مواطنون يطالبون بإجراءات ردعية.. لحماية أبنائهم أثار الفيديو الصادم لمجموعة من الشباب في وهران، الذين قاموا بتحريض كلب من نوعية ألمانية، الجدل وسط المجتمع الجزائري، على غرار مواقع التواصل الاجتماعي لاعتباره من التصرفات والسلوكات التي تثير تخوفات المواطنين في الأماكن العمومية، وهو ما أثار استياء العديد من المختصين، مشدّدين على ضرورة تشديد العقوبة على المنحرفين الذين يمارسون سلوكا غير سوي في حق الأطفال. وعليه، ارتأت السياسي فتح موضوع العنف ضد الأطفال مع مختصين ومحامين، المجتمع المدني، بالإضافة الى حكم الدين حول هذه الظاهرة التي تزداد بشكل ملفت للانتباه، رغم مساعي الجهات المعنية الخاصة بحماية الطفولة لوضع إجراءات قانونية ردعية. مواطنون يطالبون بإجراءات ردعية.. لحماية أبنائهم نزلت السياسي الى الشارع لأخذ رأي المواطنين حول الفيديو الذي تناولته مواقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك و اليوتيوب وعدد من القنوات الجزائرية الخاصة، أول أمس، حيث ندّد العديد من الأولياء بهذه التصرفات غير الأخلاقية التي تهدّد مستقبل أبنائهم، وهو ما راح إليه كمال، 52 سنة، الذي أعرب عن مدى استيائه لتداول مثل هذه الصور ومقاطع الفيديو عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفا بقوله على المعنيين أخذ إجراءات قانونية صارمة تجاه المنحرفين الممارسين لمثل هذه السلوكيات غير السوية تجاه الأطفال، لاعتبار ذلك من المظاهر التي تهدّد الطفولة في مجتمعنا ، ومن جهتها، أضافت سمية، التي أعربت عن مدى تخوفها من خروج ابنها إلى مختلف الأماكن العمومية لوحده، عن مدى استيائها جراء انتشار مثل هذه الظواهر التي أصبحت تهدّد مستقبل أطفالنا بشكل ملفت، رغم المساعي الكبيرة التي تبذلها الجهات المعنية الخاصة بحماية الطفولة . عرعار: الظاهرة في تزايد مستمر.. وعلى الجهات المعنية التحرك العاجل وفي ذات السياق، أكد عبد الرحمان عرعار، رئيس شبكة ندى لحماية حقوق الطفل، في اتصال ل السياسي ان هذه الظاهرة ليست دخيلة على المجتمع، كما أشار الى ان عدد الأطفال ضحايا العنف في تزايد مستمر وهو ما يستدعي التحرك العاجل. في حين ابدي لنا المتحدث استياءه الشديد حول الفيديو الذي يعرض تعرض الطفل أيمن للعنف من شباب سلطوا عليه كلبا بداعي الترفيه والسخرية، كما استرسل محدثنا في الموضوع قائلا: يمكننا تصور الحالة النفسية للطفل والأم خاصة ، في حين يرى ان الردع القانوني وتسليط العقوبات من الإجراءات الواجب تطبيقها على الجاني، كما أشار عرعار الى انه يجب التكفل الحقيقي بحالة الطفل ومن الواجب الحد من تزايد هذه الظاهرة قبل حدوثها. أما عن الإحصائيات الأخيرة التي ذكرها لنا رئيس شبكة ندى ، فقد كانت 32000 طفل ضحية العنف سنة 2014 بشتى أنواعه، دون ان ننسى العدد غير المصرح به من الأولياء الذين يعتبرون الموضوع سرا يجب التكتم عليه. وتحصي مصالح الشرطة أزيد من 1200 طفل ضحية العنف خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، من بينهم 756 تعرضوا لعنف جسدي في حين تعرض 372 طفل آخر لاعتداءات جنسية، ليسترسل محدثنا كلامه، ان استفحال هذه الظاهرة أكبر مما نظن، كون هذه الإحصائيات، كما سبق ذكره، تخص الحالات التي يتم التبليغ عنها فقط. عطو رشيد: مكافحة مثل هذه السلوكيات ضرورية.. لحماية أطفالنا من العنف ومن جهته، أضاف عطو رشيد، رئيس جمعية الودادية لمكافحة الآفات والظواهر الاجتماعية، انه لا يمكن إنكار مثل هذه الظواهر التي يرى فيها خطرا كبيرا في حق الأطفال، باعتبارها من السلوكيات التي تساهم في نمو السلوك الانحراف لدى الأطفال، وقد أردف عطو حديثه بالتطرق الى ضرورة تسليط أشد العقوبات على المعنفين للأطفال من خلال المواد التي تنص عليها القوانين، فمكافحة هذه السلوكيات، أمر ضروري لحماية أطفالنا من العنف . محام: إنشاء جهاز وطني لحماية وترقية الطفولة.. ضروري وفي ذات السياق، أضاف الوناس يوسف، محام معتمد لدى مجلس الجزائر، في اتصال ل السياسي ، انه من بين الاجراءات القانونية المتخذة ضد الأشخاص الممارسين للعنف ضد الأطفال تسليط عقوبة الغرامة او السجن من طرف وكيل الجمهورية، وذلك حسب الضرر الملحق بالضحية، وقد استرسل محدثنا كلامه بالإشارة الى مشروع القانون الخاص بحماية الأطفال، لتضيف في ذات السياق المحامية ز . زهور ، ان إنشاء جهاز وطني لحماية وترقية الطفولة وذلك من خلال وضع عدة آليات كمندوب الطفل والوساطة الاجتماعية وغيرها من الإجراءات الأخرى التي تُعنى بحماية الطفل في مجتمعنا والذي بات اليوم من الأمور الضرورية والواجب تحقيقها في القريب العاجل. إمام: الحملات التحسيسية لم تحد من العنف ضد الأطفال وفي ذات السياق، استنكر الإمام بلحفاف محمد، وبشدة، مثل هذه الظاهرة التي تشهد تزايدا مستمرا، رغم الحملات التحسيسية والتوعوية التي تهدف الى مكافحة العنف بمختلف أشكاله، كما أشار الى انه من بين الآثار التي تخلفها الظاهرة، الأخلاق الرذيلة والعدوانية للمجتمع. في حين يرى في الأشخاص الممارسين للعنف أنهم بعيدون كل البعد عن المبادئ والقيم الدينية، إذ يجب تسليط عقوبات عليهم، كي يكونوا عبرة للآخرين