أصبحت بؤراً للآفات المختلفة المنحرفون يحرمون العائلات من الحدائق العمومية لطالما كانت الحدائق العمومية مقصد العديد من العائلات الجزائرية رفقة أطفالها من اجل الترويح عن النفس والاستمتاع بأشعة الشمس الدافئة حيث نجد أن أغلبية الأماكن امتلأت على الأخر خلال هذا الأسبوع نتيجة الأجواء الربيعة الممزوجة ببعض البرودة بعد موجة البرد التي اجتاحت معظم الولايات. غير أن الحصول على مكان هادئ وآمن لم يعد بالسهولة التي كان عليها سابقا بعدما باتت أغلب المناطق مجرد نقاط سوداء بعد تحولها إلى مفارغ عمومية بالعاصمة ووجهة للمنحرفين، حيث تقلصت مؤخرا هذه المساحات بسبب استحواذ المنحرفين على الكثير منها، حتى أن البعض منها تحول إلى ملجأ للمشردين ومكان لالتقاء العشاق وتعاطي المخدرات من طرف بعض المنحرفين، هذا الوضع أجبر بعض المواطنين وممثلي بعض الأحياء على توجيه مراسلات عديدة ونداءات متكررة إلى الجهات المعنية للتدخل العاجل وإنقاذ ما تبقى من المساحات. في هذا الشأن هناك من المواطنين من استنكر بعض السلوكيات التي يقوم بها مجموعة من الشباب الذين يفتقدون الى الأخلاق نتيجة عدم احترام لا أنفسهم ولا الأشخاص المتواجدين بالمكان حيث سمح البعض من الشباب إلى تحويل مثل هذه الأماكن من مساحات خضراء إلى فضاء مجاني ل"العشاق" ضاربين بذلك حرمة الحدائق العمومية عرض الحائط، على غرار حديقة الألعاب والتسلية ببن عكنون، وأكبر فضاء سياحي برياض الفتح، إضافة إلى عدد من الشواطئ، حيث بات من المستحيل ان يخرج الرجل رفقة عائلته خوفا من مشاهدة أشياء لا تليق ولا تتماشى مع المبادئ. وفي السياق، أكد العديد من المواطنين الذي التقيناهم ببلدية المدنية، المحاذية لمقام الشهيد، أن لعبة المطاردة بين أعوان الأمن وشبان يرتادون هذه الأماكن بنية ليست حسنة باتت قيودا مانعة للخروج والترفيه، خاصة إذا تزامن ذلك مع العطل المدرسية أو الأجواء المشمسة حيث يعتبر هذا المكان من بين الأماكن التي تجذب إليها المواطن ما فرض على المواطنين الخروج مساء للتفادي المشاهد التي لا يرغبون في رؤيتها ما جعل السلطات المسؤولة عن الديوان تقوم بغلق أزيد من 100 محل لأسباب تعود بالفائدة على المصلحة العامة. في هذا الصدد يقول السيد ''مختار'' أنه بالرغم من الأهمية التي تكتسبها المساحات الخضراء في القطاع الحضري بالعاصمة، إلا أن العديد منها تشهد أوضاعا مزرية بسبب حالة الإهمال واللامبالاة التي باتت تميزها خاصة بقلب مدينة الجزائر، ونخص بالذكر الحديقة الموجودة بمحاذاة البريد المركزي والمعروفة بحديقة صوفيا والحدائق الأخرى التي تعيش حالة كارثية منذ سنوات بسبب الممارسات اللاأخلاقية بالإضافة إلى الإهمال الذي أدى إلى تراكم القمامة، وتحول هذا الفضاء إلى مرتع لشتى أنواع الانحلال الأخلاقي فضلا عن تفشي سلوكيات منافية للآداب العامة وأخرى يندى لها الجبين حيث أصبحت هذه الأخيرة ملتقى للمنحرفين وشاربي الخمور، فرغم تواجدها بالقرب من أغنى بلديات العاصمة وهي بلدية الجزائر الوسطى إلا أنها باتت نقطة سوداء للولاية وزوارها وما زاد من حجم هذه الحالة السيئة تراكم الأوساخ وقارورات الخمر في كل مكان. في الوقت نفسه اختارت الكثير من العائلات حديقة الحيوانات وقصر المعارض والفضاءات التجارية، التي سجلت أكبر عدد للزوار خلال العطل المنصرمة، إذ أصبحت القبلة والمتنفس الوحيد الذي يتماشى ومبادئ الأسر المحافظة حيث أفادتنا إحدى السيدات التي كانت رفقة أطفالها برأيها من خلال قولها:( أصبح من الممنوع اللجوء إلى أكبر المنتزهات بالعاصمة لذا اتخذت من حديقة الحيوانات بالحامة الوجهة المفضلة لي ولأطفالي لما تتوفر عليه من أمن ومراقبة مما يعني راحة البال والتنزه دون خجل رفقة الأطفال).