جدد الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي خلال رسالة وجهها للضباط وضباط الصف والجنود بمناسبة الإحتفال بالذكرى ال60 لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة عزمه الثابت لمواصلة مشوار تطوير وعصرنة الجيش الوطني الشعبي والارتقاء بقدراته الدفاعية إلى ما يتوافق والحفاظ على سيادة الجزائر وعزتها واستقرارها ونمائها، تكريسا لطموحات الشعب الجزائري الوفي لمبادئ وقيم أسلافه الميامين. وأوضح الفريق أحمد قايد صالح أنه للمحافظة على هذه القيم وتدعيم هذه المكتسبات يستوجب على كافة الأفراد العسكريين كل في مجال عمله وحدود صلاحياته، التحلي باليقظة المستمرة الكفيلة بالتصدي لكل ما من شأنه المساس بأمن الجزائر واستقرارها، وقال نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي إنكم تقفون بهامات شامخة في هذه الليلة النوفمبرية الخالدة، وقفة إجلال وإكبار لوطنكم الجزائر، التي تستحضر كل سنة في مثل هذا اليوم من هذا الشهر الأغر، بواعث الفخر بما تزخر به من رصيد تاريخي مضيء، وتتوشح زاهية بوسام المجد الذي صنعته أجيال نوفمبر الخالد، هؤلاء الرجال الذين سمت نفوسهم إلى عنان السماء، فاصطفاهم الله عز وجل وقيضهم لنيل شرف القيام بهذه المهمة الجليلة، التي بها حفظوا الجزائر وبفضلها ثم بفضلكم أنتم أيها الرجال، ستبقى بلادنا محفوظة بحفظ الله تعالى ومنصورة بنصره عز وجل إلى أبد الآبدين وأضاف إن نبتة نوفمبر المباركة هي جديرة بأن يحق فيها قول الله تعالى كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.. فرسوخ قيم ومبادئ ثورة شعبكم الضاربة في أعماق التاريخ وعلو شأنها وسمو أهدافها ورفعة مقامها، تجعل منها منبعا لا ينضب من العبر والدروس والعظات، وقبسا دائم السطوع والتوقد، يهتدي بنوره أبناء الجزائر، ويشقون بفضله طريقهم بإصرار كبير نحو مواصلة الدرب الآمن والمأمون بكل وعي وتبصر واضعين الجزائر في أعينهم ومدثريها برموشهم متوكلين في ذلك، أولا وأخيرا على الله تعالى، متضرعين إليه سبحانه بأن يعينهم على الإمساك بتلابيب القوة الكافية والوافية الكفيلة بمنحهم القدرة على الاستمرار في ترصيع تاريخ الجزائر وأيامها بجواهر العز ونفائس الأعمال العامرة بالإنجازات والانتصارات وأبرز الفريق قايد صالح أن أول نوفمبر 1954 هو من طينة الأيام الولودة التي برهنت من خلالها الثورة التحريرية المظفرة، على أنها قادرة على إعلاء كلمتها والصدح بصوتها عاليا وفرض منطقها الثوري المسنود بعدالة قضيتها وشرعية مطالبها، فعلى الرغم من فداحة الخسائر البشرية وحجم التضحيات المقدمة، إلا أن صفحات هذا اليوم كانت صفعة أخرى من الصفعات المتكررة التي ما فتئ الاستعمار الفرنسي يتلقاها على أيدي أحرار الجزائر. وأضاف الفريق قايد صالح إن نعمة السلم والاستقرار التي يسهر في الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني طبقا لتعليمات رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، رفقة كافة الخيرين من أبناء هذا الوطن الغالي، على إرساء قواعدها الصلبة وتثبيت أسسها المتينة، لم تكن لتتحقق وتتجسد على أرض الواقع لولا تضحيات الرجال البواسل الذين ضحوا بالنفس والنفيس وعاهدوا الله على أن يبقى هذا البلد الآمن حرا وسيد قراره إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولولا كذلك إدراكنا ووعينا التام لأبعاد كافة التهديدات المحدقة والمحيطة بنا والرهانات التي ينبغي كسبها. أغتنم نائب وزير الدفاع الوطني هذه السانحة للإعراب عن تمنياته بالمزيد من التوفيق والسداد في مساعي أفراد الجيش النبيلة والسامية الرامية إلى تحقيق حلم الشهداء الأبرار المتمثل في عزة الجزائر وسؤددها، وأؤكد لكم، مرة أخرى، على عزمنا الثابت واليقيني لمواصلة مشوار تطوير وعصرنة الجيش الوطني الشعبي والارتقاء بقدراته الدفاعية إلى ما يتوافق والحفاظ على سيادة الجزائر وعزتها واستقرارها ونمائها، تكريسا لطموحات شعبنا الوفي لمبادئ وقيم أسلافه الميامين. فالمحافظة على هذه القيم وتدعيم هذه المكتسبات يستوجب بالضرورة من كافة الأفراد العسكريين كل في مجال عمله وحدود صلاحياته، التحلي باليقظة المستمرة الكفيلة بالتصدي لكل ما من شأنه المساس بأمن الجزائر واستقرارها ، وفي الأخير ترحم رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أمام أرواح الشهداء الأبرار الذين فدوا الجزائر بدمائهم الزكية وضحوا بالنفس والنفيس في سبيل حرية هذا الوطن.