لاتزال تداعيات فضيحة تعاون موظف ألماني في وكالة الاستخبارات الألمانية الخارجية بي. آن. دي مع أجهزة أمريكية خارجية تثير زوبعة من ردود الفعل في ألمانيا. وتكتسي هذه القضية حساسية بالغة، خصوصا وأن البلدين دخلا في عملية إعادة بناء الثقة بعد المعلومات التي كشف فيها العميل الأمريكي السابق، إدوارد سنودن، أن الولاياتالمتحدة تقود عمليات تجسس واسعة في ألمانيا طالت حتى الهاتف الشخصي للمستشارة، أنغيلا ميركل. وتعليقا على الفضيحة الجديدة اعتبرت ميركل هذه القضية خطيرة وأوضحت أنه إذا كانت حقيقية، فهي تمثل تناقضا واضحا لما يفترض أن يكون عليه التعاون بين شريكين. وقالت ميركل إذا كانت هذه المزاعم حقيقية، فهي ستكون بالنسبة لي تناقضا واضحا لما اعتبره تعاونا مبنيا على الثقة بين الوكالات والشركاء . وفي سياق متصل، طالب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الولاياتالمتحدة بالمشاركة بإمكانياتها في الكشف عن ملابسات هذه الواقعة. وعن مطالب المعارضة الألمانية بطرد دبلوماسيين أمريكيين من السفارة الأمريكية في برلين، أوضح شتاينماير في الوقت الراهن، سنظل على التزامنا بالترتيب: الكشف عن الملابسات أولا ثم نقرر ما ينبغي فعله . وحتى الآن لم تقم الحكومة الألمانية سوى باستدعاء السفير الأمريكي للحوار في الخارجية الألمانية. وكانت السلطات الألمانية اعتقلت الموظف في وكالة الاستخبارات الألمانية الخارجية بي. آن. دي يوم الأربعاء الماضي. وبحسب معلومات وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ)، اعترف المتهم بتسريب 218 وثيقة إلى أجهزة استخباراتية أمريكية على مدار عامين مقابل 25 ألف يورو. ووفقا لبيانات بي.إن.دي، لا تتضمن تلك الوثائق معلومات حساسة.