يعتبر المنتخب الوطني أحد أفضل المنتخبات في القارة السمراء ويملك تاريخا وتقاليد في كرة القدم، كما أنجب العديد من اللاعبين الكبار بداية من رشيد مخلوفي، لحسن لالماس مرورا بماجر، بلومي، عصاد، دزيري، صايفي، تاسفاوت وصولا إلى بوقرة، زياني، عنتر يحيى، فغولي والبقية، وقد تأسس الاتحاد الجزائري الفاف لكرة القدم مع استقلال الجزائر سنة 1962، وانضم إلى الفيفا سنة 1962 وإلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في سنة 1964. الطريق إلى كأس العالم 2014 يستحق محاربو الصحراء رفع القبعة لهم على الأداء الرائع الذي قدموه طوال التصفيات التي جعلتهم يتسيدون مجموعتهم عن جدارة واستحقاق، حيث وبعد خروجهم من الدور الأول في جنوب إفريقيا 2010، ومشاركة سيئة في كأس إفريقيا 2013، كانت التصفيات المؤهلة إلى البرازيل 2014 جيدة للمنتخب الوطني، إذ فاز في خمس مباريات من أصل ست، وتصدر مجموعة صعبة ضمت مالي والبنين ورواندا. في الدور الحاسم، لم تكن الجزائر محظوظة بالوقوع مع المنتخب البوركينابي المتألق في الدور الفاصل، حيث فاجأ متتبعي الكرة في القارة السمراء بحلوله وصيفا في كأس إفريقيا الأخيرة، وخسر الخضر ذهابا 2-3 بهدف في الدقائق الأخيرة عن طريق ضربة جزاء كانت بمثابة هدية من الحكم الزامبي سيكازوي الذي أدار المباراة، لكن المحاربين حجزوا بطاقة البرازيل بفوز على أرضهم 1-0 أهلهم بفارق الأهداف المسجلة خارج أرضهم. مشاركاته السابقة في كأس العالم شارك المنتخب الوطني في العرس الكروي ثلاث مرات فقط خلال تاريخه، وكانت بدايته رائعة في إسبانيا 1982 حيث نجح في أول مباراة له في البطولة بأن تغلب على ألمانيا الغربية بنتيجة 2-1 ليصبح أول منتخب إفريقي يفوز على منتخب أوروبي في مباراة مونديالية، وبالرغم من فوزه مرة أخرى في مواجهته الأخيرة أمام الشيلي بنتيجة 3-2 إلا أن خسارته أمام النمسا 0-2 أدت إلى خروجه من دور المجموعات بعد تعادله مع المنتخب النمساوي في عدد النقاط بسبب فارق الأهداف، مع وقع فضيحة ترتيب ألمانيا الغربية لمقابلتها الأخيرة مع الشيلي. أما في المكسيك 1986 فكانت الأمور أسوأ حالا، حيث وقع في المجموعة الرابعة مع البرازيل وإسبانيا وأيرلندا الشمالية وبعد خسارتين وتعادل واحد مع أيرلندا تذيل الخضر المجموعة وخرجوا مرة أخرى بعد مرحلة المجموعات. ولم يكن الحال أفضل عام 2010 حيث شهدت جنوب إفريقيا مرة أخرى احتلال المنتخب الوطني المركز الأخير بمجموعته التي ضمت إنجلترا وأمريكا وسلوفينيا بعد خسارتين وتعادل سلبي مع إنجلترا ليحزم ثعالب الصحراء حقائبهم مرة أخرى في الدور الأول ولكن هذه المرة حتى بدون تسجيل أي هدف. نجوم المنتخب مجيد بوڤرة هو صمام الأمان في الدفاع، وسجل هدف التأهل في إياب الدور الفاصل أمام بوركينا فاسو. سفيان فغولي لاعب وسط بارز، فيما يحمل مهدي لحسن المهام الدفاعية في خط الوسط. أصبح إسلام سليماني علامة فارقة في الهجوم خلال التصفيات رفقة هلال العربي سوداني. المدرب الحالي: وحيد حاليلوزيتش. إنجازات المنتخب الوطني: بطل كأس إفريقيا 1990 الميدالية الذهبية في الألعاب الإفريقية سنة 1978. المشاركة في كأس العالم أربع مرات: 1982، 1986، 2010، 2014. الميدالية الذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1975، البرونزية في 1979 والفضية سنة 1993. العوامل التي ساعدت الخضر على التأهل هناك خمسة عوامل ونقاط أساسية كانت وراء تألق المنتخب الوطني خلال مشوار التصفيات الأخيرة، بداية بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، الذي وصف ب القلعة الحصينة ، الذي كان أحد أهم العوامل التي سمحت لمحاربي الصحراء بأداء مشوار مميز، والتأهل إلى مونديال البرازيل، حيث لم ترتجف شباك هذا الملعب سوى مرة واحدة طيلة التصفيات، وكان ذلك في المباراة أمام البينين لحساب الجولة الثالثة من تصفيات المجموعة السابعة، وهذا بتاريخ 26 مارس 2013. ومن بين عشرين مباراة خاضها المنتخب الوطني بمعقله في ملعب مصطفى تشاكر، خرج منتصرا في 17 منها، وثلاثة تعادلات، لكن من دون أن يمنى بأي هزيمة إلى غاية المباراة الأخيرة، والفوز المحقق أمام بوركينافاسو. جمهور من ذهب وإلى جانب الملعب، يشيد الكثيرين بدور جمهور الخضر الذي كان سندا حقيقيا لفريقه خاصة في المباراة الفاصلة ، حيث غصت به مدرجات الملعب ست ساعات قبل انطلاق المباراة، ولم تثنه الأمطار ولا البرد القارس من التنقل بقوة لمساندة فريقه، كما ساعد على رفع الضغط الكبير الذي كان مفروضا على رفقاء القائد مجيد بوقرة، الذي تمكن من افتتاح باب التسجيل وتحرير ملايين الجزائريين. قوي فوق أرضه وصلب خارج قواعده من جهة أخرى، يؤكد الكثيرون بأن المنتخب الوطني كان قويا على أرضه، وفعالا أيضا خارج قواعده، ففي ست مباريات في الدور الثاني من التصفيات، أهدر ثلاث نقاط فقط خارج ملعبه، وذلك عندما سقط أمام مالي 1-2 في المباراة التي جمعتهما بواغادوغو البوركينابية في 12 جوان 2012. وفي ذهاب المباراة الفاصلة كان المنتخب الوطني متعادلا 2-2 حتى قبل خمس دقائق من نهاية المباراة، لولا احتساب الحكم ركلة جزاء لبوركينافاسو. وعلى الرغم من الخسارة، فإن الهدفين اللذين سجلهما المنتخب الوطني خارج ملعبه كانا حاسمين في مباراة العودة. تأهل ثأري للمدرب حاليلوزيتش تمكن المدرب البوسني، وحيد خاليلوزيتش، من تحقيق التأهل مع الجزائر إلى كأس العالم، حيث كان ثأريا بالنسبة لهذا الأخير، بعد إقالته من تدريب منتخب كوت ديفوار، قبل أشهر قليلة من نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، وهذا بعدما خدم لمدة سنتين ونصف السنة بكل إخلاص. وفي هذا الصدد يقول حاليلوزيتش: لقد شعرت بألم كبير جراء هذا الأمر . فبعد سلسلة من 24 مباراة من دون هزيمة، قرر الاتحاد الإيفواري الاستغناء عن خدماته بعد خسارة الأفيال في ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية 2010 على يد الجزائر. وهو ما جعله يقول بعد تحقيق التأهل أمام بوركينافاسو إنها أفضل لحظة في حياتي ، مرددا شعار الجزائريين وان، تو، ثري، فيفا لالجيري . جيل جديد وقصة جديدة يعتبر التأهل الى مونديال البرازيل، جرعة أوكسيجين منعشة بعد النتائج المخيبة التي سجلها المنتخب الوطني على المسرح الدولي. فبعد الغياب عن كأس أمم إفريقيا 2012، أنهى دور المجموعات في كان 2013 بجنوب إفريقيا في المركز الأخير .وإذا كان التأهل إلى نهائيات كأس العالم يعتبر إنجازا بحد ذاته، فإن الجزائر لا تريد هذه المرة الاكتفاء بمجرد المشاركة، وهي تشارك للمرة الرابعة في العرس الكروي العالمي.