أدلى الموريتانيون بأصواتهم، أمس، في انتخابات رئاسية يبدو الرئيس الحالي، محمد ولد عبد العزيز، الأوفر حظا للفوز فيها، في ظل غياب أبرز معارضيه الذين دعوا إلى مقاطعة الاقتراع. ودعي أكثر من 3.1 مليون ناخب مسجل إلى التصويت بعد حملة استمرت أسبوعين هيمن عليها الرئيس المرشح الذي طغت صوره الكبيرة على الصور الصغيرة والنادرة لخصومه الأربعة. وبين المرشحين الأربعة، سيدة هي مريم بنت مولاي إدريس، (57 سنة)، والناشط الحقوقي بيرام ولد الداه ولد اعبيد رئيس منظمة المبادرة من اجل إحياء الكفاح ضد العبودية التي ما زالت تمارس رغم حظرها قانونيا منذ 1981. والمرشحان الآخران ينتميان إلى حزبين في المعارضة التي توصف بالمعتدلة، وهما بيجل ولد هميد رئيس حزب الوئام (سبعة نواب في الجمعية الوطنية)، والقيادي إبراهيم مختار صار النائب والصحافي السابق ورئيس تحالف الديمقراطية والعدالة، الحركة من اجل التجديد. وينتقد المعارضون البارزون للرئيس في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة الطابع الديكتاتوري لنظامه. وقد دعوا إلى مقاطعة الانتخابات التي وصفوها بأنها مهزلة انتخابية تنظم من جانب واحد. ويضم المنتدى الذي يعول على مقاطعة نسبة كبيرة من الناخبين للتصويت، 11 حزبا من تنسيقية المعارضة الديمقراطية وحزب تواصل الإسلامي (16 نائبا في الجمعية الوطنية) وشخصيات مستقلة ونقابات ومنظمات من المجتمع المدني. وتولى الجنرال السابق، عبد العزيز الحكم، إثر انقلاب عسكري في 2008 ثم نظّم انتخابات في 2009 فاز بها لولاية أولى تستمر خمس سنوات. وتبدو موريتانيا اليوم واحة سلام في منطقة الساحل الصحراوي التي تهزها اضطرابات شديدة إثر أزمتي مالي وليبيا. وهي نتيجة قال الرئيس إنها تمت بفضل إعادة تنظيم قدرات الجيش وقوات الأمن، بمساعدة تقنية من فرنسا القوة الاستعمارية السابقة.