يشارك المخرج الجزائري المغترب بفرنسا محمد الزاوي بفيلمه عائد إلى مونلوك ، في مسابقة المهرجان الدولي الثامن للأفلام الروائية والتسجيلية لمسقط بعمان من 24 إلى 28 من الشهر الجاري، كما تمّ تصفيته في مسابقة الأفلام الوثائقية للمهرجان الدولي بمونريال كندا ما بين 25 أفريل و3 ماي. ويروي عائد إلى مونلوك ، الذي تبلغ مدته 62 دقيقة وأنتج بالإمكانيات الخاصة للمخرج، قصة المناضل مصطفى بودينة وهو الآن عضو في مجلس الأمة ورئيس الجمعية الجزائرية للمحكوم عليهم بالإعدام، إذ يعود إلى زنزانته بسجن مونلوك رفقة مدير المتحف، حيث يستعيد ذكرياته الأليمة في هذا السجن عن رفاقه الذين حكم عليهم بالإعدام من قبل السلطات الإستعمارية كونهم حاربوا المستعمر الفرنسي وناضلوا من أجل الحرية والاستقلال، حيث تضمن الفيلم مجموعة من الشهادات لرجال سياسة ومحامين ومؤرخين ومعتقلين سابقين جزائريين وفرنسيين، والذين عبرّوا عن آرائهم فيما يخص النظام الاستعماري الفرنسي ورفضه الإعتراف بثورة التحرير الوطني. وكذا لضربه عرض الحائط كل القوانين الإنسانية من خلال التعذيب البشع والإعدام. وفي هذا الفيلم يستذكر، مصطفى بودينة، الذي حكم عليه بالإعدام مرتين خلال ثورة التحرير ماضيه في السجن والتجربة اللا إنسانية التي عاشها، فهو يرجع بالمشاهد سنوات إلى الوراء ليحكي الخوف الدائم الذي يعتريه من ذلك الفجر الفاجع الذي يطرق فيه سجانه أبواب زنزانات المحكوم عليهم بالإعدام ليقتادهم إلى المقصلة. وقد سبق أن حاز الفيلم على العديد من الجوائز، أهمها المرتبة الثالثة مع تنويه خاص من لجنة تحكيم المهرجان الدولي التاسع للأفلام التسجيلية بفيلم عائد إلى مونلوك الذي لقي ترحيبا كبيرا من المشاركين، وكذا الجائزة الأولى خلال الدورة الأخيرة لأيام الشريط الوثائقي بمدينة مستغانم في دورتها الثانية. وقد بدأ مهرجان مسقط يوم الإثنين الماضي ويختتم اليوم 29 من مارس الجاري بمشاركة العديد من دول العالم من بينها: الجزائر، تونس، المغرب، لبنان، العراق، قطر، البحرين، الأردن، فلسطين، سوريا، مصر، الإمارات العربية، الصين، أمريكا، تركيا، الهند، إيران، فرنسا، إيطاليا، وسبعة دول إفريقية، فضلا عن البلد المنظم. ويشارك بالمسابقة (16) فيلما روائيا طويلا، و(9) أفلام من خارج المسابقة، و(51) فيلما روائيا قصيرا داخل المسابقة و(5) أفلام خارج المسابقة، بالإضافة إلى مشاركة (21) فيلما تسجيليا طويلا وقصيرا داخل المسابقة.