تهتم العديد من الجمعيات بالطفل لاعتباره ركيزة المجتمع واللبنة الأولى لبناء إنسان الغد المتطور وصناعة قادة المستقبل، ومن بين الجمعيات التي تسعى لتكوين الأطفال في المجالات العلمية والثقافية وتحفيزهم على الدراسة والمطالعة وجعلهم قادرين على تحمل المسؤولية تجاه أنفسهم ووطنهم، جمعية الطفولة السعيدة في ولاية غرداية، وللتعرف أكثر على هذه الأخيرة، حاورت السياسي الأمين العام والمكلف بالإعلام سليمان بن أيوب، الذي أكد لنا على ضرورة الاهتمام بشريحة الأطفال. متى تأسست جمعية الطفولة السعيدة بالعطف؟ - تعتبر الجمعية ذات طابع اجتماعي، تربوي، بدأت عملها في 30 جوان 2004 في منطقة العطف بولاية غرداية، تضم أزيد من 500 منخرط وتهتم بشريحة الأطفال بصفة خاصة حيث تقدم لهم مجموعة من النشاطات تقوي مهاراتهم البدنية والفكرية وتنمي فيهم روح العمل وحب المعرفة والمطالعة وقد استطاعت الجمعية ان تشمل بنشاطاتها ومشاريعها منذ التأسيس أزيد من 12 ألف طفل. وماذا عن النشاطات التي تقومون بها؟ - أول مشروع بدأنا به العمل هو مشروع الموهوب الصغير ويشمل المرافقة النفسية والتربوية للأطفال في الطور الأول من خلال القيام بنشاطات مختلفة، بالإضافة الى مشروع المرافقة الدراسية والمطالعة للأطفال والتكوين في اللغات الأجنبية، كما نقوم بالمشاركة في مختلف الفعاليات والمناسبات الوطنية آخرها كان في إطار الاحتفال الذكرى الستون لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة وبدعوة من ابتدائية المجاهد أسماوي عيسى ببلدية العطف بولاية غرداية، نظمت الجمعية ورشات الطفل والكتاب في رحاب المؤسسة التربوية حيث كان التلاميذ في الموعد وتفاعلوا كثيرا مع البرنامج من خلال الورشات التي نظمت بالمناسبة وهي المطالعة، الرسم، المنبر الحر، الشطرنج، بمشاركة فوجين تربويين من ابتدائية الشيخ حاج مسعود سعيد ، وعدد الأطفال المشاركين ناهز ال190 تلميذ، واختتمت الفعاليات في أجواء رائعة بإهداء الجمعية لكمية من القصص والكتب لمكتبة المؤسسة تشجيعا منها على مشروع المطالعة للأطفال، بالإضافة الى المخيمات الصيفية التي ننظمها للأطفال ورحلات استكشافية داخل وخارج الولاية. كانت لديكم مشاركة في الملتقى الثاني للكتب والطفل، فهل من تفاصيل أكثر؟ - شاركنا في الملتقى المغاربي الثاني للكتاب والطفل حيث نظمت قافلة الجزائر للطفل والكتاب بسيدي بوزيد بتونس الشقيقة، حيث نجحنا في توسيع مشروع تحبيب المطالعة للأطفال، وقد نظمنا ورشات متنوعة كالمطالعة والرسم والمنبر الحر، وتجاوب أطفال مدينة سيدي بوزيد مع الورشات وأبدوا سعادتهم الكبيرة لهذا البرنامج، وأهدت جمعيتنا هدايا للأطفال المتفوقين في الورشات، كما أهدت لكل طفل مشارك كتابا، تجسيدا لشعارها حتى تكون المطالعة حق كل طفل مغاربي . وتنظم الجمعية في كل مرة قافلة الجزائر للطفل والكتاب التي جابت عدة ولايات منها تندوف، إيليزي، سكيكدة وغيرها قامت خلالها بعدة نشاطات كما فتحت ورشات وقد تجاوب الأطفال مع مختلف الورشات التي نظمت بالمناسبة، كما تم اكتشاف العديد من المواهب ولا أدل من ذلك الطموحات المستقبلية للبراعم بين طبيب او مهندسة أو طيار أو معلمة حتى تكون المطالعة حق كل طفل جزائري حيث نطمح الى ان نصل الى 48 ولاية بحلول 2018، بحول الله. إلى ما تهدفون من وراء جل هذه الأنشطة؟ - الهدف الأول هو تحبيب الطفل في الكتاب والمطالعة وتحفيزه على الدراسة والعناية به في الجانب العلمي والثقافي واكتشاف مواهبه ومهاراته، لان الطفل هو جيل ومستقبل الوطن، فعلينا تكوينه والاهتمام به. من أين تتلقى الجمعية دعمها المالي؟ - بالنسبة لتمويل المشاريع، فإننا نحصل عليه من السلطات المحلية للمنطقة، فكل مشروع له وجهته الخاصة، فهناك مديرية الثقافة ومديرية الشباب والرياضة وغيرها من مديريات الولاية التي تمد لنا يد العون في مختلف أعمالنا ونشاطاتنا. هل من مشاكل تعيق عملكم الجمعوي؟ - جمعيتنا كغيرها من الجمعيات تعاني من مشاكل مختلفة لا تؤثر بالضرورة على عملها ونشاطاتها، لكن يبقى نقص الدعم المالي يشكل هاجسا بالنسبة لنا خاصة أننا نسعى الى توسيع نشاطاتنا الهادفة لتشمل جل ربوع الوطن. وماذا عن مشاريعكم المستقبلية؟ - المشروع الذي نحن الآن بصدد التحضير له هو الملتقى الوطني الثاني حول الطفل والكتاب حيث يستضيف الملتقى شخصيات وأساتذة في الاختصاص وسيكون موضوعه حول إشكالية المطالعة والقراءة للطفل. وتعتزم الجمعية إنشاء مركز التسلية والعلوم للأطفال تستفيد منه عدة جمعيات تهتم بشؤون الطفل ولكننا ننتظر الدعم من السلطات حيث نوجه نداء لمديرية التضامن والأسرة من أجل مساعدتنا لإتمام هذا المشروع. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على هذه الالتفاتة الإعلامية الطيبة وأتمنى ان نواصل في هذا العمل الطموح، ليعم بالخير على الطفولة لان الطفل الجزائري شغوف بالمعرفة والاكتشاف والتعلم لذا نسعى الى مساعدته على ذلك.