أكد عبد الرحمن عرعار، رئيس شبكة ندى لحماية حقوق الطفل ل السياسي ، أن ظاهرة عمالة الأطفال، التي ترتفع صيفا، ناتجة عن سوء الظروف الاجتماعية للكثير من العائلات الجزائرية، وعليه، يضطرون إلى إرسال صغارهم للعمل ما يجعلهم يتعرضون لجملة من الانتهاكات والتحرشات، ويصل بهم الأمر إلى الوقوع في وضعيات يعاقب عليها القانون، حيث يقعون بين أيادي أشخاص منحرفين ومجرمين يستغلونهم. وأضاف المتحدث ذاته، بأن انعدام التكفل بترفيه الأطفال وتسليتهم يدفع بهم أيضا إلى العمل لقتل الفراغ، فالشواطئ مملوءة والمؤسسات مملوءة ولا توجد فضاءات ومرافق للتسلية، كما أن الفقر والحاجة أجبرا الأسر لدفع أبنائهم إلى الشارع أثناء العطل، الشيء الذي يؤثر سلبا على حياتهم ومسارهم الدراسي، حيث أن الكثير من الأطفال يغادرون مقاعد الدراسة بصفة كلية بسبب دخولهم عالم الشغل المبكر ومنهم من يعود إلى مزاولة دراسته وهو في حالة عالية من الإرهاق والتعب. وفيما تعتبر العطلة فرصة للترويح عن النفس وتجديد الطاقة لاستقبال عام جديد من الدراسة والاجتهاد، تعود هذه الفئة من الأطفال إلى المدارس بعد رحلة عناء طويلة ما يؤثر على استيعابهم وأدائهم الدراسي. كما أوضح رئيس شبكة ندى لحماية حقوق الطفل، أنه بالرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية لعدد الأطفال العاملين في الجزائر، إلا أن الواضح هو أن الظاهرة في تزايد وانتشار، ولا يوجد حد أدنى لسن الأطفال العاملين، فمن الممكن أن تجد طفلا لا يتعدى عمره التاسعة أو حتى السابعة يزاول أعمالا كالبيع في الشواطئ أو على حواف الطرق السريعة. وللإشارة، فقد صرح عرعار في حوار سابق ل السياسي عن تسجيل 18 ألف اعتداء على الأطفال خلال عام وذلك من 1 جوان 2014 الى غاية 1 جوان 2015.