من طرف أطباء وممرضين بالمستشفى الجامعي محمد بوضياف بالولاية وبمشاركة بعض المرضى سنة 1989، وتضم حاليا أكثر من 2500 عضو، حيث تطرق، ايبك أق الساحلي، في حوار ل السياسي ، للمجهودات الكبيرة التي يبذلها أعضاء الجمعية وكفاحهم الطويل من أجل المطالبة بحقوق المرضى، خصوصا ذوي الدخل المحدود منهم والفئات الهشة. * السياسي: في البداية، ما هي مهامكم الرئيسية؟ - يمكن القول أن جمعية المصابين بداء السكري عملت طيلة أكثر من 20 عاما على الدفاع عن حقوق مرضى السكري المهضومة، وطبقا للأهداف التي رسمناها، فقد خصصنا مجموعة كبيرة من النشاطات، حيث كان لنا الشرف بإقامة اليوم الوطني للمصابين بداء السكري بولاية ورڤلة 3 مرات على التوالي، واستضفنا فيها 47 جمعية ولائية، نظم هذه المبادرة بعض الأساتذة والأطباء المختصين في أمراض السكري والقلب، من جهة أخرى، نظّمنا لفائدة الأطباء العامين أياما تكوينية، أشرف عليها مختصون في هذا الداء كالبروفيسور سقال، لرسكلتهم حول طرق التعامل مع هذه الشريحة الحسّاسة، حيث حقّقنا نتائج إيجابية وفعّالة وقد دامت هذه الدورة التدريبية مدة 12 يوما، ولاقت ترحيبا واسعا من طرف الجميع، نظّمناها بالتنسيق مع السلطات المحلية والولائية بورڤلة. * وكيف كان تقييمكم لهذه النشاطات؟ - تعتبر جميع النشاطات التي قامت بها الجمعية لحد الآن فعّالة وإيجابية لاقت استحسان المرضى، والدليل على ذلك، الكم الهائل من المنخرطين الجدد في صفوفنا الذين فاق عددهم ال3000 عضو وهذا دليل على إحساس هذه الشرائح بالجهد الكبير الذي نبذله في سبيل تحسين الواقع الاجتماعي للمريض، وأؤكد من هذا المنبر، أن المريض لايزال يعاني كثيرا من جميع النواحي، ويجب تظافر جهود الجميع من أجل تحسين ظروف المرضى. * من خلال هذه المهام، فيما تكمن أهدافكم؟ - تعمل جمعية المصابين بداء السكري من خلال جملة النشاطات المبرمجة على تحقيق جملة من الأهداف التي نعمل من أجل تحقيقها، ويتمثل مسعانا الأول والإستراتيجي في الدفاع عن حقوق المرضى وضمان حقوقهم وتعريفهم بخدمات صناديق الضمان الاجتماعي، ومتابعتهم الدورية في العيادات والمستشفيات، كما نعمل على تقديم حصص التوعية من أجل التحسيس بضرورة الكشف المبكّر والمستمر لمرضى السكري، ويبقى هذا الجانب مغيّبا في أذهان الكثيرين، ما يجعل العلاج في المراحل المتأخرة صعبا على الأطباء والجمعية. * كيف ترون الواقع الاجتماعي لمرضى السكري؟ - في حقيقة الأمر، تبقى الظروف الاجتماعية التي تعيشها شريحة مرضى السكري في بلادنا جد مزرية، في ظل ارتفاع تكاليف التحاليل التي تتجاوز ال5000 دج، وصور الأشعة ب7000 دج، وتبقى التعويضات الممنوحة من صندوق الضمان الاجتماعي جد قليلة، فهي لا تتجاوز في الغالب ال10 بالمئة في هذا الجانب، وأغلب المرضى المتقاعدين لا يقدرون على تسديد هذه الفواتير الباهظة، أما بالنسبة لشريحة المعوزين، فهي حقا تعاني البؤس الحقيقي نتيجة فقدان جميع حقوقها. * وما هي إجراءاتكم في هذا الإطار؟ - بالطبع، نقوم دائما بتحضير خطة للعمل بإشراك الجميع، ونعمل بحزم من أجل تخطي هذه العراقيل والمشاكل اليومية التي تواجه مرضى السكري، وفي هذا الجانب، قمنا بتقديم مجموعة من الشكاوى على مستوى الفيدرالية التي تقوم بدراسة جميع الملفات المقدمة من طرفنا، ولكن تبقى المشكلة الكبيرة التي تواجههنا مع الضمان الاجتماعي زيادة نسب التعويضات المقدمة للمرضى، حيث تبقى نسبة التعويض، في حقيقة الأمر، بعيدة عن طموحات جميع المرضى دون استثناء. * ما هي التحديات الحالية التي تواجهكم؟ - نقول بأن جميع الأنشطة الجمعوية والخيرية تواجهها عراقيل ومشاكل تحول دون أداء مهامها بالشكل المطلوب، وفي هذا السياق، نواجه حاليا أكبر تحدٍّ ويتمثل في البيروقراطية الإدارية التي تتماطل في دراسة ملفاتنا، لأن الحالة الاجتماعية للكثير من المرضى لم تعد تحتمل الانتظار، من جهة أخرى، نعاني من نقص كبير في المقرات لاستيعاب المرضى خصوصا القادمين من ولايات مجاورة، ويبقى النقل جانبا آخر يجب أن ندرجه ضمن مشاكلنا الحالية. * هل من برامج في الأفق؟ - سؤال وجيه، نقوم دائما بتحضير خطة عمل تقوم على رؤية مستقبلية ومشاريع في الأفق، تماشيا مع إمكاناتنا وطاقاتنا البشرية المتميزة بجملة من الأطباء والمختصين، ونعمل حاليا على التحضير لمخيمات صيفية لفائدة عائلات أطفال مرضى السكري من ذوي الدخل المحدود خاصة، وقدّمنا الملف للسلطات المحلية بالولاية ونحن ننتظر الرد. * كلمة أخيرة؟ - من خلال هذا المنبر الإعلامي، أوجّه ندائي إلى جميع المسؤولين وصانعي القرار بأن يدعموا مساعي الفيدرالية الوطنية لمرضى السكري، التي لازالت تعاني مشاكل وتحديات جسام، في ظل الظروف الاجتماعية الصعبة التي يواجهها أغلب مرضى السكري، ولا ننسى دوركم الإعلامي الكبير لتبليغ ما نسعى إليه من أهداف اجتماعية نبيلة.