- الدراسات الحديثة تثبت فعاليتها في مكافحة الأمراض استغنت الكثير من الامهات الجزائريات عن الإرضاع الطبيعي وفطام ابنائهن، واصبح البديل الصناعي الملجأ الوحيد لتزويد ابنائهن بهذا النوع من الحليب، حيث أضحى الإستخدام الواسع للحليب الصناعي محل جدل وسط الشارع الجزائري، بفعل التحول الكبير في سلوكيات الام تجاه رضيعها، وعلى الرغم من أن الرضاعة الطبيعة ضرورية للنمو العقلي والبسيكولوجي السليم للطفل، إلا أن الكثير من الأمهات قد إستغنت عنه في الوقت الحالي، وتؤكد الدراسات الفوائد الجمّة للحليب الطبيعي ودوره في مكافحة الأمراض التي قد يتعرض لها الطفل في مراحله العمرية المختلفة. تغذية المولود الحالية تختلف عن السابق اصبحت الكثير من الامهات تعتمد على نمط جديد في طريقة التربية الغذائية للأولاد منذ نعومة اظفارهم، خصوصا مع الانتشار الكبير للمواد الاصطناعية البديلة المعوضة لحليب الام الطبيعي الغني بالفيتامينات الطبيعية الضرورية في النمو، حيث تجد مختلف الانواع والماركات المحلية والعالمية للحليب الإصطناعي المخصص للأطفال بمحلات المواد الغذائية والصيدليات التي لا تخلو رفوفها من هذه المادة، وأكد لنا الكثير من المواطنين الذين تحدثنا إليهم في هذا الخصوص، أن المواد المصنعة اصبحت تشهد رواجا فائق النظير واتجهت الى التخصص عند الكثير من التجار، نظرا للطلب اليومي المتزايد عليها من طرف الكثير من العائلات الجزائرية، والإقبال المتزايد فسرته الكثير من الأمهات بالخوف من تدهور صحتهم بفعل الرضاعة الطبيعية وهي ثقافة متداولة بكثرة اليوم. إقبال كبير على الحليب الاصطناعي يعد الحليب الاصطناعي من بين المكملات الغذائية للطفل الرضيع في مراحله العمرية الأولى، وأضحى منتشرا في معظم المحلات والصيدليات بأنواع وأحجام مختلفة وأصبحت الكثير من الأمهات تمتنع عن تزويد فلذات كبدها بالحليب الطبيعي وهذا ما أكدته لنا احدى السيدات وتقول في هذا الإطار بان الحليب الاصطناعي أضحى ثقافة متداولة عند الكثير من الأمهات لاعتبارات شخصية راجعة لخوف الأم من تدهور صحتها الناجمة عن الرضاعة الطبيعية عكس ما كان شائعا في الماضي بان الأم الرافضة لفطام ولدها تعتبر مريضة وينفر منها المجتمع، ولكن هذه النظرة اليوم تغيرت وأمست موضة العصر وتغيرت الكثير من المعطيات التي كانت مترسبة في أذهان الأسرة والعائلة الجزائرية، بتوفر البديل الاصطناعي، وعلى الرغم من تغير طريقة تفكير السيدات، يبقى الحليب الطبيعي يحتل مكانة رئيسية لتوفيره نموا طبيعيا للطفل السليم، وقد اثبتت الدراسات والاكتشافات الطبية الحديثة الدور الكبير الذي يلعبه حليب الأم في الإعداد النفسي والعاطفي المشترك بين الطرفين. ..ويبقى الأطفال ضحية ثقافات دخيلة وأثبتت جولة قادتنا إلى بعض المحلات والصيدليات الاستعمال الواسع للحليب الاصطناعي بمختلف أنواعه السائل والجاف، على الرغم من أن إستعماله غير كاف في استكمال النمو الطبيعي والسليم للأطفال الرضع خصوصا مع ترسخ بعض الأفكار لدى شريحة عريضة من السيدات تتجلى في عدم فطام أولادهن، وعدم تزويدهم بالحليب الطبيعي في الأسابيع الأولى من الولادة، هذا ما أكدته لنا بعض الممرضات بالمصلحة الاستشافئية بوشنافة بحي بلكور الشعبي بالعاصمة وقالت أن الكثير من السيدات اللواتي يتقدمن لمصلحة طب الأطفال يعزفن عن رضاعة أولادهن طبيعيا، ما يسبّب أمراضا ومضاعفات لدى الكثير من الرضع وتضيف على الرغم من توعيتهن بضرورة تزويد الطفل بحليب الأم، إلا أن هذه الثقافة لازالت راسخة في عقولهن خوفا على صحتهن، وقد صادفتنا حالات لبعض الأطفال المرضى من يشكون نقص الفيتامينات وهزال جسدي حاد، جراء استعمال الحليب الصناعي الذي يعتبر من بين المكملات الغذائية وليس عاملا في النمو ، كما بينت لنا الدكتورة معمر مختصة نفسانية بنفس المصلحة، أن الحالات المرضية التي تصيب سلوك الكثير من الأطفال في المراحل العمرية الأولى يكون سببها في الغالب الانقطاع العاطفي بين الأم والرضيع وهو ما يسبّبه الحرمان من الحليب الطبيعي. طبيبة أطفال: حليب الأم يقوي مناعة الجسم أكدت الدكتورة كيبوا معوش، المختصة في طب الأطفال في تصريح ل السياسي ، أن لحليب الأم فوائد كبيرة على الطفل خصوصا خلال الشهور الستة الأولى ما يؤمن للطفل النمو بطريقة دورية ومستمرة، وتساءلت طبيبة الأطفال عن العزوف الكبير للكثير من النساء عن الرضاعة الطبيعية موضحة بان اغلب الحالات المرضية للأطفال في المراحل العمرية الأولى ناجمة عن نقص في مناعة الجسم عند الصغير في ظل إعتماد الكثيرين على الحليب الاصطناعي عوض الحليب الطبيعي، ويعتبر الحليب الصناعي كمكمل غذائي ينصح استعماله بعد الشهر السابع، وبينت الدكتورة بان الدراسات الحديثة كشفت عن حالات الجفاء النفسي المصاحبة لتصرفات الأطفال الذين لم يفطموا من طرف أمهاتهم، وأكدت الدكتورة أن ترسب الحليب في صدر الأم وتعفنه يتسبّب في مخاطر كبيرة تتسبّب في أمراض سرطان الثدي والأضرار المؤثرة على استرخاء الرحم وعودته لمكانه الطبيعي بعد الولادة، كما دعت معوش جميع الأمهات لإعادة الاعتبار للحليب الطبيعي.