احتفل الجزائريون أول أمس على غرار الأمة الإسلامية بعيد الأضحى المبارك في جو من الفرح والبهجة، كانت السمة البارزة على مختلف ولايات الوطن، فرغم الأمطار الغزيرة المتساقطة على بعض المناطق احتفل مواطنو سائر ولايات الوطن بعيد الأضحى المبارك في أجمل مظاهر الابتهاج الممزوجة بأجواء إيمانية والتمسك بأواصر صلة الرحم. توافد جموع المصلين لتأدية صلاة العيد بطلوع فجر أول يوم من أيام عيد الأضحى المبارك، تعالت التكبيرات والتسابيح من مآذن المساجد في مختلف ربوع الوطن، ليبدأ توافد جموع المصلين لتأدية صلاة العيد وامتلأت بهم المساجد والساحات المجاورة لها في أجواء روحانية وإيمانية كبيرة، وبعد تأدية الصلاة والاستماع لخطبة العيد، حيث كانت هذه المناسبة الدينية الجليلة فرصة للائمة للتذكير من أعلى المنابر جموع المؤمنين الذين غصت بهم بيوت الله العامرة بالعبرة من إحياء عيد الأضحى المبارك ومعاني الامتثال لأوامر الله عز وجل والتي تجلت في صبر وطاعة النبي سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام لها عندما أمره سبحانه وتعالى بنحر ابنه إسماعيل عليه السلام. ليخرج بعدها المُصلون وتمتلئ بهم الأزقة والشوارع وهم يتصافحون ويتعانقون متبادلين التهاني بينهم حتى ولو كانوا لا يعرفون بعضهم، ففي العيد تحطّم الحواجز وتقدّم التهاني لكل المارة دون التفريق بينهم، هذا وتعتبر الأسر الجزائرية عيد الأضحى المبارك كغيره من الأعياد الدينية الاخرى من أجل لم شمل العائلات وتوطيد صلة الرحم بينهم. وما ميز الأحياء خلال صبيحة العيد هو استعداد المواطنين لعملية النحر والحضور المكثف للكباش وذلك لتطبيق السنة المؤكدة لسيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام عندما أقدم على ذبح ابنه إسماعيل قربانا لله تعالى ففداه الله بذبح عظيم. ولنقل أجواء العيد التي تطغى على الأسر تقربت السياسي من بعض النسوة، فسردن علينا بعضها لتقول في هذا الصدد خالتي فاطمة 68 سنة إن عيد الأضحى المبارك يتميز بالكثير من العادات والتقاليد منذ زمن على مستوى أغلب الأسر الجزائرية التي تتحد في بعض الأعراف على غرار وضع الحناء على رأس الكبش كعادة حميدة لجلب الفال الحسن، ومنها حتى من تزين قرونه بالحاشية ذات اللون الوردي لأخذ صور فوتوغرافية مع الأطفال تبقى ذكرى لهم، وختمت بالقول أنها كلها عادات تعبر عن فرحة الكل بتلك السنة الحميدة. ومن جهتها تضيف وردة من العاصمة رغم اختلاف بعض العادات والتقاليد إلا أننا نحتفل وبهذه المناسبة الدينية في أجواء تسودها الفرحة والطمأنينة . الذبح والسلخ من صور التعاون والتضامن ... وفي صورة أخرى من التعاون و التآزر التي تميز الشعب الجزائري فقد تجسدت هذه المرة في عملية الذبح، حيث ان العديد من الأقارب وحتى الجيران يتعاونون في ذبح أضاحيهم وسلخها هذا ما لاحظناه في عدد من الاحياء رغم التهاطل الكبير للأمطار لمسنا مدى التحام الجيران بعضهم ببعض، حيث يقول أسامة انه في كل سنة يتعاون هو وأبناء حيه لذبح جميع أضاحي الحي حتى ينتهوا منها وكذلك النساء تقوم بمساعدة بعضها البعض في غسل الدوارة والبوزلوف، ليضيف في ذات السياق محدثنا هناك من هو كبير في السن وهناك من هو مريض وكذلك هناك من لا يستطيع الذبح والسلخ لوحده فنحن جميعنا هنا إخوة وعيد الأضحى هو فرصة لنبد الخلافات بيننا وهذه المناسبة فرصة لتجسيد معالم التعاون والتضامن فيما بيننا . الدوارة والبوزلوف تتربع على موائد الجزائريين هذا وتنوعت مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة الدينية من منطقة لأخرى تبعا للعادات والتقاليد، حيث تختلف وتتنوع الاطباق التي تقوم الاسر الجزائرية بتحضيرها ايام عيد الاضحى المبارك، فزيادة على عادة الشواء التي تعتبر تقليدا لاغلبية الاسر الجزائرية من الشمال إلى الجنوب هناك عدة اطباق تقليدية تقوم ربات البيوت بإعدادها في عيد الاضحي المبارك والتي يكون فيها لحم الخروف من المكونات الاساسية في الطبق المحضر، ومن الاطباق الاكثر شهرة والتي نالت شهرة عالمية حتى أصبح الكثير من الطباخين العالمين يطهونها نجد طبق البوزلوف والذي يتكون من راس واطراف الخروف، وهذا على غرار طبق الدوارة وطبق العصبان و البكبوكة اللذان لا تستغنيان عنهما أي عائلة جزائرية فهما من الاكلات الاساسية يومي العيد حيث ان جل العائلات الجزائرية تقوم بطهيها وتختلف طريقة الاعداد من منطقة الى اخرى فهناك في منطقة الغرب من يستعمل توابل خاصة بهدا الطبق بالاضافة الى الفلفل الحار، حيث يعطي مذاقا مختلفا كما اننا كبرنا ووجدنا اهلنا يحضرونها، حيث تقول سامية أن حتى ولم ياكل اولادها الدوارة والبوزلوف إلا انها لا يمكنها الاستغناء عنهما خلال يومي العيد وتختلف باقي الاطباق المحضرة فنجد بمنطقة الشرق البربوشة بلحم الخروف والمتكون اساسا من الكسكس واللحم هذا وتستمر مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى المبارك بولايات جنوب الوطن بإحياء عادات متوارثة عبر الأجيال تختلف في مظاهرها من منطقة إلى أخرى والتي تتمثل بالخصوص في إقامة مآدب وسهرات عائلية وتبادل أطباق لحوم الأضاحي في أجواء تكرس في مضمونها أسمى معاني صلة الرحم والتراحم بين أفراد المجتمع الواحد. وللمرضى نصيب في يوم العيد وأكثر ما ميز أجواء العيد الأضاحي التي عمت بها الشوارع والأحياء وسط فرحة الأطفال الذين يتابعون مجريات عملية النحر والسلخ التي يقوم بها الكبار. فضل العديد من المواطنين التوجه إلى المستشفيات لعيادة المرضى والتخفيف معاناتهم ومشاركتهم فرحة العيد، حيث خصص بعض المحسنون من وقتهم من يوم العيد قسطاً كبيراً لزيارة المرضى حتى وإن لم يكونوا من أقربائهم، حيث يقول يوسف من البليدة انه معتاد على زيارة المرضى رغم أنه ليس لديه من يطمئن عليه في المشفى حيث تجد الكثيرين يُسنون سنة حسنة ويمشون عليها هم وعائلاتهم، وهو ما أجمع عليه العيد من المواطنين ممن التقتهم السياسي في يوم العيد بمستشفى بارني بحسين داي على غرار زيارة الأهل والأقارب وغيرها من الأمور التي تميز هذه المناسبات الدينية خاصة إلا أننا قررنا هذه المرة أن نقوم بتنظيم زيارة خاصة للمرضى في المستشفيات وتقديم بعض الهدايا والحلويات بقصد إدخال الفرحة والسرور على المرضى والعائلات التي أجبرت على الابتعاد عن أسرهم يوم العيد والاحتفال معهم، وهذا كله من أجل التخفيف من المعاناة التي يعاني منها هؤلاء المرضى وإحساسهم بالدفء العائلي. وإلى جانب عيادة المرضى في المؤسسات الاستشفائية وتقديم لهم الهدايا ومشاطرتهم أفراح العيد والدعاء لهم بالصحة والعافية توجه مواطنون آخرون إلى المقابر للترحم على موتاهم والتضرع إلى المولى جل جلاله بأن يغمرهم بغفرانه وواسع رحمته. حركة غير عادية وأجواء مميزة تطبع شوارع العاصمة هذا وقد ساهمت وسائل النقل المتوفرة خلال يومي العيد في تنقل المواطنين فعلى غرار القطار والحافلات التي امتلات بالمواطنين فقد ساعد الميترو والترامواي على تنقل المواطنين بكل حرية واطمئنان ليقول في هذا الصدد محمد والذي تنقل من برج الكيفان الى حي بلكور بالعاصمة انه في مرات سابقة كان يجد مشقة كبيرة في الوصول الى بيت أهله رفقة عائلته الصغيرة صبيحة العيد بسبب غياب وسائل النقل إلا أن هذه المرة اختلفت حيث أنه يركب الميترو الدي سهل عليه المهمة وفي وقت وجيز وعلى غرار توفر وسائل النقل شهدت شوارع العاصمة وبعض الولايات المجاورة حركة نشاط كبيرة لم تشهده من قبل خاصة في ظل نجاح نظام المداومة لتوفير الخدمات للمواطنين على مستوى المتاجر والمخابز ومحطات الوقود وقد ابدى عديد من المواطنين ارتياحهم من التزام اصحاب المحلات بتعليمية وزارة التجارة، حيث يقول حسين من العاصمة انه في الاعياد السابقة كنا نقطع مسافات كبيرة حتى نجد محلا فاتحا والآن والحمد لله كل المحلات مفتوحة، كما يقول عمر من بلكور، أنه كان في السابق البحث عن الخبز يوم العيد يشبه التنقيب عن الذهب لكن هذه المرة والحمد لله كل شيء متوفر فالمخابز جلها مفتوحة ومتوفرة على الخبز.
السياسي ترصد أجواء العيد مع لاعبي الخضر كشفت لنا بعض الوجوه الكروية الجزائرية عن كيفية قضائها لعيد الأضحى في دردشة شيقة أجريناها معهم. رابح ماجر: أحب المشوي في عيد الأضحى كشف لنا أسطورة الكرة الجزائرية رابح ماجر، أنه يقضي أيام العيد مثل كل الجزائرين، حيث أنه يحافظ دائما على تقاليده وهي شراء أضحية العيد والتحلي بالقيم الدينية والمتمثلة في أداء الصلاة نهار يوم العيد ثم ذبح الأضحية فيما بعدها. وعاد بنا محدثنا إلى الأيام عيد الأضحى التي قضها في أوربا خاصة في البرتغال، حيث قال: أوروبا لم تحرمني من المحافظة على تقاليدي الدينية في أيام العيد، حيث أنني كنت أقضي أيام العيد بشكل عادي، صحيح لم أكن أشتري أضحية العيد لأسباب قانونية خاصة بالبلدان الأوربية، حيث كنت أشتري اللحوم من بائعين مسلمين متواجدين هناك . وقال لنا نجم بورتو سابقا أنه يحب المشوي في أيام عيد الأضحى. عمر بطروني: أملك ذكريات رائعة في عيد الأضحى لما كنت لاعبا قال لنا نجم فريق جبهة التحرير الوطني عمر بطروني أن يقضي أيام العيد كباقي الجزائريين، حيث أنه ينهض في الصباح الباكر ثم يؤدي صلاة العيد في الحي الذي يقطن فيه وبعدها يقوم بواجبه الديني والمتمثل في ذبح كبش العيد رفقة العائلة وأبناء الحي. كما قال بطروني أنه يملك ذكريات كبيرة في عيد الأضحى خاصة عندما كان لاعبا . قضيت أيام عيد الأضحى رائعه لما كنت لاعبا، حيث أنني عشت هذه المناسبة رفقة زملائي لما كنت ألعب لنادي مولودية العاصمة، كانت ذكريات رائعة من صعب نسيناها ، صرح محدثنا. حسين ياحي: لا يمكنني أن أتصور عيد الأضحى بدون الدوارة في حديث صحفي حصري مع السياسي . قال لنا نجم المنتخب الوطني في الثمانينات حسين ياحي أنه يحب كثيرا أجواء عيد الأضحى خاصة عندما يقضي هذا اليوم الكبير رفقة العائلة وأبناء الحي الذي يقطن فيه. أحب أن أقضي أيام عيد الأضحى كباقي الناس كوني أعشق الأجواء التي يصنعها الأشخاص في هذا اليوم العظيم ، قال ياحي. كما كشف لنا أنه يحب الدوارة في أكلة كبش العيد. عبد الحميد زوبا: أحب الأجواء العائلية في عيد الأضحى صرح لنا أحد أعمدة فريق جبهة التحرير الوطني عبد الحيد زوبا، أن يوم العيد يعد من أحلى أيامه في السنة، كونه يحب الأجواء التي تعرفها هذا المناسبة الدينية. أحب كثيرا هذه المناسبة الدينية، عيد الأضحى يدفع الناس إلى فعل الخير والتسامح فيما بينهم خاصة بين العائلات، إنه يوم عظيم بالنسبة لكل المسلمين ، قال زوبا. عبد الرؤوف زاربي: أجواء عيد الأضحى في فرنسا لا تختلف عن نظيرتها بالجزائر صرح لنا نجم المنتخب الوطني سابقا عبد الرؤوف زاربي من فرنسا، أنه قضى يوم العيد في أجواء رائعة لا تختلف كثيرا عن نظيرتها في الجزائر بالرغم من أن قضاء هذه المناسبة الكبيرة مع العائلة ورفقة أبناء الحي لا يمكن تعويضه. إطارات الشرطة تشارك المواطنين فرحة العيد
شاركت مصالح المديرية العامة للأمن الوطني صباح أولى أيام العيد، المواطنين فرحة حلول عيد الاضحى المبارك عبر كافة ولايات الوطن، حيث أجرى مسؤولو مكاتب الاتصال والعلاقات العامة وفرق حماية الطفولة للأمن الوطني زيارات معايدة لعدد من دور الطفولة المسعفة وأقسام جرحى حوادث المرور بالمستشفيات، حيث قدمت لهم تهاني العيد ووزعت عليهم الورود والهدايا. وأكدت إدارة الاعلام والعلاقات العامة بالمديرية العامة للأمن الوطني أن هذه المبادرة تدخل في إطار الحرص على تنفيذ رؤية اللواء هامل عبد الغني المدير العام للأمن الوطني القاضية بتواصل كافة أفراد جهاز الشرطة بمختلف الشرائح الاجتماعية مؤكداً أن هذا ليس بجديد، وإنما أصبح تقليدا، برز في العديد من المناسبات والأعياد الوطنية. وتجدر الإشارة إلى أن إدارات المستشفيات ودور الطفولة المسعفة، استقبلت وفود مصالح الأمن الوطني بحفاوة بالغة، مثمنة تواصل هذه المبادرة نظرا لأهميتها في تعزيز العلاقة المتميزة بين الشرطة والمجتمع.