لم يتعب بدو تندوف، الذين يصرون على التنقل بخيمهم ومواشيهم، من الترحال من منطقة لأخرى ومن واد إلى آخر، بحثا عن الكلأ وتتبع الأمطار، فقد تعودوا على هذه الحياة التي توارثوها أبا عن جد. وهو نمط معيشي مازال موجودا بتندوف رغم صعوبته، فالمتجول عبر المناطق الرعوية الثمانية المصنفة بالولاية، يصادف عبر أوديتها وحول نقاط المياه بقايا الفرغان، فالفريغ أو الفريق، هو مجموعة خيم ترحل وتقيم في آن واحد وان افترقت أياما لسبب أو لآخر، فإنها ستجتمع يوما ما، فمثل ما هو معروف البدو الرحل إلى جانب الخيم المصنوعة بأنامل نسائهم يمتلكون قطعانا من الغنم وحرصون على الإستقرار بالمناطق التي بها نقاط المياه، لذا، هم دائما في رحلة بحث عن الماء، فرغم صعوبة المناخ والتضاريس وشساعة مناطق الرعي، إلا أن البدو الرحل بتندوف اختاروا تلك الحياة وعن قناعة كاملة، وبحسب أحد الرحل بتندوف، فأكد أنهم ترعرعوا وتربوا في الطبيعة وإعتادواعلى هذه المعيشة، فحين يذهبون إلى المدينة، لا يستطيعون التأقلم مع مناخها، وبالتالي، يشعرون باختناق وضيق في التنفس. وعلى الرغم من شساعة الصحراء وتباعد منابع المياه وصعوبة التنقل إليها، إلا أن البدو الرحل لازالوا يعتمدون على النجوم لبلوغ المكان المطلوب، فهي تعتبر الدليل لهم خاصة في الليل. من جهة ثانية، برامج التنمية التي إعتمدتها ولاية تندوف أولت أهمية بالغة، لتثبيت البدو الرحل في مقر سكناهم من خلال تقديم مختلف الإعانات والمساعدات، لكنهم يصرون على حياة الترحال لدرجة يطالبون فيها بالعلف لماشيتهم أكثر من الخيم.