تدعو التوصيات الجديدة لإدارة مرض السكري من النوع الثاني للبدء السريع في العلاج بكل من الأدوية عن طريق الفم والعلاج بالأنسولين. على الرغم من أن معظم مقدمي الرعاية الصحية يتفقون على أن الأنسولين هو نهج فعال للسيطرة على مرض السكري، إلا أن الكثيرين لا يزالون ينظرون إليه باعْتباره الملاذ الأخير لذلك. حيث يشيرون إلى أن المرضى يترددون في استخدامه. إن الخطوة الأولى للتغلب على الخوف أو التردد من استخدام حقن الأنسولين تكمن في فهم الأسباب الكامنة وراء ذلك من وجهة نظر المُصاب. استعراض بعض العوائق وحلولها - الإعتقاد بأن الحاجة إلى العلاج بالأنسولين تعد مؤشرا على فشل شخصي لإدارة مرض السكري بالشكل المناسب. السبب: اعتقاد شائع. الحل: شَرح داء السكري من النوع الثاني بأنه مرض تدريجي التفاقم سيساعد على تقليل أو حتى منع هذا الاعتقاد الخاطئ. فيجب الإشارة إلى المرضى بأنهم لم يفشلون بإدارة المرض بالعلاجات الأخرى التي استخدموها، ولكن تلك العلاجات هي التي قد خذلتهم. فضلا عن ذلك، فعلى الرغم من أن الأنسولين كان يعد سابقا الملاذ الأخير لعلاج داء السكري من النوع الثاني، إلا أنه قد أصبح الآن ينصح بحقن الأنسولين بشكل متزايد عن أي وقت سابق. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن بدء حقن الأنسولين في وقت مبكر يمكن أن يقي من مضاعفات عديدة، منها أمراض القلب والكلى. - هناك عدد كبير من مصابي السكري الذين يعتقدون أن الأنسولين ليس فعالا في علاج مرض السكري. السبب: على الرغم من أن الأسباب وراء هذا الإعتقاد لم يتم اختبارها، إلا أنها قد تكون نابعة من تجارب شخصية لدى الأصدقاء أو أفراد الأسرة، فقد يكون الأنسولين قد وصف لهم بجرعات غير كافية لخفض مستويات السكر في الدم. الحل: شرح ذلك للمرضى ووصف الجرعة المناسبة لهم. - الخوف من نقص السكر في الدم. السبب: ملاحظة أشخاص يأخذون الإنسولين ويصابون بانخفاض السكر في الدم. الحل: تقييم ما لاحظ المصاب ونتائج هذا الانخفاض، الأمر الذي يعالج خوف المريض. ونشير هنا إلى أنه مع استخدام الأنسولين سريع المفعول والإسولين طويل المفعول، فإن احتمالية حدوث نقص السكر في الدم تقل بشكل كبير. كما أن قلة قليلة من المرضى الذين يعانون من داء السكري من النوع الثاني يصابون فعلا بالنقص الحاد في السكر في الدم. لذلك، فيجب طمأنة المرضى الذين يمكن تعليمهم استراتيجيات حتى يتمكنوا من منع وعلاج نقص السكر في الدم، وبالتالي تجنب الأحداث الشديدة منه. - هناك قلق بين كبار السن أو المرضى الذين يعيشون لوحدهم حول أنهم بمجرد أن يبدؤوا العلاج بالأنسولين سوف تتأثر استقلاليتهم بشكل سلبي. السبب: الخوف من عدم القدرة على أخذ أو إدارة الحقن الخاصة بهم من تلقاء أنفسهم. الحل: توفير المعلومات حول أقلام الأنسولين والأجهزة الأخرى التي تزيد من دقة وسهولة الإدارة، كما وأن اختصاصيي الصحة، كالممرضين، الذين يستطيعون الإتيان للرعاية المنزلية يساعدون على التقليل من هذه العوائق. - احتمالية زيادة الوزن مع البدء باستخدام الأنسولين. السبب: ملاحظة مصابين آخرين. الحل: ترتيب لقاء مع اختصاصي تغذية قبل الشروع في استخدام الأنسولين لتحديد استراتيجيات لمنع زيادة الوزن. فضلا عن ذلك، الأخذ بعين الإعتبار أن زيادة الوزن الناجمة عن الأنسولين لا تختلف عن تلك الناجمة عن استخدام الأدوية الخافضة لمستويات السكر في الدم. - الخوف من الإبر. السبب: على الرغم من أنه قد يكون من الصعب أن تكون متأكدا تماما ما يسبب الخوف، إلا أنه يعتقد أن الأسباب الأكثر شيوعا لهذا الخوف هي ما يلي: - تجربة مزعجة في الطفولة مع الإبر. فعلى سبيل المثال التعرض لإجراء مؤلم في المستشفى أو عند طبيب الأسنان. - الملاحظة الفعلية للطفل لخوف غيره من الكبار منها، أو سماعه لقصة ضمنية بأنها كانت مؤلمة للغاية. السبب: قبل القرن ال20، كان حتى لثقب الجرح غير القاتل فرصة معقولة للتسبب في إصابة التهابية قاتلة. الحل: ممارسة أساليب الإسترخاء إلى أن يقل الخوف أو يزول. فضلا عن ذلك، فالتقدم في صناعة إبر الأنسولين جعلت هذه الإبر غير مؤلمة عمليا. فالإبر المستخدمة اليوم هي رقيقة جدا ومغلفة بمادة السيليكون، ما يجعلها سهلة الإنزلاق. أيضا، يتم حقن الأنسولين في الأنسجة الدهنية في البطن والذراع أو الأرداف، حيث يوجد عدد قليل من النهايات العصبية.