تجمع عشرات من المواطنين أمس أمام الجامعة المركزية بالعاصمة، استجابة إلى لنداء وحملة واسعة النطاق على المواقع الاجتماعية، مبدين معارضتهم ومقاطعتهم للرئاسيات القادمة وضد حق المجاهد عبد العزيز بوتفليقة في الترشح الذي يكفله القانون ويقر به الدستور الجزائري، ويرى المتتبعون أن هذا دليلا على عدم ديمقراطية هذه الأصوات التي أخافتها شعبية الرئيس فطالبت بعدم ترشحه تحت حجج واهية بدل التوجه إلى الصندوق والقيام بالتغير الديمقراطي، وعكس ما كان يتوقعه منظمو هذا التجمهر، لم تلقَ أي استجابة أو تفاعل من طرف المواطنين. وقد فشل من جديد دعاة المقاطعة فشلا ذريعا ذكرنا بفشل سعيد صامدي 2011 ، حينما كان يدعو لما يسمى بالثورة ضد الرئيس، ويبدو أن الداعين لهذه الوقفة الاحتجاجية مازالوا يخطئون في معرفتهم بالمجتمع الجزائري، وفي كل مرة يعيدون نفس المحاولات البائسة ويفشلون في حشد آلف مواطن عبر الوطن على الأقل، ومن كان يتتبع كل الحشد على صفحات التواصل الاجتماعي والدعوات على الأنترنت وبعض الجرائد الوطنية كان يتوقع نزول عدد كبير من فئات الشعب إلى الشارع، لكن الحقيقة التي لا ينكرها أحد أن الرئيس بوتفليقة أثبت شعبيته وقوته وتواجده مرة أخرى في قلوب والمواطنين الجزائريين، ولاهذا أكبر دليل على فشلهم الذريع أمام قوة المترشح المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، ويتساءل المتتبعون: هل زورت السلطة عقول المواطنين حتى لا ينزلوا إلى الشارع؟ وهل قطعت الطرقات؟ هل أوقفت الحافلات؟، هل عزلت العاصمة وقطعت طرقاتها؟ بكل تأكيد لا، وباعتراف أصحاب المبادرة انفسهم . إن عدم نجاح دعاة المقاطعة منذ 2011 إلى يومنا هذا له تفسير واحد هو أن الشعب الجزائري ملتف حول الدولة وقيادتها الحكيمة المتمثلة في الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ويقول المتتبعون السياسيون والخبراء أن بوتفليقة فاز بانتخابات 17 أفريل مسبقا، مستدلين بذلك بفشل كل الوقفات الاحتجاجية في العاصمة وبعض ولايات الوطن، حيث كانت المشاركة جد ضعيفة ومنعدمة في بعض الولايات هذا ما يؤكد أن الرئيس يحظى بشعبية كبيرة وسط الجماهير. لقد صورت كاميرات العالم كلها تقريبا الضربة الموجعة وخيبة الأمل الكبيرة التي تلقتها المعارضة من قبل الشعب الذي قاطع دعاة المقاطعة، بالفعل هذا انتصار جديد للديمقراطية وحرية التعبير في الجزائر، وبالفعل إن الجزائر تحولت إلى مدرسة يقتدى بها في العالم العربي في مجال التعددية الحزبية والممارسة الديمقراطية.