- مواطنون: الإهمال واللامبالاة ساهما في تفشي الظاهرة أضحت الحدائق العمومية اليوم عرضة لعدة مظاهر، حيث تحولت الكثير منها الى فضاء رحب يتوافد إليه العديد من المنحرفين والمتسكعين لاحتساء الخمور فيها، وهو الأمر الذي أثار استياء العديد من العائلات ما جعلها تطلب بضرورة تشديد الرقابة على هذه الأماكن والتي تعد الرئة الثانية للمواطن، وأمام هذا الواقع الذي تشهده العديد من الحدائق، ارتأت السياسي التقرب من بعض المواطنين لمعرفة وجهة نظرهم في الموضوع. قارورات الخمر تكسو الحدائق العمومية تتواجد على مستوى المساحات الخضراء كميات وأكوام من القمامة والأوساخ وقارورات الخمر التي لا تعد ولا تحصى، حيث أصبحت مرتعا لشاربي الخمر وأمام انعدام تكفل مصالح النظافة بها، أصبحت قارورات الخمر بمختلف أصنافها السمة البارزة التي يشاهدها الزائر منذ الوهلة الأولى للعديد من الحدائق العمومية، حيث باتت تعاني من الإهمال وتنتظر التفاتة عاجلة من قبل سلطات البلديات عبر القطاعات الحضرية، وهو ما أعرب عنه العديد من الزوار ممن التقت بهم السياسي خلال جولتها الاستطلاعية التي كانت نحو بعض الحدائق، ليقول في هذا الصدد محمد: على غرار انتشار قارورات الخمر بالحدائق التي هي من المفترض منتزه للعائلات، فإن المساحات الخضراء في الجزائر تعاني كذلك من النفايات العشوائية وتفتقر للصيانة والإضاءة ، مؤكداً في السياق ذاته أن جولة واحدة حول هذه الحدائق تكفي لترى العجب العجاب، حيت وجّه هذا الأخير الاتهام لقسم الحدائق والمتنزهات في البلدية وأكد أنهم مقصرون ولا يتابعون أعمالهم، مبيناً أنه وبعد الاتصال بهم لمحاربة هذه السلوكات اللاأخلاقية يتحجّجون بأن هذا الأمر خارج عن نطاق مسؤوليتهم وهي حجة غير مبررة، على حد قوله. مواطنون: الإهمال واللامبالاة ساهما في انتشار الظاهرة بعدما كانت الحدائق العمومية قبلة العديد من الأسر والعائلات الجزائرية لقضاء عطلة الأسبوع لقضاء ساعات من الطمأنينة والراحة، تحولت اليوم إلى مرتع للمتسكعين، أما السكارى، فلا يحلو لهم شرب النبيذ إلا بين أشجارها، ما جعل صورتها تختلف إلى النقيض، إلى درجة أن مجموعة من الأسر هجرتها بحثا عن أماكن أخرى، وفي هذا السياق، يقول طارق من العاصمة: في الحقيقة، لم أعد أجد أي مكان وسط المدينة أقضي فيه رفقة عائلتي الصغرى لحظات من الطمأنينة والراحة، فليس هناك أي مكان يغري بالزيارة، وهذا أمر محزن للغاية . ولم يكن طارق وحده من له هذا الموقف، بل هناك العديد من المواطنين، الذين يعتبرون أن الفضاء الأخضر بالعاصمة تقلص بشكل كبير لتقول في ذات السياق جميلة التي كانت رفقة أبنائها: إن الوضع الذي آلت إليه الكثير من الحدائق العامة أصبح من الصعب اللجوء إليها، فقد أصبحت ملاذ السكارى والمنحرفين ، وغير بعيد عنها، توجهنا الى حديقة الحرية بالعاصمة أين التقينا ببعض المواطنين الذين تأسفوا على الوضع الذي تشهده هذه الأخيرة بسبب المنحرفين والمتسكعين الذين وجدوا فيها ملاذهم لتعاطي الخمور وهو ما أعرب عنه سفيان، 35 سنة، قائلا: إن هذه الحديقة هي الملجأ الوحيد الذي يأوي إليه كل من أراد كسر الروتين اليومي وقضاء فترات من الترفيه أو التنعم بوقت قليل من الهدوء والسكينة، لينسى تعب يوم كامل أو أسبوع من العمل أو الدراسة وغيرها من المشاغل اليومية، لكن بانتشار مثل هذه الظواهر، أصبح من غير الممكن الخروج رفقة العائلة الى الأماكن العمومية . ولم تكن حديقة الحرية الوحيدة التي اشتكى منها المواطنون، حيث أصبحت حديقة صوفيا هي الأخرى وكرا للمنحرفين والمتسكعين وهو ما أعرب عنه العديد من زوار الحديقة. إمام: انعدام الضمير ساهم في تفشي السلوكات اللاأخلاقية في خضم سيطرة هذا الوضع على العديد من المساحات الخضراء التي كانت من المفترض أن تكون متنفسا للعائلات، أكد الإمام ب. عبد الرحمان أن انعدام الضمير وغياب الأخلاق ساهما في تفشي الظاهرة خاصة وان الامر تعلق بشيء مفروغ منه شرعا، لان الدين حرم الخمر تحريما قطعيا، وتأسف الشيخ للمظهر الذي تشهده المساحات الخضراء اليوم من فوضى هذه المحرمات والمنكرات، والتي وصلت حتى أبواب المؤسسات الدينية والتربوية، ليضيف قائلا: إذا كان لا بد من تواجد شيء حتمي على مستوى أي عاصمة في العالم، فهو بالتأكيد الحدائق العمومية، التي لا بد من أخذها بعين الاعتبار في أي مخطط عمراني، لما لها من انعكاسات إيجابية في حياة المواطن