عرفت معظم بلديات العاصمة في الفترة الأخيرة، انتشارا كبيرا وملفتا للانتباه لمحلات الفاست فود و البيتزا ، التي استطاع أصحابها استقطاب عدد كبير من الزبائن بأكلاتها الخفيفة والمميزة، كل منها يسعى بطريقته الخاصة للظفر بقلب الزبون وهو ما لاحظته السياسي خلال تجولها بين أرجاء العاصمة، إلا ان الكثير من المواطنين قد يجهلون الأخطار الصحية الناجمة عن هذه الأغذية والتي أغلبها غير مراع للشروط الصحية وهو ما أكده العديد من المختصين. مواطنون يتجاهلون أخطارها تشهد مختلف أحياء العاصمة سواء الراقية أو الشعبية منها، انتشارا رهيبا لمحلات الأكل السريع على اختلاف أشكالها، والملاحظ أيضا أن العديد من المحلات المتخصصة في الوجبات الجاهزة والسريعة، تختار أماكن محدّدة لنشاطها، غالبا ما تكون بالقرب من المؤسسات التربوية، بمراحلها الثلاث، حيث أن الأطفال والمراهقين من تلاميذ المدارس، هم أكثر الفئات إقبالا على استهلاك الوجبات السريعة والخفيفة، لا سيما الذين لا يتمكّنون من العودة إلى منازلهم، بسبب ضيق الوقت، بين الفترة الصباحية والمسائية، رغم أن ذلك من شأنه أن ينعكس على صحتهم بصورة سلبية، ما يستدعي ضرورة تنبيه الأولياء إلى مراقبة ما يتناوله أبناؤهم خارج المنزل، وتوعيتهم حول مخاطر الوجبات السريعة المختلفة، سواء من حيث خطورة هذه الوجبات نفسها، أو ما تعلق بالمحلات التي يتم إعدادها فيها، من توفر شروط النظافة واحترام قواعد السلامة الصحية والغذائية وغيرها، وهو ما يتجاهله الكثيرون الامر الذي أعرب عنه الكثير من المواطنين ممن التقت بهم السياسي في جولتها الاستطلاعية أين اتضح أن أسباب زيادة وانتعاش هذه المحلات هو غياب الثقافة الاستهلاكية الصحية. مختصون: الوجبات الخفيفة تسبّب السرطان يرى المختصون أن الوجبات الخفيفة، على غرار البيتزا و السندويشات الجاهزة، تبقى تشكّل خطرا على صحة الإنسان عموما، وصحة الأطفال والمراهقين بشكل خاص، وهو ما يظهر من خلال التحذيرات التي يطلقها الأطباء والأخصائيون يوميا، خلال اللقاءات الطبية والمؤتمرات الصحية، حيث ينوهون على ضرورة الاهتمام بتناول وجبات صحية متكاملة، وذات فوائد صحية متكاملة؛ من البروتينات والفيتامينات أيضا، ورغم هذا، فإن التلاميذ والمراهقون والشباب لا يكترثون لهذه الحقائق، وقد توصّل الباحثون مؤخرا، إلى أن تكرار تناول الأطفال للوجبات السريعة، بما تحتويه من كميات كبيرة من الدهون ومحسّنات الطعام، تؤثر على كيمياء المخ وتسلبهم الإرادة، فيصبح قرار التوقف عن هذه الوجبات في غاية الصعوبة، تمامًا مثلما تفعل السجائر وعقاقير الإدمان. وفي ذات الصدد، أكد البروفيسور كمال بوزيد، رئيس قسم طب الأورام بمركز بيار وماري كوري بالجزائر العاصمة، أن مطاعم الوجبات السريعة المنتشرة في الجزائر تعد من العوامل المشجعة على ظهور سرطان القولون والمستقيم. وفي تدخل له خلال منتدى تحت موضوع أول الدروس المكثّفة حول السرطان بالمغرب العربي ، الذي ينظم من 7 إلى 11 أفريل بالجزائر العاصمة، تأسف البروفسور كمال بوزيد للإنتشار الكبير لمطاعم الوجبات السريعة في الجزائر معتبرا إياها كارثة غذائية. وأوضح المختص أن البيتزا والهومبورغر والشاورما التي تباع بمطاعم الأكل الخفيف تشكّل خطرا غذائيا ومن العوامل المشجعة على ظهور سرطان القولون الذي غالبا ما ينتشر لدى الأشخاص البالغين خمسين سنة فما فوق ، داعيا إلى تبني نظام غذائي صحي لتفادي هذا المرض. زرع الثقافة الاستهلاكية الصحية.. ضروري وفي ذات السياق، أكد مشاركون في أبواب مفتوحة على التغذية الصحية والسليمة بتيسمسيلت، على ضرورة مساهمة الأولياء في زرع ثقافة استهلاكية صحية لدى أبنائهم. ودعت الطبيبة قاضي تركية من المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بعاصمة الولاية الى المساهمة الفعلية للأولياء في توعية أبنائهم بخصوص المعايير والشروط التي ينبغي أن يلتزموا بها لاكتساب ثقافة استهلاكية صحية وسليمة. واعتبرت المتدخلة بأن دور الهيئات والجمعيات التي تعنى بنشر ثقافة استهلاكية غير كاف وينبغي تدعيمه بعمل تحسيسي قاعدي يبدأ من الأسرة. ومن جهته، أشار رئيس الجمعية الولائية للدفاع عن حقوق المستهلك وبيئته، محمد ميموني، إلى أهمية مراقبة الأولياء لما يتناوله أبناؤهم خارج البيت لاسيما بالمطاعم ومحلات بيع البيتزا والحلويات. كما تطرق ممثل المديرية الولائية للتجارة بالمناسبة الى النصوص التنظيمية التي تساهم في حماية المستهلك وتحسيس التجار بالشروط الصحية والقانونية الواجب توفرها خلال عرض السلع والمواد الغذائية المختلفة. وذكر أيضا بالجهود التي تبذلها مديريته في مجال نشر الثقافة الاستهلاكية السليمة من خلال تنظيم أنشطة إعلامية وتحسيسية دورية للوقاية من التسممات الغذائية. للإشارة، فقد تم تنظيم هذه الأبواب المفتوحة طيلة ثلاثة أيام من طرف المؤسسة العمومية للصحة الجوارية لتيسمسيلت بمناسبة اليوم العالمي للصحة. وتتضمن عرض ملصقات وتنظيم لقاءات جوارية تحسيسية مع المواطنين حول التغذية الصحية ونشر ثقافة استهلاكية سليمة.